خواطر محمومة

[مشعل الغامدي]

هنا سكون الوطن

هذيان أحرف تتصفد وجداً ,
أعذروا أناتها .
.... فليس على الحمى حرج

بداية الحمى

 

[مشعل الغامدي]

<<< يتبع

انطفأ الظلام , وبدأت خيوط الأمل الجارف تبحر نحو غياهيب الحقيقة , وبدأت الأمور تزداد غموظاً كلما اتضحت ملامحها .
ها هي تتضح , مثل الأمل المفقود .. ها هي تتجلى مثل المستحيل القابع في دهاليز الواقع المتراقص في نشوة تتعالى صرخات الآهات السعيدة فتملأ تشققات الفراغ المرعب ..
ها هي حقيقة الصوت المكبل بأحرف النور الوردية ... ذلك الصوت المموج بموجات مبهمة متلاطمة , تبث أعذب ألحان الحرقة الرقيقة العفوية ..
هاهي تهدأ العبرات مع اشتعال وقود الحسرة على بقايا الصوت المبحوح ..
ها هي تُحاول ترويض الاشتياق بدموع استعطاف ثائرة لا يتأثر منها إلا النوم , فيمل ويحزم حقائبه للرحيل , دونما شفقة ..
ها هي أجواء المعركة تتقهقر فيها جيوش الكلمات خلف حناجر الأموات , وتبقى فيالق الإحساس تتغنى جمراً حتى ساعات الانتظار المتأخرة ... فتتثاءب وتسلم الراية للآهات من جديد كي تجلد في خفاء ظاهر .

للحمى بقية ...

 

[مشعل الغامدي]

>>> يتبع

لله دره ذلك المساء كم تختفي تحت هضابه آهات القلوب الرطبة , كم تتلحف سواده تلك الجراح النازفة , كم يأن مضجعه محاكاةً لتلك الدموع المندلقة من أعالي شموخ منهار لم يبق من رسمه إلا الأنا الكاذبة .


لله دره يحاول المجاراة دائماً ويوهمنا بأنه معنا وهو علينا , جلاد لا يرحم بهيمي الطباع تخافه كل التناهيد المتهالكة .


لله دره فيه لذة , وفيه حرقة , شائق , وشائك , نترقب وصوله فإذا وصل تشاطرنا الهموم من دونه


لله دره أكذوبة نعيشها كل يوم , وهم نقامره بدموع التوجع فينتصر وتنتصر تلك الدموع , على بقايا عبرات قاحلة نشف ريقها فانتحرت على بدايات الانهيار العظيم ..


لله دره عشقنا العناء , وعشق هو السماء ... يبوح للنهار بتباريحه ونبوح نحن لخوالجنا وهو ينظر إلينا دونما رحمة , يجلد في الخفاء ولا يرحم الضعفاء ...


لله دره لغة سكون صارخ , لا يتكلم إلا لآهات متشابكة متزينة بأكاليل الأمل المرسومة على شفاه ذلك الماضي الكهل ..


لله دره ذلك الليل تكثر معه نوبات الخفقان المتعطشة لبقايا أمل ربما لا يكون إلا مجرد أمل ....

للحمى بقية ...

 

[مشعل الغامدي]

>>> يتبع

من على تلك الذكريات المتزاحمة

أتت تلك اللحظة

أتت تلك الابتسامة الطفولية

تبحث عن مخيلتي

تفتش في أركان نفسي عن مرحب

لم يعرفها أحد !!

لم يتذكرها أحد !!

توسلت عند قلاع الماضي ملياً

فوجدتها قاحلة جرداء بائسة الملامح

اتجهت إلى هضاب الحاضر

فوجدتها مستنقعات مليئة ببراثين المستقبل

عادة أدراجها
ولكن إلى أين ؟!!

لم يستقبلها أحد

فماتت طليقة

ودفنت في مدافن المنبوذين....

للحمى بقية ...

 

[مشعل الغامدي]

>>> يتبع

استقبلها صبراً ...

استقبلها فرحاً ...

استقبلها دمعاً ...

استقبل قدومها الراحل

فطار في نشوة من حزن

كاد أن يخنق أفراحه حينما أتت ليقدمها قرباناً لها ..

استقبلها بشوق مودع

لا يرجو وصلاً

كأنما هي سحابة صيف عابرة ...

استقبلها وكله رجاء

بأن تفارق مخيلته متى ما رحلت ...

استقبلها وعلى وجهه تضاريس الزمان قد حطت نقوشها ...

استقبلها في كتابة شعر

عاشها لوحده

نثر من خلالها تباريح زمانه ...

استقبلها استقبال الأعمى

لا يرى منها إلا روحاً صافية ...

استقبلها وفي يده كلمة نثر أحرفها كيفما اتفق

موقناً بأن ما نثره سيصلها ...

استقبلها في أللا مكان بين زوايا الحاضرين ...

استقبلها في أللا زمان في ساعات المارين ...

استقبلها وزف لها ورودةً مجردة عن الحقيقة كما هو حال الضيفة ...

فأفاق من واقعه ليصحو مع عالمه الآخر عالم الأوهام

للحمى بقية ...

 

[مشعل الغامدي]

هانت ترى باقـي علـى الشـده أشـوي
_________ ما أحدٍ قضى عمره على حال واحد

ما يعقب الظلمـة سـوى باهـي الضـي
_________ مــانــي لـحـالــي كــــود بــــه نـــــاس واجـــــد

مــــا قـــــول غــيـــر الله يـســهــل وتــســـري
_________ عـن صــدر "مشـعـل" كـايـداتٍ تـوالـد

لا تحـسـبـونـه عــشــق بـالـقـلـب يــســري
_________ والله مـــــــــــا لــــــــــــي بـــالـــلـــقـــا والــــمــــواعــــد

أنـــــا رفــيـــع الـــشـــان مـــعـــروف قــــــدري
_________ الله يــــشــــهــــد والـــجـــمـــايــــل شــــــواهـــــــد

مــــن يـطــلــب الـعـلـيــا لـــــزوم إنـــــه يـبــنــي
_________ ومــــن الـبـنــا تـتــعــب شـــــوي الـســواعــد


" كتبت في خريف 2011 . وأنا على مشارف مناقشة رسالة الماجستير "

" مشعل الغامدي "

 

[مشعل الغامدي]

سهـلـة طعـونـك مـــا لـهــا أي تـأثـيـر
__________ عــنــدي حـصـانــه دونــهــا لا يــغــرك
وإن شفتني ساعات في حالةٍ غير
__________ فأعرف بإن الجوف بـه مـا يسـرك

" مشعل الغامدي "

 

[مشعل الغامدي]

شفتي تلال الشوق فـي ناظرينـي
________ أرقي تلالي كان في همتك خير
أدري بــإنـــك مـبـطـيــه تـوصـلــيــن
________ مــا تاصليـنـي لِــن لــي هـامـةٍ غـيـر






" مشعل الغامدي "