كَـ مطرٍ مظلمٍ ؛الوحيد الذي لا أخشاه؛
كَـ مطرٍ مظلمٍ ؛الوحيد الذي لا أخشاه؛
كـ مأساتهِ الغاضبة الحزينة؛
" سأهدأ بوضع رأسي في حجرك و بسكينة أنام
لاستقرار روحي في مكمنها "
" كأني أنا: أسطورة "
إلى أحلامي.. من تشعرني بأني أسطورة. إلى الإنسانة التي تسميني سمائها و أدعوها قمري.. توأم روحي و أختي الطاهرة التي لم تلدها أمي. ليس الأمر أنني أحبك لتضحيتك، أو لأي شيء.. هناك قدرٌ يجمعنا! أنا و أنتِ كورقة خريف: كل منا تنحدر من فصيلة.. نحمل نفس العمر، نفس الذرَّات.. لكن ما يكتب على ظهرينا مختلف! ما زلت أذكر أنني قلت لك يوما: " مو غريب تشابه أفكارنا و اختلاف تصرفاتنا ؟! " .. أجبتني: " غريب وبس .. إلا هذا الشي متعبني كثير في حياتي يا حياتي.. المهم إني أحبك ولو اختلف الكون و انتِ سر وجودي في الحياة إلى هذا اليوم "
المخلوق الوحيد الذي أشعر بالأمان لمشاركته جنوني.. قد نذهب سويا إلى المريخ. لا يهم! قد نلعب سويا بالرمال، قد نفعل أي شيء.. نسهر ليلةً نتناقش بشأن النجوم و نتفلسف بشأن كل نجمة كيف تطل من السماء و لمَ ؟!
قد أتجاوز مخاوفي الغريبة من أجلها، فأجرب أكلة جديدة لا أعرف مذاقها.. أو أقفز من ظهر طائرة لنشعر بالهواء يخترقنا، قد أحب اللون البنفسجي لأنها تحبه.. و أتبع نمطا معينا في الزينة لأنه يعجبها!
في هاتفي الخليوي حافظة رسائل تحتوي 979 رسالة على مدى ما يقارب ثلاثة أعوام منها و إليها.
حتى الآن استثمرت برفقتها ثمان سنوات من عمري، كانت تمسك بيدي في كل منعطف..و كل مصاب. تشاركني أوقاتي ولا تتركني للوحدة، تساير جنوني بمستوى أعلى من الجنون. اخترنا لنا ملاذا يدعى بكوكب المريخ، كانت سخريتنا تجعل منه مكانا سياحيا كجزر القمر.. كلما تملكنا الغضب كنت أقول لها: " بس خلاص يلا نروح أنا و أنت عالمريخ " و تقول هي: " يلا معاك لأي مكان " ..
اعتدت أن أكتب لها كثيرا، مما كتبت لها: " أحبكِ، و ستنطق شفتاي هذا السحر إلى الأبد
إلى أبد ما سيأخذني الخيال
إلى آخر مدى توصلنا إليه محبتنا
إلى آخر لحظة تجمعنا فيها الذكريات
و سوف نكون كما لا يكون
نعبر العمر كأننا أحلى خيال
في هدوئك صفاء، كصفاء السكون
كصفاء العمق
و في ألمكِ أهوال.. كالأحراش
و في غضبكِ مفاجع.. كالبركان
و في فرحكِ شروق.. كالشمس
يا من تدفنين السواد
يا من تدفنين الضباب
أنتِ أحلامي.. أنا وحدي
و سوف أحبك حتى فيما بعد الأحلام و الخيال
يا عمرا من الراحة و الحب..
يبدأ ولا ينتهي.."
كتبت لها مرة : " نمسك أيادي بعض .. طفلتين في ظلم الطريق .. نمشي و نحكي، و ما همنا إلا بعض "، " كل هالعالم وهم و إنتِ الحقيقة كلها " ..
أحلامي أيضا كاتبة ترفض الظهور.. تشاركني أنا فقط ما تكتب.. في فترة ما، كانت تدرس في الجامعة و أنا لا أفعل. كل صباح كانت تمطر هاتفي بالرسائل التي أقرأها بعينين نصف مغمضتين.. أبتسم، أشعر بأني لست وحدي مهما حدث، و أعود للنوم.. إحدى رسائلها التي كانت تكتبها : 1 - " صباحٌ يبتسم لنا زيفا دون أن نشعر..
صباح ينبثق نوره يدعي الأمل في كل وقت
صباحي أنا حين لم أعد أبصر شيئا
ينذر سوءا
يحايلني رغما عني
صباحٌ بلسمٌ لجروح يستحيل نسيانها..
تستفيق لتجد متسعا في صدري الهشَّ "
2 - " صباح يزعم كونه صباح
كـ معنى أمل الفرح و النشاط
أخيرا هو مجرد حلم ..
صباح الأشياء الوردية من عدة أشياء
أرتجل فيه خطواتي و كلماتي
أمقت فيه نفسي و يمقتني بنكرانه
صباح الأشياء الفارغة عند الحاجة الملحة
صباح تنتصر فيه الهزيمة على الانتصار "
3 - " صباحي أنا ساهرة على ضفاف الحماقات
أتسكع ساخرة مني و من كل شيء ..
صباحي يحمل نورا دون فائدة ..
صباح يشبه كل صباحاتي كـ شيء أدمن ذاته .. "
4 - " صباحي حادثة مر عليها زمن و لكنها استوطنتني
صباحي أغمض عيناي محتضنة لنفسي
صباحي أنا و أنتِ
و السعادة تنظر من بعيد
صباح أقتلعك من قلبي
ولا أجد شيئا ..
حمقاء أنا ..
فقلبي معكِ ! "
تشاجرنا مرة و كتبت لها نصا بعنوان " لماذا أشعر أنك كالقمر ؟! " و كتبت لي نصا بعنوان " سمائي و القمر " و سمتني سمائها ..
و منذ تلك الحادثة هي قمري و أنا سمائها ..
لها هي فقط .. التالي: