الشعر القادم من (عُمان) . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 14 - )           »          بنت السحاب .. (الكاتـب : ريم الخالدي - آخر مشاركة : نواف الظاهر - مشاركات : 4 - )           »          جُسُور (الكاتـب : نازك - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 11 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7500 - )           »          أحلام مخضّبة بالمشاوير .. (الكاتـب : حمدان روسان - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 6 - )           »          [ دينار ]! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 16 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 485 - )           »          قول كلمة لــ ديسمبر ....؟؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 196 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1721 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 569 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-19-2007, 12:50 AM   #1
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

الشعر القادم من (عُمان) . .


دوماً ما أراهن على الشعر القادم من عمان
إليكم هذا النموذج
قصيدة للشاعر العماني علي الأنصاري
بعنوان : ذكريات على منضدة بالية
وقراءة نقدية لهذه القصيدة من إعدادي


|
|
إليكم النص


[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بدري أنطفى هذا الوجع في دفتر الذكرى ونام=ما عاد يسألني عن الأهات/صفحات الأنين
ما عاد مثل البرق ضيه يشعل هدوب الظلام=يخلع عباية هالمساء من ذاكرة دربي الحزين
لا يا وطن ما عاد للغيمة عذر تروي الغمام=جفت شوارع هـ الألم فيني : أسى غربه حنين
يا للأسف كانت هنا قبل القطيعة والخصام = واسأل مرايا الأمكنة عن ليلنا هل تذكرين[/POEM]

هل تذكرين
هل تذكرين أحلامنا جنب الشؤاطي الموحلة
تجرح أناملنا الصدف
ندمي الملح بضلوعنا
حمرة وطين
هل تذكرين
هل تذكرين الموج يكشف للنوارس سرنا
ترحل تسولف للملا
عن قصتك
ماذا وماذا تفعلين
هل تذكرين
هل تذكرين الشمس تكرهني أنا
لما أناظر ظلتك
وآنا الغرور فـ ثورتي
وأطالعك لين الجبين
هل تذكرين
يا ليت والله تذكرين
هل تذكرين الليل مره جاك يغرس هـ العظام
أستغفرك ربي ثملنا لين ربان السفين


[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]طالع هوانا يابسة واحنا يعرينا الوئام= فاكر ملابس حبنا مرسى لكل العاشقين
وصحيت اسأل غربتي وين التي كانت تنام=بأحضان أهداها الزمن وردة وذبلت من سنين
مرت سنة راحت قناديل العمر وسط الزحام =عادت كئيبة ووجها يرسم عبارة :أنتِ وين؟[/POEM]

مرت سنة
كنتي هنا
بين الهدايا والصور
كنتي هنا كنتي وكنتي تلعبين
رحتي وأنا
مثل السيجارة تنطفي
يذبل تبغها وتنتحر
بين أصبعين
مرت سنة
ذاب الشمع ع المنضدة
والذكريات أقلام يبريها الألم
مثل السجين
يسأل تفاصيل الصفر
عن ليلته
هي أربعة
أو أربعين
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا ساكنة حلمي البعيد وآخر أنفال الإمام= يا عاكفة بمحراب قلبي من يساره لليمين
استرسلك مثل العباد تهيم لبلوغ المرام=وأتيمم غيابك وأسبح في سجودي كل حين
سبحان ربي ما خلق مثلك على كثر الأنام =سبحان ربي صورّك في هيئة الجن المبين
سبحان ربي آمنت إن الهجر : ظلم وحرام=هذا أنا ما زلت أدعيلك :متى بس ترجعين[/POEM]




|
|
إليكم القراءة


قراءة نقدية لقصيدة : ذكريات على منضدة بالية ، للشاعر علي الأنصـــاري




/
\
/
\
/
للذكريات المتأصلة في النفس كل الشعر
وللوجع البالي أجمل الشعور
في هذه القصيدة للشاعر علي الأنصاري :ذكريات على منضدة بالية
أزفها إليكم وأنا أرتلها بشغف مع كل صباح

*
*
*


بدري أنطفى هذا الوجع في دفتر الذكرى ونام***ما عاد يسألني عن الأهات/صفحات الأنين


وفق الشاعر في تصويره للوجع وكأنه لم يكن يريد له الذهاب فقد استخدم لفظة((بدري)) وهذه المفردة نستخدمها للتعبير عن الأمر الذي لا نتمنى رحيله . . ولكنه يتدارك الأمر ويخبرنا بأن هذا الوجع قد أختار الذاكره ليستقر وينام ..
هنا يتضح أن الشاعر تأثر ربما حينها بالأجواء المحيطه به حين كتابة القصيدة .. فاستخدم مفردة دفتر الذكرى..خاصه وأن الشاعر قد كتب القصيدة على منضدة بالية وفي صف دراسي كما ذكر سلفاً...وهنا الكثير من الصور الجمالية كتصويره للوجع بأنه ينطفي وينام...
وفي الشطر الثاني ينفي الشاعر ويتحسر لأن هذا الوجع لم يعد يسأله عن الآهات والماضي والذكريات ولا عن صفحات الأنين التي تخبأ بينها في دفتر الذكرى...
هنا وفق الشاعر في الربط بين الشطر الأول والشطر الثاني لأن هناك صلة ورابط بين الوجع عندما انطفى ونام في دفتر الذكريات.. وبين سلوان الوجع وعدم سؤاله عن الصفحات الموجودة في نفس الدفتر والتي تحمل نفس الوجع....وهنا تتضح قدرة الشاعر على مسك زمام الفكرة مؤدية إلى الوحدة التصويرية في البيت الأول
*
*

ما عاد مثل البرق ضيه يشعل هدوب الظلام***يخلع عباية هالمساء من ذاكرة دربي الحزين


يواصل الشاعر تحسره على انطفاء الوجع وهو الذي كان يرافقه قبل ذلك كالنور... فقد شبهه في الشطر الأول كالبرق الذي يضيء هدوب الظلام وفي نفس الوقت صور الظلام بالثوب المذيل بالخيوط ..
ووجه الشبه الستر والغطاء ... وبالفعل فالظلام الدامس ستر وغطاء.. والثوب كذلك غطاء.
.كما أن الشاعر استخدم في هذا البيت ألفاظ من بيئته وثقافته كمفردة"هدوب" ،
وفي الشطر الثاني يتحسر على نور ذلك الألم الذي كان يزيل كل مصادر الظلام من درب حياته الحزين..
فعلى الرغم من أنه كان وجع إلا أنه كان على الأقل يخلع عباءة المساء وهي كناية عن التشاؤم والسواد والتي كانت تسيطر على دروبه كما يصفها بالحزينه. ..
*




لا يا وطن ما عاد للغيمة عذر تروي الغمام***جفت شوارع هـ الألم فيني : أسى غربه حنين


يستنجد الشاعر بالوطن ويخبره بأن غيمة ذكرياته ربما لم تعد تروي الغمام ...لأن ذلك الوجع أنطفئ ولم يعد يسقي السحب ...وهذه الصورة تحسب للشاعر حيث أنه صور كيف أن غيمته تروي الغيوم الآخرى وهذه الصورة جداُ جميلة .. وفي الشطر الثاني وصف من شدة الألم روحه بأنها تحوي شوارع من الوجع ولكنها جفت من اليوم متحولةً لأسى ومعاناة وغربة وضياع وحنين للماضي...نلاحظ أن الشاعر لم يستخدم واو العطف في وصفه لحالته بأنها أسى وغربة وحنين... ليس فقط لأنه ملتزم بالوزن ... ولكن هذه الألفاظ عندما أتت كالسرد كانت أقرب لروح المتلقي ..

*
يا للأسف كانت هنا قبل القطيعة والخصام *** واسأل مرايا الأمكنة عن ليلنا هل تذكرين


هنا يتأسف الشاعر على الماضى والذكريات السابقة فهي كانت في قلبه قبل القطيعة والخصام ...ولكنه اليوم يسأل مرايا الأماكن عن لياليهم الماضية هل تذكرين؟...وهنا قد وفق الشاعر في توضيحه للفرق بين حالته وقلبه قبل الخصام وبين حالته اليوم متحسراً وحيداً ..كما أنه لم يسأل الأماكن عن ماضيهم وانما استخدم في تصويره للصورة "مرايا الأماكن" وهذا شيء جديد ...فكل الشعراء يسألون الأماكن بعينها عن ذكرياتهم... لكنه هو يسأل مرايا الأماكن لأنها هي من كانت ترصد وتصور ذكرياتهم بوضوح..



هل تذكرين
هل تذكرين أحلامنا جنب الشؤاطي الموحلة
تجرح أناملنا الصدف
ندمي الملح بضلوعنا
حمرة وطين
هل تذكرين
هل تذكرين الموج يكشف للنوارس سرنا
ترحل تسولف للملا
عن قصتك
ماذا وماذا تفعلين
هل تذكرين




هنا لا بد أن نقف ونقف كثيراً .. فالشاعر عندما نقلنا من الـ 4 الأبيات السابقة والتي كانت مقفاة إلى هذا المقطع التفعيلي والذي أتى منسجماً كثيراً مع ما قبله .. حتى أن هذه النقلة أعطت القصيدة رونقاً جميلاً ...وإن دلت فإنما تدل على تمكن قدرته الشعرية ليمارس كل أنواع الشعر على أرواحنا بسلاسة .. فيختلي مع ملهمته في هذا المقطع يسألها ويسألها كثيراً هل تذكرين تلك الأحلام التي تركناها جنب الشؤاطي الموحلة ..عندما كانوا يجرحون الصدف بأناملهم ويدمون الملح بظلوعهم حمرة وطين ..هنا الصورة موغلة في الغموض ..فقط يمكن أن نستشف منها كيف أن الشاعر صور أناملهم والتي استطاعت أن تجرح الصدف الصلب.. وربما هنا كناية عن أن أحلامهم كانت لا تقف مكفوفة الايدي في وجه الأمور الصعبة وانما كانت تتغلب على كل شيء حتى المستحيل فتجرح الصدف الصلب ليدمي بضلوعهم مخلفاً حمرة الدم المختلط مع الطين..لابد أن أشير هنا فاستخدام الشاعر لـلفظة الطين لم يكن يقصد بها الرمال على الشاطئ.. لأن الطين لا يكون بالقرب من البحر.. ولكنه كان يقصد بالطين (بني آدم) هو وملهمته...
ثم ننتقل للصورة الآخرى في هذا المقطع وهي كيف أن الموج كان يراقبهما وينقل حكايتهم للنوارس والطيور المهاجرة وهي بعد ذلك تنقل حكايتهم إلى شتى بقاع الأرض ... ربما يكون وصف الشاعر في هذا المقطع أقرب للسرد ولكنه قد وفق في كل المشاهد التي كان يرسمها ويصورها شعراً إلينا....
ماذا وماذا تفعلين : تكرار ماذا وماذا ... تغرس في روح المتلقي حسرة وألم وفقد ..فهذا التكرار يجسد الألم والذكريات التي يفقدها الشاعر...


هل تذكرين الشمس تكرهني أنا
لما أناظر ظلتك
وآنا الغرور فـ ثورتي
وأطالعك لين الجبين
هل تذكرين
يا ليت والله تذكرين
هل تذكرين الليل مره جاك يغرس هـ العظام
أستغفرك ربي ثملنا لين ربان السفين




ما زال يواصل الشاعر تحسره طالباً على الأقل منها أن تذكر وتذكر وتذكر... فعلى سبيل المثال عندما كانت الشمس تكرهه إن نظر إلى ظل ملهمته على الأرض .. دعوني أقف كثيراً عن هذه الصوره فهو يشبه الشمس بالانسان الذي يكره بصورة مباشرة ....وبصورة غير مباشرة شبه الشمس بالانسانه التي تغار... عندما ينظر هو إلى ملهمته ... وليس ملهمته فقط ..فالشمس تكرهه حتى وإن نظر إلى ظلها على الأقل....فهنا وصف بليغ وبليغ جداًَ .. وهو مغروراً بك يطالعك لحد الجبين ... متوسلاً لها بعد ذلك متمنياً أن تذكره... ليرجع ويسهب في ذكرياته ...عندما يغرس الليل تلك العظام ..ويستغفر ويستغفر ثملهم الماضي..وهنا لابد أن نربط بين اختيار الشاعر للشمس التي تغار عليه وبين الظل ..فالشمس هي التي تصنع ظل محبوبته .. وهي التي تغار عليه منها...
*



طالع هوانا يابسة واحنا يعرينا الوئام*** فاكر ملابس حبنا مرسى لكل العاشقين


هنا يصف هواهم بأنه أصبح يابسه أي علاقتهم اليوم جافة موحلة لا مطر ولا مزن فيها ،يعريها الوئام ..أي أنهم يفقدون الألفة الماضية والحب ... وفي السابق كانت قصتهم ميناء يقف عنده كل العاشقين ...وقد اختار الميناء لأن كل السف تحتاجه حتى تمر به وترسو .. وكذلك كل العاشقين الذين يحتاجون لقصتهم حتى يتعلموا منهم.....
*


وصحيت اسأل غربتي وين التي كانت تنام***بأحضان أهداها الزمن وردة وذبلت من سنين



ربما قبل هذا البيت كانت هناك تفاصيل أكلتها روح الشاعر فسقطت منه ولم يستطيع البوح بها...ليعود ويصحى ويسأل تلك الغربة عن تلك التي كانت تنام ...ونلاحظ ان الشاعر يكثر من استخدام لفظة الوطن والغربة ....فيسأل غربته وكانها رفيقه الذي يسأله عن كل شيء ...( تلك التي تنام في أحضان) عندما أهداه الزمن وردة وهي وصف لملهمته ولكنها ذبلت منذ الرحيل بسنين...هنا وصفها كذلك بهدية الزمن وقد كان يريد أن يخبرنا بـ شيئاً ما ...لأن هدايا الزمن غير مضمونه فكما أعطى أخذ.. وبالفعل وفق الشاعر في اختيار الزمن ليكون من هداه هذه الملهمة...


*
مرت سنة راحت قناديل العمر وسط الزحام ***عادت كئيبة ووجها يرسم عبارة :أنتِ وين؟


يتأسف الشاعر على الماضي من العمر وقد شبه العمر بالقناديل ...وهو الشيء المضي.. لأن عمر أي انسان بمثابة سراج ينير طريقه ويهديه للصواب.. فالشاعر هنا يتحسر لأن السنوات تمر وترحل وسط زحام الحياة ووجه عمره كئيب يرسم عبارة أنتِ وين؟ ما زال يلح ويتسأل عنها ؟ نلاحظ أن الشاعر قد تسأئل أكثر من مره وبحث عن ملهمته أكثر من مره في هذا النص ولكن الأسلوب الذي كان يتخذه في كل مره لا يغرس في روحنا الملل.. بل كان يأخذنا في رحلة بحثه عنها بجمال وسلاسة...خاصة وأن الألفاظ التي يستخدمها عميقة ومؤدية للمعنى كما أنها ألفاظ قريبة للروح ..كلاسيكية تارة وسريالية تارة آخرى...
*

مرت سنة
كنتي هنا
بين الهدايا والصور
كنتي هنا كنتي وكنتي تلعبين
رحتي وأنا
مثل السيجارة تنطفي
يذبل تبغها وتنتحر
بين أصبعين
مرت سنة
ذاب الشمع ع المنضدة
والذكريات أقلام يبريها الألم
مثل السجين
يسأل تفاصيل الصفر
عن ليلته
هي أربعة
أو أربعين





يسهب الشاعر في تذكره لكل التفاصيل الماضية بينهم فقد كانت هنا وسط الصور والهدايا ويكرر متحسراً مرت سنه على انطفاء ذلك الحب .. كل التكررات الواردة في هذا المقطع أعطت القصيدة طابع الألم والحسرة والفقد جاعلةٍ من القارئ متفاعلاً أكثر مع هذا النص ...منسجماً مع قصته...وفي هذا المقطع بدأ الشاعر في تصوير حالته بعد الفقد فهو كالسيجارة التي تنتطفي ويذبل تبغها..وهنا أعطى للتبغ بعداً آخر وكأنه الورد الذي يذبل.....وقد وفق الشاعر في هذه الصورة لأن السيجارة تُنفث وتُنفث ولكنها بعد ذلك تنطفي وتنتهي كـ علاقتهما التي كانت في عز توهجها واليوم انطفئت ...فتلك الذكريات كذلك كـ الشمع الذي ذاب على المنضمدة وانتهى دوره...ومن بعد ذلك يصور لنا الذكريات مرة آخرى وكأنها أقلام يبريها الألم ...أي أن الألم هو من يقتطع لنا الذكريات ويزيد من حدتها ...وقد وفق الشاعر في هذه الصورة لأن الألم يجعل الذكريات حادة أكثر في روح الشاعر تماماً كما تفعل المبراءة بالقلم.... ويرجع ويصف هذه الذكريات بأنها كالسجين الذي تلخبطت عليه الحسابات فلا يعرف هل هذه ليلته الرابعة في السجن أم الأربعين....فذكريات الشاعر تائهة بعد الفراق وحالته أشبه بالضياع....
*



يا ساكنة حلمي البعيد وآخر أنفال الإمام*** يا عاكفة بمحراب قلبي من يساره لليمين



هنا يبرز لنا انتقال الشاعر لثقافة آخرى في كتابته للقصيدة فقد بدأ يستخدم التشبيهات الأقرب للثقافة الإسلامية ...وإنتقال الشاعر من ثقافة لآخرى في هذا النص .. كل ذلك يحسب للشاعر نفسه ...ففي هذا البيت يصف ملهمته ويناديها بالساكنة حلمه البعيد وشبهه في البعد كـ آخر نافلة يصليها الإمام .. وبالفعل وجه الشبه البعد ..فالملهمة تعتبر حلم بعيد جداً بالنسبة للشاعر بعد الفراق كالنافلة التي يصليها الإمام آخر صلواته مع المصلين فهي بعيدة كذلك.. وفق الشاعر في هذه الصورة ووفق كثيراً كما أنه استخدم هذه الثقافة خير استخدام .. وفي الشطر الثاني يصفها بالعاكفة في محراب قلبه وكأن قلبه مسجد به محراب.. وهنا تشبيه بليغ نقرأه لأول مره ...وعندما قال كذلك من يساره لليمين هنا دلالة أن هذه الملهمة تسيطر على كل محراب قلبه من جميع جهاته وتسيطر على ذاته كثيراً....
*


أسترسلك مثل العباد تهيم لبلوغ المرام***وأتيمم غيابك وأسبح في سجودي كل حين



هنا يوضح لنا الشاعر عذره في كثرة ذكره هذه الملهمة وكثرة إلحاحه لعودتها فهو كالعبد المؤمن الذي يسهب ويسترسل لبلوغ المنال ...وما زال موغل في استخدام الصور من الثقافة التي تعلق بها هنا ...ففي الشطر الثاني يتيمم غياب الملهمة ويسبح في سجوده لعودتها كل وقت وكل حين....في هذا البيت دلالة قوية على عدم مقدرة الشاعر في الاستغناء عن تلك الذكريات وملهمتها..وهنا علاقة بين التيمم والتسبيح فكأن الشاعر رتب الأحداث في البيت الثاني ترتيباً منطقياً فالتيمم أولاً ثم التسبيح ...
*



سبحان ربي ما خلق مثلك على كثر الأنام ***سبحان ربي صورّك في هيئة الجن المبين



هنا يصف ملهمته ولا ينسى أن يقول سبحان الله وهي لفظة يذكرها المسلم كلما شاهد شيء جميل وغريب فهو يحسن استخدامها عندما يذكر صفات محبوبته ولم يخلق الله مثلها على الرغم من كثر الأنام ... فكأنها صوره الجن المبين ..


*
سبحان ربي آمنت إن الهجر : ظلم وحرام***هذا أنا ما زلت أدعيلك :متى بس ترجعين


يختم الشاعر قصيدته بإعترافه أنه أدرك حقيقة ما وهي أن الهجر والبعد ظلم وحرام لأنه قد عانى منه كثيراً...وقد وفق في ذكره لنا هذه الاعتراف ويكرر سبحان ربي...وهذا التكرار يعطي الأبيات فيما بينها ترابط عجيب..وفي الشطر الثاني يخبرنا أنه ما زال يدعي ويطلب الله حتى ترجع وترجع وترجع هذه الملهمة.....




النص من رؤية فنية :

استطاع الشاعر أن يؤثر بإسلوبه الصادق وبإحساسه العذب في نفس الملتقي بهذه القصيدة والتي تحمل من الذكريات ما هو كفيل بأن نعلم أن هناك ما زال يعيش ذلك الشعر الذي نريد ، فلو أمعنا النظر في معطيات هذه القصيدة لا لاحظنا أنها صورة رائعة للذكريات التي تخلقهم مع كل وجع ، فهنا رؤيا جميلة للشعر منبثقة من تجربة ذاتية ناضجة بعيداً عن الأسلوب المباسر والتقريرية البحته ،وجاءت المفردات في بنائها و علاقتها مع المعنى لـ تأسر المتلقي وتشبع ذائقته وترضي نهمه .وقد كان السرد أكثر شجناً... والألفاظ أقرب للروحانية تارة وللسردية تارة آخرى .. كما أنه أستطاع وبسهولة جداً أن يقفز وبكل سلاسة بين الشعر المقفى وشعر التفعيلة في قصيدة واحدة ومن ثقافة لآخرى في كل بيت .. كل هذا يقودنا لحقيقة واحد ..الأ وهي أن هذا الشاعر متمكن من أدواته الشعرية ومن طاقاته الإبداعيه في النص.....وسليقته الشعرية وافرة ترتوي من ثقافة واسعه وحنكة رائعه في استخدام الصور الفنية والاسهاب في تفاصيلها ...وهناك المزج الفلسفي أحياناً والذي كان يعطي القصيدة بعداً آخر دون تبعثر الفكرة الأساسية.... لأنه كان يمسك زمام الفكرة جيداً..تناسق بين اللفظ والايقاع .. فهنا مسار شعري رائع يستحق المتابعة والتقدير ..وهذا هو الشعر القادم من عمان دوماً ..






تقبلوني أنا والشعر القادم من عمان
أصيلة المعمري

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه


التعديل الأخير تم بواسطة أصيله المعمري ; 10-19-2007 الساعة 01:04 AM.

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2007, 02:22 AM   #2
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

افتراضي


أهلاً بكِ وبالشعر القادم من عُمان
فـ الشاعر العُماني بدءا يضع قدمه متجهاً إلى الصفوف الامامية
فـ قد أعطى الصورة حقها والشعر إهتمامه .

قراءة يشكر عليها وعيكِ
ودمتِ بخير

 

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2007, 02:24 AM   #3
نوف عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي


تسلم يمناك يارائعه قراءه نقديه موفقه كم اعشق النقد
ولكنني مبتدئه فيه وأروع مافي الأمر
هذا النص الجميل أعجبني جدا فأنا لا أحب التعقيد في الشعر
ولا حتى الألفاظ الغريبه هكذا نص بسيط يستحق
أن يصل إلى القلب بكل بساطه
شكري الجزيل لك و كل السعاده لقلبك
،،
،،
،
كل الود والورد

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أن يقول أحدهم .. أن للحزن حكمه فأنا أتفهم هذا
لكن ما لا أتفهمه ..!!
لماذا تجد الحياة بي ملجأ لطعناتها .؟!
وكأن الأرض لا تخلو من سواي
أؤمن أن للحزن حكمه لكني لم أعد أرى هذا ..!

نوف عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2007, 12:31 PM   #4
ريم علي

كاتبة وصحفية

مؤسس

افتراضي


شعراء عمان
نكهة الشعر القادم

اصيلة

قراءه رائعه توازي روعة القصيدة

استمتعت فعلا يااصيلة

لاحرمنا الله ابداعك وتألقك

 

ريم علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2007, 10:20 PM   #5
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان ربيع مشاهدة المشاركة
أهلاً بكِ وبالشعر القادم من عُمان
فـ الشاعر العُماني بدءا يضع قدمه متجهاً إلى الصفوف الامامية
فـ قد أعطى الصورة حقها والشعر إهتمامه .

قراءة يشكر عليها وعيكِ
ودمتِ بخير
السلطان سلطان

بالفعل هذا الأبعادي سلطان

أهلاً بروحك المفعة بأرواح ٍ لا تعرف إلا الخير
أهلاً بحضورك وجودك


والشاعر العماني جميل في قلوبكم
كأنتم



شكراً سلطان
شكراً

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2007, 11:20 PM   #6
نجدي حاطوم
( شاعر )

الصورة الرمزية نجدي حاطوم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 267

نجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعةنجدي حاطوم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ايتها الاصيله اصيله المعمري

اولا اريد ان اشكرك على هذه القراءه والتحليل

وبحق اقول هذه اول قصيده خليجيه افهم معنى كل كلمه فيها

لعل اللهجه العمانبه قريبه من لهجتي

وعجبني التنويع في الشكل . مما يدل على قدره الشاعر على التفاعل

مع الشعر القديم والحديث

شكرا لك مره اخرى

محبتي

نجدي حاطوم

 

نجدي حاطوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2007, 01:11 AM   #7
مشعل الوسّامي
( شاعر )

افتراضي


يعجبني شعراء عمان
فنصوصهم تبدد الظلمة من تلك العقول
ولديهم لغة راقية ...

ولكن إيغالهم بالرمزية يقتل الإبداع في بعض الإحيان في نصوص البعض منهم ..

قصيدة جميلة وإستمتعت بالقراءة ...
أصيلة الأصيلة شكراً لك

 

التوقيع

ديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواني
http://www.movn.net/dawaween/poems.p...ion=view&id=19

مشعل الوسّامي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2007, 03:30 AM   #8
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية أصيله المعمري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 478

أصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
تسلم يمناك يارائعه قراءه نقديه موفقه كم اعشق النقد
ولكنني مبتدئه فيه وأروع مافي الأمر
هذا النص الجميل أعجبني جدا فأنا لا أحب التعقيد في الشعر
ولا حتى الألفاظ الغريبه هكذا نص بسيط يستحق
أن يصل إلى القلب بكل بساطه
شكري الجزيل لك و كل السعاده لقلبك
،،
،،
،
كل الود والورد
النوف


عزيزتي


سعيدة بفكرك الجميل والذي يحتوي أبعاد وبحب
فأنا أتابعك كثيراً
وتعجبني صراحتك



كوني بخير
وشكراً على التواجد

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقائي مع الشاعر / بركات الشمري علياء حسن أبعاد الإعلام 6 01-15-2015 09:49 PM
شـطـحـات : فهد عافت قايـد الحربي أبعاد الإعلام 21 08-06-2007 11:10 PM
الشعر بين حز القيد وفوضى الانفلات سالم الرويس أبعاد النقد 3 07-13-2007 07:38 PM
أزمة الشعر.. د.باسم القاسم أبعاد النقد 5 02-21-2007 08:07 PM
موسيقى الشعر بين الفلسفة 'الوعائية' وشطط المجدّدين بعد الليل أبعاد العام 19 12-19-2006 03:07 PM


الساعة الآن 07:21 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.