" رَّمَاد "
مُتَنبًّأ أَسير..
بِعَتْمة سَتقطع عليَ الطَريق، إِلا مِن رَفِيقٍ قَديم
القُدَامَى !
آبائهم من العَتَّالين ومَاسْحي الأحْذِية، اللَّذِينَ يُجَالِدُوكَ لو خَاصموك بِعِقد يَاسَمين، وعِتَابهم مِلحٌ وطِين..
في عُطفةٍ سُدت، تَحت لَهِيب أيّار،
بِبلاد أَصلُهَا " مِصْيَدة " وفَرعُها " طَّاحُونة ".
لَمَحت رَمَاد، مَصْلوُباً على عَقِب !
عَجّلتُ إِليه بِعينٍ ناتئة، ووقفتُ على طُوله ..
هَاا، هذه رِيح جَاءَت تَصفَرُّ فِي رَأْسي !
وكَأني باليَوم ينسلُ مِن حَلقي، يَمُر، مَرًّا بغير جَرْع، يُحَاول تَوزيعي أَسْود أَبْيَض أَسْود ..
مَاخَبَرتُه إلا ويَجمعُ الدَّم المُهْدَر فِي قَنّاني !
فمُنذ خُلق وهُو مُصْمَت، يَسمَعُنا بِعينه، ويُحدِثُنا بِأَصَابِعُه..
رُوحهُ يَقْظةٌ جَيبُها مُمْتَلئ.
مَرةً، رَأيته يَعصِر الكَون مِن خَاصِرته !؟
عَرفتُ أَنُّه حَاانق، يحتاج لَون!؟
لقد كان يُحسن الوُقوف بِين الحَياة والمَوت، فحِين تقترب رُؤؤسنَا من أَرجُلِنا نَتوكأ عَليه؛ ومَا طُحِنت عِظَامُنا إلا ودِمَّاؤه تَتَسرب لأوُرِدتِنا.
وأنا أحاول إِنقَاذه!
طَاوعتني أَقْدَامُه، مَالت لِقَبضتي، تَناوَلها ظَهري.. بَااارِده .
عَادةً يَخضَّر خَلفُه كُلما انتعل ظِله، فأُمهُ تَتَعقبه بِمَاءٍ لَهُ صّليل يَحرُسُه
صَدره نَخرتهُ الأنكَال، وفي عَجب! تَهَادى للثَرى؛ رأفةً بِالزَرازِير ،
هَدت الوُشاة ظَهره، تَهدم! لَبِنةً وَاحدة لَمْ تُعِنّي على نَفْسِهَا.
يَديه!
إِسْتَنْكَفت، تَركتُها.. تَجَذَّرت!!
أَما رَأسُه، عَصَاني، تَدحرج حتى سَكن.. دَالةً للعَابِرين.
مَشى النَّهار، وهَاا أَنَا أَمشي !!
أُرَاقِب آثَر الأَكْسَدة في بَقَايا المَعْدن على الطَريق
إني أَهْوي !
يَتقْدَمُني حِذَاءه، ثُمّ كَتفي ورَأسي، ثُمّ غُبَار اكسيرٍ عَلِق بي
قُمعٌ يَلتهب، ودَمعة مِحرَاث لَمْ تَنضّب
جَماجِم، وجَدائِل، وزَنَاابِق !
صَوت طَيرٍ ؟!
وأشَياء تَأتي من أَقصَى اللَّجَم
أكَلوا الشَّمس
تَجعّد النُور !
مَالَّذي تَبقى مِن الضَوْء، كَي أَعود
وأُمي تَنتَظر..
بِصَدرٍ مُظلم مُنذ أمس.!
،