الدلع أو الدلال إحدى سمات المرأة ... و... واحد من اسلحتها التآمريّة الميكافيليّة، وبرغم مافيه من أشواك ونغزات يعسوبيّة، إلا أنّه محبوب ومشتهى ... بل يبحث عنه الرجل أحيانا ... ففيه نواقيس تشعل لواعج الحب وتطرب الفؤاد وتدنيك مما تروم ...
الدلع والغنج أولى عتبات الحب ... همــا ... بسم اللـه نبدأ
دلــع المرأة هو وهجها ... اشعاعها ... إعلان وجودها
دلع المرأة هو الفارق في السلوك بينها وبين ( ضحيتها ) الرجل ...
المرأة بلا دلــع .... صفحات بغير سطــور
المرأة بلا دلــع .... جمـال دون حضــور
المرأة بلا دلــع .... ريحانة تفتقد العطـور
وذكاءها يسير بالدلع نحو المبتغى ، هو الدفّـة التي تتحكم في الدلــع والمرأة الحاذقة
تعرف بذكاء الدلع و... دلـع الذكاء .. كيف و.. متى ... وأين تستخدم أسلحتها الدلعيّة!
في رفّـة العين و احتجابهـــــــا
في ضحكة الشفاه و ابتسامها
في رفع اليــد وارتخاءهـــــــــــــا
حتى خصلات الشعر فوق الجبين تدرك متى تكون سياجا للعين
لتداعبها أنامل ناعسة ترفعها برفق كي تتزاحم مع بقية شعر
ينوي الاسترخاء ..
وإذا سارت ترفقت كأنما تخشى عليها أن تقع حين تميل ..
إذا نبست تهمس صراخًا في وجدانك ليستفيق ... وجدان يخشى الوســن ... يرفض الغياب يخاف منك عليك ...
المرأة في لحظة الدلع مارد يغشاك ... يحتويك ... يتلبّسك ... فتتمنى للّحظات أن تطول 000 وللزمن أن لا يغادر 000 وللناس أن تهاجر ...
فتظل وحدك رفقة اللحظة ... تسـتمتع بتساقط الثواني فـي ... أحظـــان الدلـع ... ( سـعود )
( صيته ) هذا اسمها اشتقّـه والدها من الصيت وهو السمعة الحسنة ... الحسنــة فقط .
هذه الفتاة تسللت إلى الحياة بعد زواج دام بين والديها لأكثر من عشرينَ عامًا ... وبعد استطباب أخذ الكثير من الوقت والمال .. وحين أذن الله وزالت الأسباب وفدت ( صيته )
طفلة كوجه البدر الصابح في ليلة ربيعيّـة ... فأحاطها أبويها بكل ألوان الحب الأبوي الحنون، ويسّـرا لها أسباب الراحة والمتعة، فنشأت فتاة مدللـة، مدلّهـة عنوانها ... أطلب تُجـبْ.
وزاد من التدليل بعدما عرف والداها صعوبة الأنجاب مرة أخرى . لأسباب يعلمها الأطباء وأجهلها أنـــا .
فأصبحت وأمست ( صيته ) طفلة العصر عند والديها .. فلا تكاد حرارتها ترتفع قليلا حتى تقرع أجراس الأطباء .. وحين تتكاسل الضحكة فإن مزاجها مقلوب ولابد من تسليتها ... و ... تعددت الأسباب والتدليع واحد !
مضت الأيام والشهور وتوالت السنوات وطفلتنا المحبوبة تنعم بكل ألوان الرّفـاه سعيدة بحماية والديها . حتى إذا ما استطالت قامتها ووثبت شابّة فتيّة ... بدا أثر هذه الخطوة على تصرفاتها وتعاملها مع الآخرين ، لا أقول أن فيه استعلاء أو تكبّر ولكنه طلب دائم للتدليل وسعي صادق للتفرد بحب الآخرين.
اكملت ( صيته ) دراستها الجامعيّة وكانت محطّ أنظار الجميع، بشطارتها ورشاقتها وحلاوتها و... دلعها ... وبرغم ما نالها من نصيب وافر من دلع تعوّدت عليه وبات جزءا من شخصيتها وطبعها إلا أنها بذكاءها تعلم أن الدلع وحده ـــ وأن كان أبواها يقبلانه منها بطيب خاطر ــــ فإن الناس ستنفر منها إذا لم يصاحب الدلع شطارة وثقافة ورأي . حينها يكون الدلع مستساغا وإن تفاوتت درجة قبوله من المحيطين بها . وحتى حين تقدّم لخطبتها المهندس المرموق
( مــــازن ) قيل لـه : ( تراهـا دلّـوعـه )
رضي و لم يعتبر الدلـع عيباً بل قال مازحــاً :
الدلع مشهيّـات الحب وبهـاراتـه !!
هديه :
يامدلع ياحلو يابو جفن مكحلو
خليك الليله عين ولو عزالك يرحلوا
عبد الجليل وهبه