سيف الرحبي ، من عمان هذه الروح المُكتظة بالعذاب ـ يطرح علينا الصوت الملطخ بإعجوبة لفظ ، وعَبق فِكر صاغه الرحيل والسفر ،، شاعر وكتاب برع في مجال الصحافة والإعلام والثقافة ، ويعتبر الآن أحد أكبر أعلام الأدب في عمان وأنا هُنا سأحاول التطرق إليه ، دونما وغول ، لا التعمق فيما لديه ، يُشيء بالغرق ، دونما نجاة ،،
"
انا لم ترضعني أم
لم تأويني بلاد
استيقظت فرأيت القطارات
تنهب عمري بخجل المسافات ..
"
هكذا هو سيف الرحبي ، توزع بين الخرائط فشاغبته الكِتابة قبل أن يُشاغبها ، فقد تَمعن في هُجوم ومباغتات في نفسه ، أخرجت معزوفات حُفرت في ذاكرة الآدب العربي وأضيفت إلى تاريخه ، ..!!
"عندما يمشي الجسد
في الظلام تغادره
روحهُ وتتحفزُ خطاه "
حيث لم تُشكل الكِتابة مِعضلة بالنسبة لـ العريق / سيف الرحبي ، بل كانت نُزهة حياة وحلم تتكلل بالحنين إلى الوطن والغربة والحزن ، إلى أن أصبحت في النهاية هي الوطن والمُتنفس ..
فـ مبكراً كان يُعرف بـ (( رأسي المشطور في صليل الجهات ))
إلا أنه ودونما إدراك صاغ المعنى بِشكل أكثر صِدقا حينما عَلق ((رأس المُسافر)) كـ إعجوبة تتدلى من السماء ،،
يَنظر إليها القُراء كلما قادهم الحنين إلى حرف عُزف بـ صدق ،
لم يجد هذا الأديب وقتا تقتات به قصائده لـ تجد وزنا مُناسباً أو تفعيلة يسير عليها الحُزن ، ! بل كانت مُجمل بَوحه ، قصائد نثرية ، نجى بها من سلطة التقليد الحديث حيث كان صوت تجربته الشعرية ، مُنسجماً مع جُرأتة الفكرية التي أمكنته من الإتصال المباشر بعنصر اللغة الشعرية الجديدة ..
كَما ظل ما يُنتجه مُتأرجحاً بين قصائد التفعيلة ،
وقصائد نثرية ،، أو ربما معزوفات يصوغها السفر دون إدراك .. !!
إلا أنها في كِلا الحالات تُشبع رغبتك في القراءة والحُلم معاً ..
في الجزء الأول من الحديث عن هذا المبدع الذي سيختص بديوان : رأس المسافر ، الذي أصدره في عام 1986م ليكن عنصر مفاجأة في تاريخ الأدب العربي , حيث دخل به مراحل جديدة في النص الشعري ، وأوجد مادة جيدة لتمعن النُقاد وإثارة القراء
ففي رأس المسافر ما يثير الدهشة ، أن هذا الكاتب لم يلتفت إلى الخلف للتمعن في ما أنتجه من سابقيه من الآدباء بقدر ما إنكب على ما في داخله لـ يخرج لنا بطراز رائع ، ففي نصوصه الشعرية تتذوق معنى الإختلاف ، إبتدأء بالفكرة وليس إنتهاءاً بالمعنى واللفظ والصياغة ..!!
وهُنا سأحاول أن أضع عددا من مجموعاته الشعريه ، التي حواها ديوانه : أس المسافر