الأسطورة والأطياف الميتافيزيقية في الأدب الحديث
الأسطورة في الأدب الحديث تعبيررمزي عن اتحاد الماضي بالحاضر، هي تصادم زماني يشمل كل المؤثرات والعوالم الإنسانية منذ فجر التاريخ وكذلك تعبير عن رواسب قديمة نفسية لتجارب لاشعوريه يشارك فبها الأسلاف في عصور بدائية سحيقة تؤدي إلى طمس المعالم والحدود بين العصور والمجتمعات الإنسانية المختلفة وإلى تجاهل كل التطور الإنساني في صعوده عبر الزمن من الحالات المتوحشة البدائية إلى المجتمع المتقدم الراقي الذي نعايشه، هي اتحاد الحاضر بالماضى، كما أن حاضرنا اليوم ماضينا في المستقبل .
ولعل المثقف الحديث المطلع على الأداب العربية و العالمية المعاصرة يدرك مدى ما أفادته الأسطورة في الأدب الحديث لأكثر القصص العالمية كما نجد لدى البير كامو في سيزيف والصخرة وسارتر في الندم أو الذ باب، ولدى بعض قصص فرانز كافكا وكتابات جيمس جويس وساجون بيرس وأيضاً توفيق الحكيم في أهل الكهف التي يعالج فيها قضية فلسفية وهي قضية الزمن، وكذلك في قصته الرمزية " ياطالع الشجرة" .
كما أن الأطياف الميتا يفيزقية لعبت دوراً هاماً في بعض الأعمال الشعرية في الشعر العربي المعاصر كما نرى في بعض قصائد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وخليل حاوي وفدوى طوقان وعبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وكذلك في كثير من الأعمال الشعرية لعباقرة الشعر الغربي أمثال ت.س. إليوت في أربعاء الرماد ، والأرض الخراب وكذلك رامبو وبول فاليري وبودلير ومللرمه.
وبا لمقارنة إلى القصيدة التقليدية نرى أن معظمها خالية من جميع هذه الروافد الثقافية الحديثة وهي ليست إلا عملية معادلة بدائية رياضية لغوية سرعان ما تتلاشى اطيافها عند القراءة الأولى. أما القصيدة الحديثة فهي تلك التي تترك صورها وإيقاعاتها لتكمل أصداءً وأطيافاً ذات أبعاد رمزية أسطورية وأطياف ميتافيزيقية حسب قدرة القارئ على التعاطف المرنان معها ، إنها تلك التي تتسرب تدريجياً إلى أعماق الذات ومكوثها فيها أخلد من مكوث القصيدة التقليدية ذات المعادلات المنطقية اللغوية المتلاشية الاطياف. وكلامنا هذا عن بنية القصيدة الحد يثه لا عن الأفكار والمعتقدات ذات الطابع العقائدي.