وراء الستار الأسود .. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 51 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 407 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 895 - )           »          رفعت الجلسة غناء (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 1 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4700 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75381 - )           »          معراج (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 5 - )           »          غموضك والوضوح•• (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 10 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 3 - )           »          برقِيّات [على/نِيّة]~ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 13 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-17-2008, 10:57 PM   #1
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الثالثة :

بعد ثلاثة أيام من سفر ساري كنت في المطعم أثناء الظهيره ...
فإذا برنين الهاتف يرتفع ...
إلتقط شاكر السماعة ...
وبعد حديث طويل بالتركية ناداني قائلا :
ع تعال إنه ساري ... وهو يريد التحدث إليك ...
قمت بهدوء وتناولت المسماع ووضعته على أذني متمتما :
مرحبا ....
رد ساري :
هيه مجد ... لقد سارت الأمور كما يجب ...
قلت بلهفه :
حقا ....
جاوب بسعاده :
نعم ... لقد وافقت ...
شريطة أن تراك حتى تتعرف عليك .. ما رأيك.؟؟
قلت بدون تردد :
سأكون عندكم في الأسبوع القادم ...
جاوبني في دهشه :
هل أنت جاد ..؟؟؟ ....
قلت بتأكيد :
كل الجدية ... أبلغ الجميع بذلك ...
قال عندها بسعاده :
رائع ... سيتسنى لك حضور حفل زفافي إذا ...
رددت :
بالتأكيد ...
تابع هو :
حسنا سيكون كل شيء معدا لإستقبالك ... فأنت لاتعرف كم سيسعد هذا الخبر والدي يامجد ...
لاتتأخر ... إلى اللقاء في تركيا ...
أغلق الخط وشاكر يسألني بلهفه :
هل ستزورنا حقا ...
أومأت برأسي إيجابا وقلت :
نعم في الأسبوع القادم ....
ضحك في مرح وقال :
ليتك رأيت سوسن منذ زمن يا رجل ...
شاركته الضحك وفي قلبي شعور أن الآمال تقترب


* * *

بدأت الإستعدادات للسفر في نفس اليوم الذي إتصل به ساري بأن ذهبت إلى السفارة التركية كي أسأل عن التأشيرة ... فعرفت أن من يحملون جواز السفر السعودي يدخلون تركيا دون تأشيرة ... فقط ختم الدخول والخروج ...
ثم حولت عملات سعودية إلى دولار أمريكي بعد أن عرفت أنها العملة المستخدمة في تركيا بعد الليره ... وبعد ذلك فاتحت والدي في الموضوع. فإقترحا علي أن أنتظر خالي علي الذي ينوي السفر إلى سوريا لنسافر معا ... خصوصا وأنني لم أغادر المملكة من قبل ... فوافقت ...
ولكن خالي بدأ يماطل ... كل يوم ... يقول غدا حتى مرت خمسة أيام كامله دون أن تبدر منه أية بوادر للسفر ... وقد أتأخر على عائلة العم صالح لو بقي على وضعه هذا أكثر من ذلك ... لذلك قررت زيارته في منزله وبعد الجلوس وتناول الشاي قلت بحزم :
خالي هل ستسافر معي أم لا ...
إرتبك من جديتي وقال في توتر :
حسنا ... الأسبوع القادم بكل تأكيد ...
هنا قمت بضجر وأنا اقول :
تصبح على خير يا خال ..
وغادرت منزله وقلبي يعصف بالإرتياح ... فلقد عزمت أمري وإتصلت بصديقي خالد ليقلني إلى محطة الباص وهناك ومن مكتب شركة البان التركية هاتفت شقيقتي إيمان وقلت بهدوء :
أنا مسافر إلى تركيا ... بلغي الجميع تحياتي ...
ودعت خالد وإستقليت الباص بعد أن وضعت أمتعتي في قمرة الأمتعه ...
وتحرك البص نحو الشمال ...
إلى تركيا .... بلاد سوسن ....

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-17-2008, 10:58 PM   #2
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الرابعة :

منذ أن خرجنا من منفذ الحديثة ... ودخلنا إلى الأردن ... أحسست بالفرق ... في كل شيء ... المباني .. الناس .. وعلى الرغم من أن الأردن لاتختلف عن السعودية من حيث التكوين الجغرافي .إلآ أن الحياة بدت مختلفة .. بتحرر الناس
ولكن الإحساس بأنني فارقت بيئة إلى أخرى إنتابني ونحن ندخل سوريا
بلدي الأم ...
شعور غريب إعتراني حين قرأت تلك اللوحة التي كتب عليها :
مرحبا بكم في الجمهورية العربية السورية ...
إحساس تفجر في أعماقي ... عندما شاهدت قلب الشام في الساعة الثانية ظهرا ... زحام ... الكل إما عائد من عمله أو مدرسته ...
زحام محبب ...
يا إلهي ... كم كان المنظر جميلا ... حتى أنه كاد يدفعني إلى النزول ... وتجاهل باقي الرحلة ...
ولكن نداء القلب كان أقوى ...
وصورة سوسن غطت أمام بصري كل شيء عداها ...
ووجدت نفسي أسترخي في مقعدي وأنصت إلى أحاديث رجل مسن (( تركي )) يدعى محمد ... العم محمد ... (( طبعا هناك شيء يجب أن أوضحه للقراء وهو أنني أنادي كل من هم في عمر والدي أو أكبر بالعم)) وطوال الرحلة لم يتوقف العم محمد عن الحديث عن عمله في السعودية ... وعن إبنه المصاب بالسرطان ... والأوضاع في تركيا ..
وطبعا ... ما أدهشني فيه ... أنه على الرغم من تدني المستوى التعليمي لديه ... إلا أن الحياة قد جعلته فيلسوفا وحكيما ... ففي كل موضوع يتحدث فيه ... كان يأتي بأدلة من القرآن الكريم وأحاديث من السنة الشريفة ... مما جعلني أستغرب كونه مجرد عامل بسيط في مصنع للتسليح في الرياض ...
وخرجنا من سرمين إلى باب الهوى ... ثم إلى تركيا ...
وهنا إنبهرت تماما ...
لقد ظننت أن شاكر وساري وحتى العم صالح يبالغون في وصف تركيا ... لأنها بلدهم ...
ولكن حين عبر الباص بنا حدود تركيا بعد رحلة دامت أربعا وعشرين ساعة كاملة بفضل الله ثم بفضل قيادة نعيم المسرعة والماهرة في نفس الوقت ... أدركت أن ما كانوا يذكرونه لي ليس سوى جزء يسير وضئيل من عظمة الواقع ...
لقد كانت تركيا دون أية مبالغة جنة الله على أرضه ...
لم أرى مكانا واحدا فيه رمال منذ أن دخلنا إلى قلب الأراضي التركية ... كل شيء يرتدي وشاحا من الخضرة اليانعة التي تفتن القلوب ... وتسلب الأبصار ...
لم تفارق عيناي الأشجار والمحاصيل والثمار طوال الطريق من الحدود إلى محطة البان في أنطاكيا ...
وفي الساعة الخامسة وأربعين دقيقة مساء ... توقف الباص في المحطة ... ليعلن ختام الرحلة ..
وعبرت أذني عبارة نعيم (( السائق )) وهو يقول في مودة :
حمدا لله على السلامة يا شباب ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-17-2008, 10:59 PM   #3
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الخامسة :

نزل الركاب من الباص وودعتهم جميعا ... وخصوصا من تبادلت معهم الأحاديث أثناء الرحله
وتناولت حقيبتي ... وإتجهت إلى مكتب رحلات البان .. الشركة صاحبة الباص
وهناك طلبت من الموظف الهاتف فسارع يقدمه لي ويقول في كرم :
تفضل على الرحب والسعه ...
أدرت الأرقام وإستمعت إلى الرنين قليلا ليجاوبني بعدها صوت أعرفه جيدا من كثرة إتصالي بمنزل العم صالح من الرياض ليقول في بهدوء ونعومه :
أفندم ... ( كلمة تركية تعني سيدي(
إتسعت إبتسامتي وأنا أقول :
مرحبا يا سالي ...
عم الفرح صوتها وهي تغمغم :
أنت مجد ... أهلا يا خيي )) تعني أخي )) ... أين أنت ...
أجبتها :
في المحطة ... لقد وصلت توا ...
تلعثمت قليلا ثم واصلت :
حسنا ... أبي وأسعد قادمان إليك على الفور ...
شكرتها وشكرت الموظف كذلك وجلست على أحد مقاعد الأنتظار ... وبعد عدة دقائق دخل نعيم وهو يحمل بعض الأمتعه التي يرسلها العاملون في السعودية لذويهم ... وما إن رآني حتى قال في دهشه :
لازلت هنا يا أبو المجد
ثم إلتفت إلى الموظف هاتفا :
إتصل بالعم صالح وأخبره أن لديه ضيفا عندنا ...
إبتسمت وقلت له بإمتنان :
أشكرك ... لقد إتصلت بهم ... وهم قادمون من أجلي ...
أومأ برأسه إيجابا وهو يتمتم :
ولو يا صاحبي ... أنت على الرأس والعين ...
ثم ربت على كتفي في مودة وهو يواصل :
حمدا لله على السلامه ...
ثم غمز بعينه وهو يقول في مرح :
صدقني ... ربما لن تعود إلى تلك الديار مرة أخرى ...
جلست بعدها فترة لم أحصها .... ثم خرجت بعدها إلى الرصيف المقابل وجلست على مقعد خشبي طويل أتأمل القادمين والمغادرين والمودعين والمستقبلين ...
وفجأة قطعت أفكاري ضحكة أنثوية ... إستدرت لمصدرها ...
كان بجوار مكتب البان مكتب سفريات آخر وعلى طاولة الإستقبال وقفت فتاتان بارعتا الجمال حقا
كانتا تضحكان مع شاب طويل القامه أكرت الشعر عريض الكتفين ... ولا تسألوني عن ما حدث ... فلقد وجدت نفسي أندفع إلى داخل المكتب وأسأل عن مكان أستطيع إبتياع بعض الخرائط منه ...
فسألتني إحداهما بلطف :
السيد سعودي ...
قالتها بالتركيه التي لم أكن قد أجدتها بعد ... لذلك لم أفهم حرفا واحدا مما قالت لأنها كانت تتحدث التركية الصرفة التي يستخدمونها في أواسط تركيا ... وليست لهجة الجنوبيين التي أفهم بعض مفرداتها ...
لاحظت الفتاة جهلي بما قالت ... وأعادت السؤال بإنجليزية ركيكية ...
وهنا صرت أسدا هصورا ... فإنطلقت الإنجليزية من حلقي بلكنتها البريطانية بطلاقة وأنا أجيبها : سعودي...
وكانت هذه فاتحة الكلام ...
من أين أنت قادم ...
ما سبب الزيارة ... كم تنوي البقاء ..
وبصراحة إستمتعت بحديثهما العذب حتى لمحت سيارة من نوع الرينو الفرنسي بيضاء صغيرة الحجم ... شاهدت السائق ...
كان العم صالح ..
إستأذنت وحملت أمتعتي وإتجهت إيه وناديته .. فإلتفت إلي وعلت ملامحه الأبوية إبتسامة مضيئه وهو يهبط من السيارة ليعانقني بسعادة ..
ومن الباب المجاور ترجل شاب يافع فاره الطول وسيم كستنائي الشعر ليعانقني بدوره والعم صالح يقول في فخر :
هذا هو أصغر أبنائي .... أسعد ..
كنت قد سمعت عن أسعد وشاهدته في عرس شاكر على ذلك الشريط فقلت بخبث
نعم ... فتى الكراتيه ...
ضحكنا جميعا ... فلقد كان في شريط العرس يرقص ويقوم ببعض حركات الكراتيه ... لذلك قلت عبارتي ...
وركبنا السياره ...
وكان موقعي إلى جوار العم صالح وقبع أسعد على المقعد الخلفي والسيارة تتجه إلى حربيات .. ضيعة الشلالات ...
حيث يستقر وسطها منزل العم صالح وعائلته ...
وإلى جواره ... غير بعيد ...
منزل سوسن ...
وختمت رحلتي وأنا أسترخي مجاورا العم صالح .. ومتأملا ما حولي في غبطه

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:21 PM   #4
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة السادسة :

إندفعت الرينو في سلاسة عبر شوارع أنطاكيا .. والعم صالح يسأل عن أحوال والدي ووالدتي وإخوتي .... وأخبار عملي في المستشفى حتى توقف أمام محل لبيع الدجاج ... نزل أسعد من السيارة وإستدار مع مؤخرتها ... ليخاطب العم صالح قائلا في إهتمام :
كم واحدة أحضر ...
لا أدري بالضبط ماقاله ... ولكن بإعتقادي أنه قد طلب منه أن يحضر أربعا أو خمسه ... على ما يبدو ...
قفزت يدي إلى محفظتي فإندفعت يد العم صالح إلي وقبضت على كفي في صرامه وهو يقول في عتاب :
عيب عليك يا ولدي ... إنك ضيفنا ...
ثم إستطرد :
لو أنها صدرت من غيرك لكان لي تصرف آخر ...
غرقت في بحر من الحرج وأنا أعيد محفظتي إلى جيب معطفي وأخفض بصري بخجل عارم ....
حتى عاد أسعد بالدجاجات للعشاء ... وعاودنا الإنطلاق والعم صالح يشرح لي عن كل ما تقع عيني عليه ويقول في آخر كل معلومة :
ولكنك ستغير رأيك في الصباح ...
( افيدكم هنا بأنني قضيت وقتا طويلا مابين دخول الاراضي التركية في الثالثة والنصف عصرا حتى توقفنا في محطة البان التركية داخل الضاحية مما استلزم غياب الشمس )
وصلنا إلى طريق زراعي تحيط به الخضرة والأشجار الباسقة التي تعانق بعضها بتناسق بديع من صنع الخالق جل وعلا ...
إخترقنا الطريق والهواء العليل يلطم وجوهنا بنعومة ...
ودخلنا في عمق حربيات وأنا أسمع خرير الماء ... وأرى الورود والأشجار ....
بدت بيوت الضيعة في غاية السكون ...والوداعة ... كطفل يرقد بحضن أمه بأمان ...
بقيت أسيرا للمنظر حتى توقفت السيارة عند منزل من ثلاثة أدوار ... يلفه الظلام جزئيا ... والأنوار تختلس النظرات من نوافذه المختلفه ....
وصوت العم صالح يقول في ترحيب :
أهلا بك في منزلك يا مجد ...
وخفق فؤادي بلهفة لا حدود لها ......

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:22 PM   #5
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة السابعة :

ترجلنا من السيارة .. وصعدنا عتبة الدار المرتفعة ...
وهناك تملكتني الدهشة ...
فأمام باب المنزل .. وقفت خالتي أم شاكر .. وسارة زوجة شاكر .. وليلى زوجة فرات .. وسالي وغالية وسلمى بنات العم صالح ...
الكل اصطف لاستقبالي ..
يا له من مشهدٍ مؤثر .. جعل فؤادي ينتفض بسعادةٍ من عروقه ...
صافحت الكل في تقدير وإمتنان ...
وصافحني الكل بترحيب وإعزاز ..
ودخلنا المنزل وسط عبارات الترحيب والسؤال عن الأحوال والأهل والعمل والسعادة ترفرف على الكل وهم يستقبلون صديق العائلة الوحيد في الأراضي السعودية ...
واتخذنا مجلسنا فكان مقعدي في صدر المكان بجوار سيد المنزل العم صالح ...
عندها تناولت حقيبتي وأخرجت منها كيسيين الأول لصالح أبن شاكر وسارة .. والثاني لمحمد أبن فرات وليلى .. دون أن أنسى العم صالح وخالتي أم شاكر والبنات ...
وغرقت مع الجميع في الأحاديث الودية .. وكالعادة تملكت الجلسة بخفة ظلي الشهرة ...
حتى جاء العشاء ...
عندها دخل فرات .. ولم يصدق عينيه ..
لم يصدق أنني أجلس أمامه .. في منزله ...
وكذلك فعل ساري .. الذي كان سيقيم حفل زفافه بعد أسبوعين .. من وصولي ...
وطبعاً .. كان من المقرر أن أحضر الاحتفال وأظهر مهارتي في رقصتنا الشعبية الأولى " الدبكة " ...
وفي أثناء الحديث قالت سلمى في مرح :-
هل رأيت سوسن ..
إضطربت وتعلثمت .. فقد كانت قد غابت عن ذهني لروعة ذلك الاستقبال والحفاوة التي أنا فيها .
وضاعت كلماتي .. والعيون كلها ترقبني ...
وأنا أكاد اختنق بجرعة القهوة التي في حلقي ...
ولكنني وبالكاد تمالكت نفسي وقلت بهدوءٍ زائف :-
لقد وصلت تواً يا عزيزتي ...
ثم التفت إلى ساري قائلاً في سخط :-
يبدو أن نشرة الأخبار قد أذاعت الأنباء بالتفصيل ...
قلت ذلك وأنا أعض شفتي السفلى في غيظ والكل يضحك في مرح ...
وكانت ليلةً ساحرةً بكل ما تعمله المعاني ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:22 PM   #6
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الثامنة :

في نهاية السهرة قال لي العم صالح وهو يربت على كتفي في حنان :-
هيا يا ولدي .. قم لترتاح .. فلقد قطعت مسافةً طويلةً إلى هنا ...
قمت وهب أسعد ليحمل حقيبتي ونصعد معاً إلى الدور العلوي وهناك كانت سارة قد أعدت شقتها هي وشاكر لإقامتي ...
شاكر الذي تركته في المطعم .. هناك في الرياض ...
ولم أحتمل الموقف ...
فقلت للعم صالح بإصرار :-
فلتدلني على فندقٍ قريب أقيم فيه .. لا أريد أن أضايق أختي سارة ...
وهنا لكمني أسعد مازحاً في كتفي وهو يقول :-
أترك السخافة .. وهيا إلى النوم ...
أما العم صالح فلقد أمسك ذراعي في هدوء وقال :-
عيب عليك هذا الكلام .. أنت منا الآن وفينا .. ولا يمكن أن ترقد في مكان غير منزل والدك العم صالح .. ولتعلم أن هذه هي رغبة شاكر نفسه .. الذي لا يريد أن تكون شقته خاوية على عروشها ..
خلال إقامتك عندنا ...
لم أدري حقاً ماذا أقول ..
ولكنني أومأت برأسي في استسلام ...
وأسعد يقول في مرح :-
نم قدر ما تريد فنحن في عطلة ...
وغداً سأجوب بك حربيات كلها ...
ثم غمز بعينه بخبث وهو يواصل :-
وسنرى سوسن معاً .. ونتحدث معها ..
ما رأيك ...
ما رأيي .. أي كلام هذا يا رجل ...
أنت تعرض علي أجمل أمنياتي .. وتسألني عن رأيي ..
بالطبع موافق ...
هيا إلى النوم ...
ولم أنم تلك الليلة ..
فلقد كانت سوسن أمامي في كل أحلامي ...
ترقص حيناً .. وتضحك حيناً ...
وبصري متعلق بالنافدة .. التي تدخل لنا الهواء العليل البارد المرافق لضوء القمر الساطع ...
وسوسن .. تستقر شيئاً فشيئاً في جدران شراييني ...
ومن أعماقي دعوت الله أن يأتي الصبح سريعاً ...
لأراها .. فقط ...

***

ستغير رأيك في الصباح ...
وهذا ما حدث فعلاً ...
فعند شروق الشمس .. قمت من مرقدي الذي لم أغفل فيه لحظةً واحدةً وتأملت النافذة ...
وهنا ...
تألقت عيناي في ذهول ... وانبهار ...
فالنافذة التي كانت تطل على الظلام البارحة ...
تطل اليوم .. على أبدع منظر رأيته في حياتي ...
أشجار غنية بالثمار .. متشابكة الأغصان ...
وعجوز ترتدي جيبة من قماش رمادي اللون ثقيل وهي تضرب الأرض بمعولها في نشاط جم ...
وزقزقة العصافير تغمر الأجواء .. صانعة لحناً بديعاً يثير شغاف القلوب
القلوب البيضاء ...
وما هي إلا لحظات حتى كان باب الشقة يُطرق وسالي تنادي عليّ وعلى أسعد لتناول الأفطار ...
وعلى المائدة .. كان العم صالح بكرشه الضخمة والطيبة التي تفوح من ملامحه الشامية الوسيمة على الرغم من تقدمه في السن ...
وإلى جواره خالتي أم شاكر .. أو كما أناديها بوالدتي التركية .. وسالي وغالية .. وسلمى ...
جلستُ إلى جوار العم صالح .. وبعدي بلحظات أتى أسعد .. والنعاس لم يفارق جفنيه بعد .. على الرغم من أن الماء لا يزال يقطر من ذقنه نصف المحلوقة ...
وقبل أن أمد يدي مع الجميع إلى الطعام إنطلقت سالي إلى داخل المطبخ قليلاً ثم عادت وهي تحمل كأس حليبِ ساخن لتضعه أمامي متمتمة :-
تفضل يا ( خييي ( مجد ...
لمحت نظرات التعجب في عيني فقالت في مرح :-
إنه حليب طازج من بقرتنا .. لقد حلبتها اليوم .. تذوقه سيعجبك بالصحة والعافية
لم أدري إزاء كل هذا التكريم ما أقول .. سوى أن مددت يدي والتقطت الكأس وشربته والكل يتأملني في حب ...
ودون أي تكلف قلت لسالي في إمتنان :-
شكرا يا عروسه .. فرحنا الله بزفافك ...
أخجلتها عبارتي فإحمرت وجنتاها وهي تضحك في خفوت والعم صالح يقول في سعاده :-
سنزفها إلى حميد نهاية هذا الشهر بعد ساري بإذن الله ...
إتسعت عيناي فرحا وأنا أقول في إخلاص :-
كم هو محظوظ بك يا سالي .. ..
إلتقطت قطعة جبن وهي تكاد تذوب خجلا بينما غرقنا جميعا في الأحاديث والغمزات عليها ... مستمتعين بخجلها العذري الخلاب ..
ثم تطرقنا إلى الضيعة وأحوالها ... وعند ذلك قام أسعد من على مقعده قائلا في حماس :-
ما رأيك في جولة حول الضيعة على قدمينا ....
رميت ملعقتي وشوكتي وأنا أقوم بدوري قائلا :-
وهل هذه تحتاج إلى مشورة ... يا فتى الكاراتيه ...
عمت الإبتسامة الجميع وهم يوصونه خيرا بي .... ولكن العم صالح قطع كل هذا قائلا :-
هيا يا بني ... سأتمشى أنا وأنت أولا ... ثم بإمكانك أن ترافق هذا الطائش ....
إبتسمت موافقا ... وغادرنا المنزل سويا ...
وحثثنا المسير إلى قلب السهل ...
كان الكل قد بدأ يغادر داره... ونحن نشق طريقنا عبر البيوت الساكنة ... حتى وصلنا إلى ما يشبه النهر الصغير .. يعلوه جسر مرتفع ترابي التكوين ... إصطفت على جانبيه الأشجار الباسقة الخضراء ...
وهناك عند ذلك النهر المرتفع المسمى (( الحاووس )) وعلى مقعد خشبي صغير جلست أنا والعم صالح متجاورين ...
سألني العم صالح بهدوء :-
ما رأيك في بلادنا ؟؟ ...
شردت قليلا ثم أجبت :-
لم أكن أتصور هذا يا عم ... إنها بالفعل جنة الله على أرضه ...
إبتسم وكأنما كان يتوقع إجابتي هذه ... ثم قال بصوت يغمره الود :-
إسمع يا بني .. بيتي هو بيتك .. وأولادي هم إخوتك .. فأنت غالِ جداً علينا ففي السعودية لا نعرف غيرك .. ولا نعرف غير بيتك الذي كان مفتوحاً لنا دوماً .. وكنت أنت على الدوام الصديق المخلص لأولادي كلهم ولهذا لن تحتاج إلى أي شيء هنا ...
ولو احتجت تكلم وستجدنا جمعياً تحت أمرك ...
أخجلني كلامه فقلت :-
عم صالح .. ما أنا إلا ابنك .. فلذلك لا تتحدث عن تلك الأمور أبداً ..
أومأ برأسه وهو يغمغم :-
دعنا الآن نستمتع بالمشهد هنا قليلاً .. ثم نتجول معاً في أنحاء حربيات لأعرفك بالجيران والأقارب ...
وهذا ما حدث فلقد جلسنا قرابة النصف ساعة ثم أكملنا الجولة على قدمينا عائدين إلى المنزل وهو يحدثني :-
هذا منزل فلان ...
وهذا المنزل لفلان .. وهم أقاربنا ...
وعندما وصلنا إلى منزل من طابقين تحيط به مزرعة غناء قال :-
وهذا منزل سوسن ...
وتعلقت عيناي بالمنزل ..
أين هي ..
يا إلهي ...
لو تخرج الآن .. لو ...
ولم أدري بعدها فيم حدثني العم صالح .. فلقد إلتصق ذهني بصورة ذلك المنزل الصغير ...
منزل سوسن

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:23 PM   #7
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة التاسعة :

عدت إلى المنزل مع العم صالح وجلست في الردهة ... وهناك جمعا بإنتظاري
جمع نسائي .... عجوزان .. وسيدتان ... وصبيتان (( فتاتان(( بالإضافة إلى خالتي أم شاكر وسالي وغاليه وسلمى وساره .. وليلى ... وجميعهن في شوق للقاء الضيف العربي القادم من الخليج .
ولم يكن هناك بد من المواجهة ...
وإتخذت مجلسي وسط أركان حرب حواء ...
وكأي ضيف تم سؤالي عن أحوال الأهل والبلد إلى أن قالت إحداهن في خبث :-
ما رأيك في العيش هنا والزواج ....
قلت في حماس :-
يدي على كتفك يا سيدتي ...
قالت العجوز زهية (( عرفت إسمها فيما بعد )) في مرح :-
ولكن عليك أن تتحمل أمورا شاقة ... تكاليف الزواج ... هدايا لها ولأهلها ...
رددت بدهشه :-
هل سأتزوجها هي .. أم أهلها ...
قالت العجوز الثانية (( ماري )) في إنفعال :-
لا .. ستتزوجها هي ... ولكن هذه هي تقاليدنا يا عزيزي ...
رفعت أحد حاجبي في سخط زائف وقلت :-
حسنا ... عليك أن تجدي لي واحدة مقطوعة من شجرة كما يقولون ... ليس لها أحد .. يتيمه لأتزوجها ....
أشارت العجوز ماري إلى الفتاتان اللتان تجلسان قبالتي وقالت مندفعة :-
إليك إذا هاتين ... إنهما يتيمتان ... وتنتظران حظهما ...
إتسعت عيناي وأنا أدير بصري لهما وأهتف :-
يا إلهي ... أوقعتني أيتها العجوز ...
وضحك الكل في مرح ...
جاء أسعد وقال وهو يتأمل النسوة في برود :-
أرى أنك وقعت في فخ سارة يا مجد ...
ضحكت في مرح وأنا أجيب :-
وأي فخ يا رجل ... فخ الأحاديث الطيبه ..
هز كتفيه وقال في لامبالاة :-
حسنا سأتركك الآن وأراك لاحقا ...
قفزت من مقعدي متشبثا به في لهفة وأنا أقول :-
هيه يا رجل هل صدقت ؟؟؟ ... أنقذني من براثنهن أرجوك ...
ضحكن جميعا من أسلوبي ... وودعتهن على أن أراهن جميعا في القريب العاجل
ولم أنسى أن أغمز للعجوز ماري قائلا :-
لا تنسيني يا ماري .. يجب أن تبحثي لي عن عروس عندكم ..
خرجت ثم أطللت برأسي مجددا مواصلا :-
ليس شرطا أن تكون يتيمة ... فأنا مستعد لأي تكاليف ...
ضحكن مجدد وسارة تقول في صفاء :-
يالك من طيب مرح ...
لوحت لهن مودعا وغادرت مع أسعد إلى الخارج حيث تقبع الرينو بعد أن تملق العم صالح ليحصل على المفاتيح بحجة أنه يريد أن يصحب ضيف العائلة (( الذي هو أنا )) في جولة حول أنطاكيا ..
ولقد كانت بالفعل جولة رهيبه ...
بكل المقاييس ....

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:43 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.