؛؛[ مُذكراتْ مَدينَتِي ]؛؛

[خنساء بنت المثنى]

لَم أكن أعلم أن الشَوارع لَها ذاكِرةَ !!

حَتى رَسَمت بين ثَناياها خُطى الهَرب التي أمارِسُها يومياً فَوقَها وكأن بِها تَقول لا مَنجى ولا مَهرب عُودي أدراجَكِ !!

أخرجُ مِن بين جُدران البَيت أنشِدُ الحُريَةَ ولَكني كُلما تَجَولت أكثر أيقن أكثر أن الجُدران في داخِلي ولَيست حَولي وأن الحُريةَ لَيسَت بالطَواف في شَوارِع المَدينة !!

 

[خنساء بنت المثنى]

بَقايا شُحوب أرصِفَةَ
وآثار سَواد على خَد شارِع

ولكنها تبقى مَدينتي أنا !!

لـِ نَعود مِن جَديد

 

[خنساء بنت المثنى]

حَمقاء يا ذات الرِداء الرَمادي !!
كلماتُك بِلا صَوت
وأنين نَبضك بلا مُصغي
وحَشرجات حُزنِك بلا صَدى
ونَحيبُ عَينك بِلا دَمع !!

وَحيدةٌ أنتِ بِتلك المَدينة .

 

[خنساء بنت المثنى]

مَدينَةٌ أسوَارُها تَهالَكَت ولَم يَبقى فيهَا
سَوى أطلالُ حَياة !!

هَكذا هِيَ في عَيني ولَكنِها يانِعةَ في عَين غَيري .

 

[خنساء بنت المثنى]

يستكثرونها عَلي !!
لماذا وأنا التي أجتثت جذوري من وطني وهُجرت وغُربت ؟؟
أتهموني بالضَياع بين أزقتها وأنا التي ضاعَت بين أسوار روحها وجَسدها!!

يا لَهُم مِن حَمقى

 

[خنساء بنت المثنى]

سَيُغادِرُها وسَتمُسي هذه المَدينة في ليلٍ طَويل حَتى يُشرق بينَ جَنباتِها يوم عَودَتِه ...!!

 

[خنساء بنت المثنى]

أجلس على جانِب الرَصيف أتسَول طَيفُه عَسى
أن يَجود عَلي بِـ رَغيف وَصل ...!!

 

[خنساء بنت المثنى]

كَم هي جَرداء المَلامح هذه المَدينة بِدونِه
فَهل يُدرك أني أطفو فوقَها كزبد البَحر ولا أدري
أينَ مستقري وأين المَفر ..؟؟