وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً
ما ضرّ أحدهم أن يعلنَ نواياهُ بكل صراحةٍ ممكنة ، وربما تتلقفون الكلمة لتكونَ ( وقاحة ) ، لكن الامر لم يعد يعنينـي !!
هي هكذا ، وطنٌ منذ اللحظة ،
كيفَ لا و أنــا الذي منذ ولدتُ ارتحلُ في ناظريّ خارطة العالم ، ابحث عن وطنِ أعرفه ويعرفني !
كيف لا وأنـا المنفيّ حيثما كنتُ ، واينَ ساكونْ !
كيف لا وأنـا أتمنى منذ صرختـي الأولى أن أجدَ دولةً ما ، تفرّغ الغلّ والهمّ المتراكم فوقَ نبضي على بلدٍ آخر ،
أو لنقلْ على أناسٍ أقلّ حظاً منـي !! ؟
لتكونَ مواطناَ ، عليكَ إذن أن تدفع ضرائبكْ ، لتأخذ حقوقكَ كاملة !!
النفسيّة قبلَ الماديّة ،
لتكونَ مواطناً في بلدك ، عليكَ أن تختارَ الموتَ في سبيلِ الوطنْ ، على الذلّ فيه !!
إذن كيفَ وانـا وآلافٌ مثلي ، دفعوا الضرائبَ كاملة ، ومقدمة عن ستينَ عاماً - ربما سنعيشها - !
وأنــا وغيري لم ولن يختارنا الله من الشهداءِ إذ كان لنا من الفسق نصيب كبير!!
ما اخترنـا الموتَ أبداً من أجلِ الوطنْ ، وما اخترنـا الذلّ أيضاً
إنما هو مصلُ لا بد لكَ أن تأخذه قبل بلوغك سن النضجْ ، كي لا "تجلطكَ" الاخبار اليوميّة !!
فاصل إعلانـي ،
صادر عن وزارة الدفاع الاسرائيلية /
وتنظرُ نحوَ الله كأنكَ ناجٍ من سوء عقابه ،
أو كأن الله يحاورُ فيكَ الانفة ،
فترمي بالعزةِ تحت النعلِ ، وتسجدَ مستقبلَ أمريكـا
في البيتِ الأبيض ، أبيض ما سوّده كفر الناس كحجرٍ في مكّة
للبيتِ الأبيضِ يذهب كلّ إله ليقدمَ فاكهةَ ، أو حلوى
أو وطناً قربانَ إله الكونِ الأكبرْ ،
أبيض أو أسود لونـه *1
منذ اليومْ ،
وبعد أن هدّنـي التفكير والتدقيق ،
أنــا معَ اسرائيل ( وطني الجديد ) ،،
علّنـي منذَ اللآنْ ، أفرّغ حقدي وآخذ حقي ، وأتنفسُ - ولو للحظة - ريح العزّةِ والأنفة !!
ولستُ آبهٌ ما يقالُ عنّي ، وما سيقالْ
ألستُ منذ اللآن أملكُ وطناً راياته زرقاء ونجمةٌ بيضاءْ تفترشُ زخارفه !
ألستُ منذ الآن أملكُ وطناً يدعى اسرائيل ، يحمل في أحشائه أجمل درر الكونِ وأعظمها ،
إنـي منذ الآن لأفتخرُ أن لي وطناً فيهِ الأمن
فيه الحرية
فيه العزّة
يكفينــي أنّ فيــه القدسْ !!
رسالة إلى وطنيّ المسلوبْينْ ،
أحبّكِ يا فلسطينِ الأمْ ، وأحبّكِ يا أردنَ المهدْ
ولكنّـي أشتقتُ حقاً لـ " نتفة" عــزّة !
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........................................
* (1) من قصيدة سابقة