لا أذكر إن هنالك علاقة كانت تربطني معه أكثر من مجرد زمالة .. و لا أتذكر سوى إبتسامة كانت تُرسم على و جهنا و نحن نلقي التحايا صباحاً ..
و بـ إعتبار آخر لم يحك قاسم لحياته أو مستقبله وزن من الأمنيات أكثر من أن يكون شخصاً ذو مكانة مرموقة في المجمتع ..
و بـ شيء من الغرابة عقله الباطني لم يرسم لوحة غروب اليوم لـ يعلن شروق الغد ..
فـ اليوم لم يزل يحفر في عقله ملابسات لحادثة شنيعة أرتكبهتها يد العدوان مسلحه في وجهه ..
و بعد غيابٍ طويل عاد إلينا قاسم .. أو بالأحرى عاد قاسم آخر ..
لم أكن أفهم شيئاً لا قولاً و لا فعلاً يبعد تلك الوسوسات التي رسمت شيء من الشفقه نحوه ..
لآنني بـ كل بساطة لم أفهم هوية ذلك الشخص !!
- من ذا ؟!
- ألا تعرفه أيها الأبله .. إنه الرجل الذي ذاع صيته و أصبح إسمه ملسوعاً في كل لسان .. إنه قاسم ..
- قـ قـاااسـ .. ــم
قاسم عاد مشوه الوجه .. مفجوع العينين .. منزوع الأنف .. و أذناه مربطتان بـ جأشٍ من الحديد .. حتى رجلاه التي كان يعشقهما لمهارته في أرض الكرة ..
أصبحت وتداً يتعلق بها كيف يمارس مرحلة المشي لا أكثر ..
لا أدري .. هل أنتهى زمن الأحلام كي يتعبق قاسم بها و يرسم و يخطط لـ غد آخر جميل .. أم إن الأحلام قد طارت مع الطيور و هي تثير شظاياها قلقاً من مستقبلاً مجهول قد لا تعيده الأيام ..
و لا أدري هل عادت [ آيا ] من جديد بعد أن تعلقت بالحياة حتى آخر شريان من حياتها .. و هي تعيد لحظات تمنت بها الزواج و العمل و الإستقرار و الراحه بعيداً عن الهمز و اللمز الذي يرسمه الناس بـ عيونٍ من زجاج ..
قـاسم .. حكت لي عينيك حروفاً لم يفهمها الآخرين .. و قالت لي و هي تستنزف ألمها بكل حرقة و وجع .. [ لو أعود لـ ثانية ]
قاسم .. أيها الطيب الرائع .. من هم غيرك .. لم تبّال الدنيا بهم لـ كثر الكدمات و الصفعات ..
الدنيا أخذت .. و لم تأخذ كل شيء ..
عقلك .. قلبك .. و الديك .. أصدقائك .. نِعم تُحسد و لكن الحمد لله ..
.. اللهم إني أسألك سؤال خاضعٍ متذللٍ خاشعٍ , أن تسامحني و ترحمني , و تجعلني بقسمك راضياً قانعاً , و في جميع الأحوال متواضعاً ..