أخي ح.
حول الوجع تقطن
حزن يشبه ملامحك
حيرة تملأ غربتك هناك
حرائر روحك مازالت تعانقني بالرغم من البعد
حلاوة تستمد من روحك تشابه طعم التوت الشامي الذي تذوقته لأول مرة معك والذي لم أنساه قط
-وتضحك عليَّ حينما لوثت ثوبي بلونه البراق الذي لن يزوله اي مسحوق
- وتضحك : ألم أقل لك احذري التوت يا صغيرة !
- فأضربك ولا أأبه بمن حولي : لست صغيرة !
أنا يانعة
- اذهبي اذن يا يانعة وأبدلي ملابسك وعودي وحدك ِ ...... تتركني هناك وتذهب واثق بأني سألحق بك !
- انتظر انتظر !
حسناً لازلت صغيرة ... لازلت صغيرة !
- وألوك على مضض ضحكتك المجلجلة الغير مستساغة آنذاك
- وأحتضنك خائفة .... وأهتف بهمس ... نعم لازلت صغيرة يا أخي !
- فترتسم على وجهك معالم ابتسامةِ كبر وغرور ............ أدرك وقتها من تشابه تلك الطفلة !
***
حينما كنت صغيرة
جاءنا خبر مرضك وأنت بالجيش
وقتها ... لم أستطع أن أنظر لعيون أمي الملآ بالوجع
طأطأت رأسي كما تفعل النعامة وتدفن رأسها بالتراب هربا ً من كل ما حولها
فتظن بأن لا أحد بمقدوره أن يراها !
تظاهرت بأنني أدرس ... لم أسمعهم / لم أدركهم ...
تحايلت عليهم بأنني مازلت صغيرة على الحزن
.................................. صدقوا ذك !
وحينما هدأ روع من حولي
تسللت إلى حجرتي الصغيرة التي تشبهني ................... وبكيت !
***
مازلت تربت على كتفي كما عهدتك
وأنا صغيرتك المدللـه ........
مازلت أمثل عليك الحزن كي تضمني بين ذراعيك
وتبكي بلا دموع وتدعو لي كلما تتذكرني
مازلت تتذكرني حينما يهطل المطر
وتتصل بي وتسمعني صوته
وتبتسم ...
كنت دائما تتساءل : كيف تعلمين بأنني الآن أبتسم !
أرى وهج ابتسامتك مرسمة كقوس قزح تأتي بعد تبلل أرضك
تعلو هناك في سمائك الصافية التي تخلو مني !
***
تبعث لي بـ sms كلمات أخلدها في هاتفي الخلوي
أخفيها عن عيون الآخرين
فالجواهر يا صديقي يجب أن تحتفظ بعيدا ًعن عيون المتربصين بي وبك
أتركهم عنك ............
هم لا يدركون
أنك توأم الروح
نوري الذي يقودني بعيداً عن العتمة
شمسي التي خلقت لي وحدي
ومطري الذي يشعرني بالدفء
***
أجلس
أتذكر احاديثنا عن الشعر والأدب
تسمعني أنت قصائدا ً راقت لك
وأسمعك أنا المعلقات ...
وأحدثك عن عروض الشعر وأغراض الشعر وجمال الشعر الذي لا يضاهي جمالك
ورائحة قهوتك المميزة مازلت أستنشقها وكأنه الأمس
***
سوف آتي إليك
كي تربت أنت على كتف وجعي
وأحتضن أنا عينيك
سوف آتي إليك
كي أحتفي بقدوم ربيعك
كي أعانق حنين يديك
كي نخطو في دروب تلك الشوارع المبللة
وترشدني إلى مدينة الشام القديمة
وأسوارها القديمة
وأسواقها القديمة
وطرقها المتعرجة
وتقول لي هذا الطريق يا مريومة يقودنا إلى غابة وعره تشبهكِ
فأوسعكَ ضربا ً كي تعتذر .......... تضحك ولا تعتذر
قدتني إلى هناك كي أحفر حرفي على إحدى أشجار الغابة الكبيرة
أعرف بأنت تريدني أن أخلـَّد يا أخي
تريد أن تطبع ذكراي منحوتة على شجرة
وحينما أتضاءل ُوأختفي كما تختفي الفراشة كلما ابتعد تحليقها عن عينيك
يبقى حرفي الذي نحتهُ على تلك السامقة
حتى أنت تريد تخليد ألمي كي تعانقه شجرة قدر لها أن تحاكيه طيلة شموخها ... فلا تشتكي
وتزورها حتما ً ... حينما تهرب من غربتك التي تسكن روحك الجميلة
تزور الغابة وحدك .... تنظر إلى اسمي وتلامس رسمي
........... لكن لا تبكِ
................ لا تبكِ
لأني حينها
سآتي إليك