, ،
وَبِعَدَد سَنَوَات وَايّام قَضَيْتَهَا مَعَهَا , كُنْت اسْتَيْقَظ كُل صَبَاح وَاقْرِر بَعْد ان ارْتَب شَي مَنّي , ان ابْحَث عَنْهَا , لِنَشْغَل صَبَاحِنَا لُطْفَا وَحُبَّا
فَهِي صَدِيْقَتِي وَكَم ضَحِكْنَا وَبَكَيْنَا سَوِيا ,
فلَم أَعُد أَهْتَم بِوَجْبَة الْصَّبــاح , او حَتَّى أَي حَدَث لَايُثِير فُضُولِي لِ اعَيْشِه , كُل مَا اتَمَنَاه وَبِشَكْل يَوْمِي ان اقْضِي وَقْتَا جَمِيْلَا مَعَهَا ,
كُنْت أَشْعُر بِإِن احْتِيَاجِي لاشْيَاء كَثِيْرَة يَكُوْن بَيْن يَدَيْهَا , وَمَع حَدِيْثِهَا , وَصَرَاحَتِهَا وَعَظِيْم قَلْبِهَا , وَجَمَال خُلُقِها .
اذْهَب الَيْهَا ام هِي تَأْتِيْنِي لَم نَكُن نَرْتَب لِهَذَا كَثِيْرا , فَكُل مِنَّا تَنْشَغِل فَقَط بِإِنَّه لَابُد مِن لِقَاء يَوْمِي , يَبْعَث الابْتِسَامَة مِن أَوَّلِه او حَتَّى ب أُخَر ثَوَانِي مِن سَاعَات الْمَسَاء ,
وَالْتَقَيْنَا صَبَاح هَذَا الْيَوْم ,
تُحَدِّثُنَا كَثِيْرا ,
قُلْت لَهَا : الاتَذَّكِرِين لِقَاؤُنَا الْاوَّل .
قَالَت : نَعَم
كُنْت اسْتَأْذَنَك كَثِيْرا, وَكُنْت تُشَّكَّرَينَنِي دَوْمَا ,
وَضَحِكْنَا,
رَغْم مُرُوْر الْسِنِين فَلَم تَنْتَهِي أَحَادِيْثِنَا الْخَاصَّة و لَم نَتَحَدَّث ب امُوْر كَثِيْرة , فَمَازِلْت كُل مِنَّا تَتَحَدَّث عَن نَفْسِهَا وَلاتَنْتَهِي .وَتَتْبَعُه الاسْئِلَة وَتَكُوْن الاجْوْبة , صَرِيْحَة وَاضِحَة , صَادِقَة
فَكَانَت كَالْمِغْنَاطِيْس تَجُذَّبَّنا قُرْبَا لِنَكُون بَحَق صَدِيْقَات وَأَي صَدِيْقَات.
قُلْت لَهَا : الَا تَعْلَمِيْن بَإِنِّي ارَى ان عِلَاقَتِي مَعَك فِي كُل يَوْم تَبْدَا مِن جَدِيْد وَلاتَنْتَهِي وَازْدَاد تَعَلَّقَا بِك صَدِيْقَتِي
لِذَلِك , فَمِن الْمُفْتَرِض نَتَحَّدَث و نَتَحَّدَث عَن مَاضِيْنَا وَحَاضِرِنَا وَمَا نَتَوَجَّس مِنْه مِن الْمُسْتَقْبَل ,
فَكَيْف اذُن نَكُوْن صَدِيْقَات وَنَتَجَاهَل هَذَا , تَحَدَّثِي كَثِيْرا وَمَعِي فَقَط .
اشْرُكِيْنِي فِي مَاضِيْك وَكَأَنَّنِي عَشْتُه مَعَك , وَاشْرِكّك فِي حَاضِرِي لِتَكُوْنِي قُرْبِي .
هَكَذَا الْصَّدَاقَة , يَعْنِيْنِي كُل مايَعْنَيك , وَاتَمَنَّى ان اكُوْن كَذَلِك بِالْنِّسْبَة لَك .
قَالَت : لَن أَتَحَدَث عَنْك , وَاقُوْل لَك , بِمَاذَا اشْعُر تُجَاهَك .
يَتَّبِع ,