خاتمة :
الحقيقة تتكامل بين السلبية والإيجابية .. والخطأ والصواب .. فالمثل إذن ليست إلا جزء من الحقيقة .. نافع
مخرج :
قد تتداخل المحاور لكن لا مانع من إعادة فرزها كما يريح القاريء ..
أما قبل :سأناقش هنا أفكارا تراكمت في دفاتري وأوراقي القديمة بتقادم الأطلال وبقايا الحضارات التي لا يطيب البكاء والتذاكر الا على طرقاتها وعند ملامسة عبق سكانها بأنوف الارواح فتعالوا وعارضوا قولي وقولوا مالديكم ثم كسروا خزف افكاري...
لنعيد بناء شموخ أفكارنا بالتلاقح والاحتكاك والحراك الثقافي الفوضوي الواعي ... ...
محور أول :
لعل المتابع للحركة الأدبية الثقافية بوجه عام والشعرية بوجه خاص والشعر الشعبي بأكثر خصوصية والساحة الشعبية في مرحلتنا الحالية تحديدا يلحظ أنه ليس هناك نهـــج نقدي واضح لحركات (التحرر الفاضح) المبني على الاختلاف لا أكثر..! والمتوج والمشبع بالفردية الانتقائية _ فليست فردية مطلقة لتتساوى الفرص’ وليست جماعية ملتزمة لتتراكم الخبرات.
أقول أنه ليس هناك نهج نقدي واضح الموقف والتصور والآليات من العناصر الأساسية المكونة لذواتنا والمتمثلة بــ 1)البراءة الشعرية 2) حميمية المتلقي 3) إنصاف الناقد ..
بوجه عام هذا( الثالوث) متكامل أو على الاقل يجب أن يتكامل من أين بدأنا الدائرة .
فالشاعر حين كتابة القصيدة لاينفك من رقيبه وناقده الذاتي ولا يستطيع الالتفاف على ذائقته كمتلقي حتى لوكانت هذه النصوص نصوصه...!
والحال لايختلف لو بدأنا بالناقد أو القاري ..
وليس هذا التحرر أصيلا مكتسبا مبني على نظام فكري راسخ أصيل متشرب في أعماق قيم المتحرر...!
حتى نبلع الموضوع ونعديها.. !!
ولكنه نوع من التمسك بفكره هو نفسه لا يعي تفســـــــيرها أثناء التفكير بها....!
فما بالك حين ممارستها ......!.
ما هذه إلا مقدمة لأطروحات كثيرة حاولت أن أتناولها لتوضيح معالم مدرسة
( لا ادعي فكرة السبق بها )’ ولكن اعتقد أنها (أفكار أصيلة اصاله انسانية حرة وليست رجعية ممجوجة كما يصورها صديقي ) .. هذه الأفكار يمكن طرحها واعتمادها نهجا ودستورا ثقافيا في ظل معطيـــــات الواقع بجميع نواحيه السياسية والثقافية والنفسية وإلا قتصادية ... انطلاقا من فكرة عامة ( قصدي خاصة )تصور الشعر على أنه (حياة)والشاعرهو (صوت أو أي شيء) (لهذه الحياة )وهو
( أي الشاعروليس الصوت ولاحتى الشيء) (استثناءا ) في طرح ومناقشة ظواهر وانفعالات وسلوك وخيالات وعقائد _(نعم عقائد مقصودة واللي قبلها أوجبها التمرير ) _هي (عمدا) لا تبحث عن إجابة ..!
وليست الأسئلة مقصودة لذاتها ولكنها تتطاير بشـــــــــكل (فوضــــــــــــــوي بالظاهر) لكنه (عميق الترتيب في الحقيقة ).
أقول لا تبحث عن إجابة لأن ...
محور ثان :
هناك حالة نفور وتوهان نفسي للواقع الذي يعيشه الفرد في عــــــــصر العولمة والزيف يجعله لا يثق بأي مصدر للإجابة( وهذا طبيعي) فاكتفى بطرح أسئلة هسترية تفوق (الميتا فيزيقيا ) في الابتعاد عن هذا الواقع....! لتتناظرصورة التوهان مع روح الإنسان التائه في( شبرين من الأرض) وتصنع منه قصـــــيده وأدبا تائها....ا
ولكنه كتناظر حول نقطه(مقلوب) بأبعاد متماثلة وزوايا مـــــتساوية وشكل متشابه ...!
حتما ستكــون الإجابة ( الاستجابة وردة الفعل ) هي الوجه الآخر !. نراه شذوذا.. وهو في الحقيقة ليس شذوذ ولكنه قاعدة وحق ليس له مطالب ...! فمن حق الجميع ان يكون شاذ الفكر لان هذا هو المتأصل لكن كيف ؟؟!
وليست تثار هذه القضية أصلا ( أقصد حق الشاعر في الشذوذ العقلي والثقافي نتيجة اللا ثقة ) ...
وانطلاقا من فكرة (الشعر حياة) تتفرغ أفكار وكأنها آليات حتمـــية لتحقيق \"حياة الشعر\" ...
والشعراء حينها سيتحولون إلى( بالأصل يعودون كما كانوا) فلاســـفه حياة أو نماذج طبقت عليها الحياة شذوذها وآلامها و أحــــــلامها ..
ومن هنا نستفيد من تجارب هذا الشاعر وجعل انهزاما ته النفــــسية وانتصاراته الأ دبيه وقلة وعيه ( ولا مانع من فلسفته فالشعراء استثناء وغباء أحدهم خير من عبقرية غيره ) ونبوغه وكل متضادين فيه ميزة ودرجة سمو ..
يجب جعل كل ذلك أساس عند تناول القصيدة والاحساس بها والتعامل معها ومعالجتها عند قراءتها ....
أقول : الاستفادة من كل هذا وجعله الأساس والآليات الجديـــــــــدة لبوابات (النقد النفسي المجرد) بلا الاعتماد على اللغة أو الأسلوب أو التاريخ والأعلام كأشياء مقصودة لذاتها أو معناها الموحــــــي بشكل مباشرأو غير المباشر لما تدل عليه. بل يجب التقول والزعم على الشاعر حتى لو أنكرما زعمنا ....!
لأنه ليس بالضرورة أن يكون تمتم بمفردة يعني بها إنذهالا بلا إدراك أن نعكسها لفظا وتركبيا دون المشاركة في إعادة عجن معناها ..لنخلق مانريده نحن كــ ( متذوقين ) لا مايريده الشاعر .. لنستمتع ونفكر .
لا بل عليه أن يوظفها من هذا المنطلق بعيدا عن الغناء بلغة أقوام ماعادت لغتهم تعني نفوسنا وخيالنا .. علينا فعل ذلك ما أمكن ..وتكريسه ..
محور ثالث :
ثم يجب أن ندرك أنه ليس هناك سخافة شعرية وليس هناك سقطات وليس هناك سذاجة في الشعر (خاصة) ولكن هي قراءات لحالات نفسية روعتها في السقوط الانطباعي والسذاجة اللا منطقية والسخافة المبكية الموحية ..
فيتناولها بلاوعي منفعلا ومتعايشا مع ظروفه وقيمه ومبادئه و إنسانيتة التراكمية الفردية وغرائزه الشهوانية فيدركها الجميع ( الناقد والمتذوق ) حين شخوصها وظهورها في النص وكل فليغني على ليلاه ومن وجهة نظره هو لاأكثر ويشعرها كما يريد ( حقا مكتسبا) ثم لايتعدى التدخل في ليلى الشاعر (واجبا وقانونا )..!
فعليه يجب أن لا نخضع ذائقتا التي كونتها ظروفنا النفسية المبنية أصلا على ظروف بيئية واقتصادية وسياسية وعاطفية على ما يقوله أديب أو شاعرمهما كان ولانفرض عليه ذائقتنا مهما كنا بل يجب أن نتناول ترف الشاعر وفقره وعيوبه وعقده النفسية التي لا نخلو منها بحال او بأخر على انها محرض لإبداعه فقط ...
ثم ننطلق من ذلك نحو أنها ليست عيوب هو المسؤول عنها ولكن على اعتبار انها مظاهر تعريه عاطفيه ادت لهشاشه وهوان وتهالك روحه حتى اصبح شـــــــــفافا لايكاد يخفي شيئا فتأثيرها عليه ليس كتأثيرها علي وعليك وعلى الآخر ...
محور رابع :
ولأن القصائد اشياء نربطها دائما (بالجن والطقوس والتصوف) ...فلي رأي معتدل وليس من باب التجديد ولكن لتقريب وجهات نظر االشاعر والمتلقي والناقد مع الآخر و مع ذاته احيانا .
وهو أن :
القصيدة( حلم )..قد لاتكتمل مشاهده ولاتتذكرها جيدا ولكنك ترويها ....أو تسمعها او تفسرها وقد( يفسر الحلم)بأكثر من تفسير....!
فلم لاتكون القصائد في تناولنا لها كــالأحلام ؟
حتى نخرج من جدلية (الأستذة الزائفة ) في عدم اكتمال المعنى عند قاري( يدعي أنه جهينه) وبين شاعريعلم مابين سطور قصيدته ’ أو هي مشاهد لايتذكرها ولكن لاتخلو هذه القصائد من لمحات _ مهما ندرت_ تبين المعنى العام للنص ويترك التفاصيل لمفسر أحلام حاذق يعتمد على اليات نفسية عميقة وغير منطقية ظاهرا وملما باللغة وعلم النفس الذاتي المدعوم بمصطلحات يحسها الجميع حتى لو غاب عنهم معناها أو اذهلهم ورودها ..؟
ثم يجب البحث والتقصي والتفتيش عن الشعر في خلجات ايا كان لأن التفاعلات التاريخيه والاجتماعيه التي تمر في حياة الشاعر هي الانطلاق الاول نحو التحليق شرط احساسه بها والتفاعل معها مهما كان وقعها عليه حتى يكون لكل انسان مبرر لكتابه القصيدة فنكون كلنا شعراء ... ولم لا ؟
من هنا قد نصل بقصائد تفسر بعد عدة سنوات كنوع من التنبؤ فــ الشاعر حين كتابتها أوردها لتوظيف موقف معين يحكي حاله حينها ولكن يجد القصيده طابقت موقفا بعد عده سنوات وبصدق اكثر واقرب من السبب الرئيسي لكتابتها . فما السبب ؟
مقاربة :
مع أن التجارب الانسانية لاتتكرر فقط هي الاحلام تتكرر ورموزها معلومه .. فهذا مبرر لتفسيرها والاحساس بها من جيل بعيد عن حيل الشاعر ولامانع من تفسيرها في وقتها أحيانا .. ولايمانع ولايعارض مبدأ الفرضية ..
ودليل ذلك ان ذائقة لاجيال منصفه ( كما يقول الأستاذ محمد مهاوش ) ..
وأضيف..
بأنها حيه ومتوقده وحالمه ومفسره فكم من شاعر واديب ورسام وفيلسوف لم ينصفه جيله ؛ ولكن الاجيال التاليه قرأت وحللت وذابت وأذابت هذا المبدع في مذيبات الوعي التراكمي (المنبثق والمتجدد) واختلطت في ابداعه حتى اصبحت هذه الذائقه عنصرا في نسيج خياله .واستطاعت تفسير احلامه والشعور بإيماءاته ..
بعكس ذائقة الجيل المعاصر فهي ( تراكمية لا تجيد الفرز إلا فيما ندر ) ..!
الحديث يطوول ويتفرع والزمان والمكان لا يوثر في صدق الحقيقة ولكن ....
التكوين ( وسيتضح معنى المصطلح في المقال القادم إن يسر رب العالمين ) والاستيعاب ( وهذا ايضا ) وبراءة الشاعر وصدقه وصراحته وحميمية المتلقي وانصاف الناقد هي التي _ان اختلت_ (مابين شرطتين جملة اعتراضية وليست عرضية ..!)
فحياه الشعر والأدب والفلسفه ستخنق...
حينها ..
تموت الحقــــيقه .....
وتموت الذائقة......
ونموووت ...
نافع