مدخل
عندما نقف خارج السرب اختيارا أو جبرا
نلاحظ أشياء كثيرة
الألوان
يتلونون بكل الألوان
تدرجا من الأبيض القذر إلى الأسود الخائف
ولا يصلون إلى الناصع أبدا
يحاولون الوصول إلى البياض
وفي النهاية
لا يستطيعون تلوين إلا صورهم المكررة
بالسواد
فكل صورهم
سوداء
المشرط
" القلم " ليس أهم أدواتي
فقد تعودت على الإمساك بالمشرط
أعتقد أنه من أفضل الأدوات التي يسر الله لنا اكتشافها
لأنه
يساعدنا على بتر: الجزء المتعفن
" يقطع العرق .. ويسيح دمه "
يقطع ألسن لا تعرف كيف تقول:
لا تكذب
لا تُزور
لا تخون
لا تتلون
لا تسرق
لا تخدع
من آمنك على ما آمنك عليه
الحروف
الحروف الهجائية كاملة .. لم تنقص حرفا منذ أن عرفها الإنسان
الغريب أن بعض الحروف تكرر نفسها بشكل مقزز
تتغير الأسماء .. والحروف لا تتغير
تتغير الصور.. والحروف لا تتغير
حروف مملة
حروف لا تعرف إلا التطبيل لها والتطبيل لمن يطبل لها
حروف غير قابلة للتشكيل
أغلبها " مكسورة "
الخوف
تلبس أفكارك الصغيرة حروف العزة
وتتقمص جهرا لباس النصح والفضيلة
وتحاول تلوين وجهك ووجه من أرسلته
لأنك لا تستطيع أن تقول
بحروفك المجردة
أيها الطوال
إنني أضعف من أن أطالكم
فأنا أقصركم قامة
ولكني أفضلكم فيما يُعرف
بالإسقاط
" وأقص يدي من كتفي إذا يعرفون ما هو الإسقاط "
الدناءة
أن تسرق حروف الآخرين
أن يعطيك أخاك رسالة خاصة لتسلمها إلى أخيه
وفي الطريق تفتحها
وتقرأها
وبعد ذلك
تلصقها بلعابك النتن
وتسلمها لأخيه
وتمثل دور ساعي البريد
المحترم
السقوط
السحاب يظل عاليا
لا تطاله
الحجارة
مهما كبرت أو صغرت
قويت أو ضعفت
وهي تحاول السير مع السائرين
يتعثر بها هذا
وتجرح هذا
ويستخدمها هذا محاولا أن يُسقط أو يوقف السحاب
ولكنها
سرعان ما تعود وترتطم بالأرض
تسقط .. وتتهشم
وقد يصيبها ماء المزن / السحاب
فيقهرها أرضا.. ويفتتها .. ويذيبها
انسيابيته .. ملمسه .. واستمراره
كفيل بأن يحيلها إلى تراب .. يتناثر أشلاء
سقوطها قد يحدث عبر السنين أو في أي لحظه
سقوطها يذكرني بسقوطهم
" الأنصاف والأشباه "
يحاولون أن يكونوا مثلهم
يتشبهون بهم .. يقلدونهم
يرفعون لوحات كبيرة كتب عليها
نحن فداء لكم
نحن من يحرس هذا الوطن
ولكنهم
لا يستطيعون الاستمرار طويلا
يفقدون التشبُه
ويُكتشف التقليد
ويفشلون في إقناعنا بأنهم صور لحقيقتهم
فيسقطون
مخرج
طوال القامة يقارعون السحاب .. ولو تكاثرت عليهم الحجارة
و
صغار الرجال لا يكبرون .. ولو ابيضت مفارقهم