أطفالنا و !!!
لنفسي ثورة لاتهدأ ولاتخمد حتى أحمل القلم على راحتي لإنفثها في سطوري
كلما سمعت عن حادثة وقعت , أو قصة نقلتها لي إحداهم , أو مواقف وقضايا تطرحها
صحفنا المبجلة تحاكي واقعاً معاش , أشعر حينها بأحاسيس مؤججة حنقا وسخطا وربما
قهرا وغضبا يدفعاني إلى معانقة الورق أو مصافحة كيبوردي .
وما هذه السطور إلا غيض من فيض ..نفاثات مكتومة , ثورة تعصف بكياني , وصرخات أبت إلا أن تنطلق بحرية وليقل عني سلبية
ارصد الواقع السيئ وأغفل عما سواه .
ذلك إن ماسوف أطرحه لأحسبه إلا خارج أطر الإنسانية التي شرفنا الباري بها وتكابرنا عليها
أقوالاً وأفعالا, ماأكتبه ماهو إلا صورة نراها ونتغافل عنها , وربما بكينا غضبا قليلاً ضحكنا بعدها كثيراً
لاادعو للتشاؤم , ولاللنظر للجانب المظلم فيما حولنا , ولايحتاج منا للتنقيب والبحث عن كل ماهو كفيل
برفع ضغط الدم لدينا . لست مثالية ولاادعيها ولاأهفو إليها ولن أنتظر مدينة فاضلة ماحييت .
كل ماأريده , كل ماارتقبه , كل ماارسم آمالي فيه , كل ماأنشده ,مجتمع إنساني بمعنى الكلمة
حينها سأرقد آمنة مطمئنة , قريرة العين , ساكنة الفؤاد ,
دعوني بعد هذا كله أنقل إليكم واقعه حدثت لصديقة قريبة , أمثالها كثيرة ولكنها أردتني صريعة الهم والتفكير
لفترة . كانت نفسي إليها تدفعني وأنا ادفعها ليس لشيء . سوى لأن قلمي مابرح يئن بعد تلك الحماقة التي أغضت مضجعي
ليالي طويلة ولم يخل سبيلي إلا بعد أن اعلنتها كلمة حق وليتقول عني المتقولين .
تقول محدثتي , بينما كنت أمشي برفقة ولدي الصغير الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره
في مجمع للتبضع , لحظات قصيرة إلا واسمع صراخ طفلي بينما كنت في إحدى المحلات
وحين تتبعت الصوت وجدت طفلي خارجاً من إحدى المخازن الضيقة في ركن المحل يبكي ويحدثني ببراءة الاطفال
عما حدث له , ومحاولة العامل (للتحرش ) به عن طريق طلبه أن (...) !!
طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره يتعرض للتحرش بكل وقاحة وحيوانية ..!!
طفل لم يكن بمفرده وإنما برفقة والدته وربما والده يتعرض بإبتزاز بقطع من حلوى أو هدية أو لعبة صغيرة ومن
ثم ينغض عليه ؟!!!!
حشرة آتمن عليها ظناً منا إنها محل ثقة إعتماداعلى هيئة إنسانية تغطي ملامحه الحيوانيه , لاترتدع أن تخطف الأبرياء
من حضن آسرهم لإشباع غرائزهم الحيوانية !!!
كل أم وكل أب كيف له أن يأتمن على فلذات أكباده دون أن تنازعهم الخوف في كل لحظة ؟!!
هل نغلق على آبنائنا وبناتنا بل نحن البيوت , أو نعمل على ربطهم بحبال نعلقها على أعناقنا أينما غدونا وارتحلنا ؟!!
لم تنتهي القصة بمجرد رؤيتها لولدها ؟ وربما لن تنتهي مابقي فيها نبض حي
فلاالشكوى حينها نفعت , ولاالصراخ أجدى !!!
الجنس أصبح وأمسى وبات قنبلة موقوته تهدد أمننا , ليس أطفالاً فقط , وإنما شبابا وفتيات
ولايغيب عن ذكركم صاحب المائتين التي تناقلت قصته الصحف , ولاعن هذا ولاذاك ..
الثقة وحدها لاتكفي , والأمن على النفس واجب علينا , فالحذر الحذر
أطفالنا أطفالنا , كيف نقتل البراءة بتصرفات خادشة للحياء وللإنسانية لايقبلها عقل ولامنطق ؟
كيف نستطيع أن نطهر أذهانهم الغضة وعقولهم اليافعة من آثاار ذلك الصنيع بعيد عن التوبيخ أو الصراخ؟
بل كيف نفهم ونعرف الطفل المتحرش فيه ؟!!
فقد يلجأ الطفل للصمت خوفاً من العقاب , أو بالأحرى بأي قول يقول ؟ ولكن التفهم والنظر لحاله بعد تغير مفاجئ
أجدى من الغفلة . فالتودد إليه بالحديث وملاطفته وسؤاله بين الحين والآخر عما يفعل مع خلانه وعن أي لعب يلعبون
خير وقاية .
الإنتباه لأماكن تردده ولعبه مع تعيين المراقب له من بعيد أنفع
وإلا فكيف تهنأ عين بعد اليوم بطفل يلعب ويرتع بعيد عن ناظريها
والوحوش تملئ الشوارع ,وكل مكان !!
حفظ الله أطفالنا ونفوسنا من كل شر
سماح