أجيبيني أيتها الذات المضعضعة , إلى أين تريدين أخذنا بـ آهات الحزن تلك ؟!
إلى مقبرة يقطنها الميتين ؟!
أم إلى تلك الدار التي أعُدت لمن خدعتِهم بـ أهوائكِ المتعجرفة ؟!
تعزيني تلك النزاعات المنصرمة في وجه طائر السعادة المحلق ..
تعربدني تلك الأفكار الخرقاء, التي أنبثقت في مخيلتي أنهاراً من الأسئلة المستكينة و التي لا تجد جواباً ..
ترهـلات .. آثـام .. أحـزان ..
تلك المفاهيم التي باتت تعيش في عالمنا اليوم ..
أصبحت الحياة دائرة مفرغة , تعيش حيث لا تعيش ..
تتهاوى بين أفواه الناس بـ شذراتٍ من الأحزان المريرة ..
مـا هو الحـزن ..؟!
سؤال تجلجل بين حدقات فكري , بعد تلك الفوضى العارمة التي أراها في عالمي ..
لا أعلم .. حياة الجميع أصبحت فكرة مشوشة , أحزان متراكمة , بقايا صراعات لم تنتهي و لن تنتهي ايضاً ..
فـ ليس من غريب الشأن .. أن نسمع أحدهم يعيش في عالم من الوحده و الصمت الموحش .. بعد عقبات و أزمات أستأجرت ثمن حياته ..
و يدعي إنه أكثر إنسان قد نال من الدنيا شرخات من العذاب و صفعاتٍ من الآلام , بل أن ترى العجب العجاب ..
أن تسمع أحدهم يسمي نفسه أسماء لم ينزل الله لها من سلطان ..
أمير الأحزان , أسير العذاب , مجنون الألم ..
و من يسمعهم يعتقد إن الدنيا قد كبلتهم بـ أغلالها الظالمة أو سحقت كل ماهو جميل في حياتهم .
و يبدأ الحزن سيداً للـموقف ...!
تجدهم لا يعيشون إلا و الحزن رفيقهم الأبدي و الذي لا يفارق ..
و من ثم يبدأون بالنظرإلى ما يملكه الآخرين من أملاك و سعادة بـ عيون مغذذه بـ الحقد و الحسد ..
و يهابون رحلة الجد و الإجتهاد و العمل على إزالة جمرات الغضى التي في صدروهم !
قد تكون ..
أمراض نفسية ..بُعد عن ذكر الله , ضعف الوازع الديني و عدم الرضاء بـ قسمة الله ..
و ايضاً خسارة كل ماهو غالي و نفيـس ..
أسباب تؤدي إلى مجالسة الحزن .. و الإنضمام إلى عالمه الأرعن .. و دخول الغل و الحسد في القلوب ..
يقول الكاتب الأميركي جون شتاينبك :
إن كل إنسان منا يريد أن ينجح ومع ذلك فإن أغلبيتنا الساحقة لا تبذل الجهد إلا إذا أمدنا شخص ما أو شيء ما بحافز خارجي ..
و ليس من العيب أن نحزن و نبكي و نندم على فوات أو خسارة شيءٍ نفيس, بل من العيب الإستمرار في جمل الحزن في كل مكان ..
و كذلك التأسف على خسارة لم تأتي بعـد ..
و أكبر فشل يستطيع الإنسان أن يصادفه .. أن نقف منتصبين أمام قوة الإرداه و العمل , و ندعي الفشل قبل بدأ الخطوة الأولى ..
و أن نعتقد إن خسارة الجميل تعني خسارة الكثير .. و التوقف عن المحاولة !
تسلق عتبات السعادة ..و التحرر من أغلال الآثام ..أمرٌ سهل طالما قوة الإرداه متصلبه ..و لكن من يجاهد مع نفسه ..؟!
يقول أعز من قائل .. [إن الذين قالوا ربنا الله ثم أستقاموا فلا خوف عليهم و لاهم يحزنون ] .