سين، خاء، طاء ..... و باقياتٌ عابساتْ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3411 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-30-2011, 11:05 PM   #1
محمد القواسمي
( كاتب )

افتراضي سين، خاء، طاء ..... و باقياتٌ عابساتْ


سين، خاء، طاء ..... و باقياتٌ عابساتْ


حينَ غادرتنـا عابسةَ الوجه مضمرةً كلَّ حنان يليق بصفتها
تمتمت كلمات تحذير بصوت نسمعه بوضوح ،
ثم اردفت تمتماتها بأشياءَ لم نسمعها،



أسرّ لي أخي الصغير أنه تراءى له في المنام وجه نورْ
وأنه ألقى إليه بحلّة سوداءْ هامساً بأذنه حديثا يشبه أحاديث " الحجّات" كما كانت روايته .



ليسَ من الغرابةِ في شيء أن تميلَ إليَّ ناثرةً عطرها ،
ملقيةً كلماتهـا إليّ بصوتٍ حانٍ أنْ لا تذكرْ إسمي حتى في خلواتكَ وإلا أفشيتُ ما في صدركَ من أسرارْ ،
قد كانت فعلتها من قبلُ حينَ قالتْ لي لا تخبرْ أحداً أنكَ رأيتنـي ،
وأخبرتُ شقيقتـي الكبرى ظاناً أنه مجردْ حلمْ ،
حينها لم تتورع أن تجعلني – بغير إرادةٍ – أرمي بثقلٍ من الكلمات على منبرٍ ما إهتزَّ مثلهُ من خشبٍ إلا جذعَ النبيّ .


قالتْ عجوزٌ تآكلَ ظهرُها فاحدودبْ ،
أن تلكَ العباءة تعنـي أن يوماً أسوداً سيزوركَ قريباً ،
وغادرت ضاحكةً متواريةً خلفَ الزقّاقْ ، أرتجفَ قلبُ أخي خوفاً ،
وبدا صوتُ نجيشٍ خفيفٍ يخرجُ من صدره ،
ثم أردفَ صوتها يقولُ " وكذلك كدنا ليوسف ، ما كانَ ليأخذَ أخاه في دين الملك إلا ان يشاء الله " ،
وحينها فقط أرتجفَ قلبي خوفاً منها ، وبدأت أطمئنُ أخي أن لا تخفْ ، هي خرفة بقدر ما يحول بكلامها كله الى محض تخيّلاتْ ،

تركتُ وأخي الشارعَ المطلّ على السوق ، ومضينا تجاه البيتْ ،
كانت ركبتاه تصطكّان وأسنانه ، وكنتُ أضعُ يدي على كتفيهِ أشدّهـا خوفاً عليه ومنـها .
لم يكنْ مفزعاً ذلك المشهدُ ، وإنما الفزعُ انبثقَ من صراخهُ عالياً ،
كنا قد اعتدنا عليه حين يستيقظُ من كابوسٍ ما ، لكنّه في هذه المرّة كانَ اكثرُ ما رايناهُ صراخاً ورجفة ،
بدا جسمه وكأنه خارجٌ من بركةِ ماءْ ، ووجهه يشبهُ الخرقة البالية التي تتكىء – منذ الأزل – على نافذة الغرفة المطلّة على الشارعْ ، كانَ مجهداً في محاولةِ اخبارنـا ما رأى ،
ولكنه استسلمَ لشيءٍ ما ، وخرّ ملتحفاً الارضْ وسكنْ ،

كانت هذه المشاهد ما أحملُه في ذاكرتي لهما، حينَ سمعتٌ تكبيرَ المؤذن إعلاناً ليوم العيد،
رجفة التكبيرِ واختلاف درجاتها واصوات مؤديهـا يبعثُ في القلبِ رائحةٌ ما ،
لكنّ رائحة التراب الذي ارتشف مطراً خفيفاً للتو في المقبرة أكثرُ تأثيراً وأجلُّ هيبة ،
ولأن العيدَ فيه تقاليده وأعرافه ، حملتٌ أطراف ثوبي التي تلطخت طيناً واتجهت الى بيتِ العشيرة ، لأبدأ معهم مراسمَ العيدِ وأثقاله .


وصلتُ بيتَ الجدّة مرهقاً ،
ووقعت أنظاري على صورةٍ لأمـي وهي تمسكُ أخي الصغير بعد ولادته مباشرة ، وتلحفه بعباءة سوداء ،
ومن خلفهمـا معلّقة كُتبَ عليـها " وكذلكَ أعثرنـا عليهمْ ليعلموا أن وعدَ الله حق




تمّـــت





 

التوقيع

موازرةُ و تأييدٌ لـخيانــاتِ أصحابِ السموّ والجلالة / قاداتنـا العِظامْ

إرفع كفيكَ فوقَ الجرحِ
ليس لتوقفَ نزفهَ بلْ لتظلّله
في الظلّ صديقي ينمو الوجعُ بريئاً من كلّ الذل
وتنظرَ نحوَ اللهِ كأنكَ ناجٍ من سوءٍ عقابهْ ،
أو كأنّ الله يحاورُ فيكَ الأنفةَ
فترمي بالعزةِ تحت النعلِ
وتسجدَ مستقبلَ أمريكا
في البيتِ الأبيضِ أبيضَ ما سوّده كفر الناسِ كحجرٍ في مكّة
للبيتِ الأبيضِ يذهب كلّ إلهٍ أصغر
ليقدمَ فاكهةً أو حلوى أو وطناً قربانَ إله الكونِ الأكير
أبيض أو أسودَ لونـه ،

محمد القواسمي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.