أنا إنسان بسيط متسامح أحب الناس وأجد الأعذار للبعض وألتفت عن القبح إلى مواطن الجمال في كل شيء ... ولكن للأسف بعض من تصادفهم ومنهم من يفرضهم عليك مشوار الحياة ... يفرشون لك طريق الاكتئاب والملل والــ( قـــرف ) من كل أنواع العلاقة بالناس ...
مثلا / وأنت في بيتك الذي هو مملكتك تعبت حتى امتلكته ... عانيت حتى فرشته ... واستمتعت وأنت ترصف أثاثه على ( مزاجك ) حتى أصبح تحفةً تفخر بها وتمتّع بها عيناك حتى إذا ماخرجت تعود إليه مُشتاقًا ... تطربك كلمة ثناء على ذوقك وحسن اختيارك .
ثم يأتي ضيف ، تقوم بواجبه ... وبعد أن يسترخي على إحدى الأرائك .. يمصمص شفتيه ويقول باستهجان مزدريًا مايراه في مجلسك ... ماهذا ال ... ماهذه ال ... ( وشو له ) .... ( ماعندك سالفه ) ... ( ضيعت قروشك على الفاضي ) ؟؟؟!!!
تتجاهله وتشفق على جهله وأمّيته وتسارع بتقديم كأسًا من العصير الطازج لعلّه يزرع في وجهه الناحل شيء من الصحة فيقول لك وهو يتناوله : ( وشذا .. أفا ... وين القهوة ؟)
ماذا تفعل مع مثل هذا ؟؟؟
وهل القهوة التي لاتختلف في طلبها عند الكثرة عن أي مهديء آخــــــر؟!
هل هي أطيب وأصح للجسم من كأس العصير ... ما هذا إلى أين نتجه ؟!
تزور أحدهم يومًا بدون غترة أو شماغ وحين يفتح لك الباب تشخص عيناه في وجهك ويتوقع شرًّا ويسأل ... ( وراك مفرّع ) ؟؟! أي .. أين الغترة أو الشماغ لاشك أن وراءك مصيبة وأتيت على عجل دون ارتدائها ... ... سبحان الله
تذهب لزيارة أحد أو أحدى قريباتك فتسلم عليك بكلمات مكررة بلهاء قالتها من قبل ألف مررررررررررره دون نقاش أو حوار أو حتى رأي فتشعر أن مشوارك غير ذي بال أو حماس ... وتتباعد ... عندها يلحقك اللوم وتنعت بالـــ( قطوع ) الذي لايصل رحمه.
تختلف مع أحد أقربائك لأي سبب فينضم إلى قائمة الإختلاف بقية أهله ؟! يناصرونه بعدما سمعوا منه عريضة الشتائم والنقائص في شخصك واعتبروها سنفونية طربوا لها ولم يكلّفوا أنفسهم عناء سؤالك عن الأسباب لينصفوا .
أحدهم كنت تعينه بما أعانك الله من فضله على مصاعب الحياة ... يدور دولاب الزمان وينعم الله عليه ... وتمرّ الأعياد ( سلام القاطع يوم العيد ) لاتراه ولايعرف أنك لازلت على قيد الحياة؟! والأمثلة كثيرة ويطول شرحها وتحتاج إلى كتاب ... لاتقولوا أنّها نتاج تجارب شخصية ... لا ... إنها تجاربنا جميعًا وإن اختلفت التفاصيل ... ولكن مثل هذا أقول له بكل ثقة واقتناع ما الذي دفعك للخروج من بيتك ... لتنتقد في ما لا يدعو للانتقاد ...
ادخل بيتك واصمت ... ... اصمت أيُّها الرجل.
هديــة :
من حسن اسلام المرء تركه ما لايعنيه