لا اعتقد هناك شيء أسرع من خطوات الهروب غير تسارع ضيق الدروب في وجه الهارب.
حفت أقدام صبري جرياً خلف غدٍ لا يحمل ملامح الأمس ولا يحملني..أود الاختباء ، قضاء الساعات والساعات في النوم لم تعد تجدي..مازلت أصحو على أنا..وكأني لعنة لحقت بي..
كل ما حولي ساكن لا يصاحب خوفي وظُلمة دربي سوى طيف طفلة تضج مضجع الذكريات برنين ضحكتها..لا تعرف النعاس والرغبة في الارتياح..تمسك يدي تهز طرف ثوبي وتبتسم لي، تذكرني
بي..تشبهني..ولا أشبهها..تحمل ملامحي وأحمل همها منذ أن كبرت في عالمي..
امضي ابحث في عيون الناس عني..واعلم أنه لا بشر حولي..يعرفونني ؟؟
أسأل أنفاس العابرين من أين الطريق ...هو ذا اتجاه واحد –كذلك أعلم-..وكأني أرسم في السماء سبل أخرى..لا تصعدها غير الأحلام..وعصافير الأمنيات..
وأمثالي من الفقراء بلا أجنحة هم ، ولا خيال لهم ،عليهم ملازمة الأرض فقط وقطعها ذهاباً وإياباً.!!
يدي خلف ظهري مطرقة التفكير و أسأل عن ما مضى من خطواتي من سلبها مني وأخفاها عن قلبي؟؟من؟؟
وتضيق بي الدروب وأنا في رحاب مرارتها أجري وأجري..وأسأل....ولا مجيب غير لهاث أنفاسي وتسارع نبضي..
رباه ...
ليت لو كنت سحابة وابسط رياح ارتحل معها لأرض واسعة عن كل ضيق حل بي...
وإن تساقطت رضيت بتقبيل أرض لا تعرف ملامح خطواتي..تضمني بين طياتها..حزناً.ألماً..
مضغة من رحم السماء الواسعة ، أياً كان..ولو طرف ابتسامة على شفاه النسيان...
فهو ارحم من صفعات الفراق على صدري المتعب...
ارحم من كلمات العتاب من بين شفتي أمي وهي تسألني...هل هذا وقت مناسب لـ النوم؟؟