ذكرت في فحوى مقالي السابق لما أسميت الزواج بمؤسسة لأن أساسُها الشراكة وبينت فوائد ومزايا الزواج في الاسلام ولما حثَ عليه ديننا الحنيف ونبينا الكريم.
ونتطرق اليوم لأهم الواجبات التي تقع على الطرفين ولكن الاهم من الواجبات والحقوق هو الرابط الروحي الذي يجمع الشريكين فهو المكون السري لمعادلة نجاح هذه المؤسسة، فالحب ومشاعر الأُلفَةَ ممكن ان تتكون بعد الزواج ولكن الرابط الروحي الذي يجعلنا نُدمن من نعاشرهم نُضحي لأجلهم حتى وأن كان بجزء من أجسادنا نَفهمهم قبل أن ينطقوا ونُعبر لهم عما يودون قوله، هذا مايجب ان نعمل على تكوينه والمحافظة عليه لكي تستمر هذه الشراكة وتحقق اعلى مستويات الربح.
الزوج : هو اللَبنة الاساسية حتى في اللغة الانجليزية تُرجمَ Husband بالإنجليزية تعني في الأصل رباط المنزل (House band) أو سيد البيت الذي ينظمه ويجمع شمله. والزوجة هي مساعدته الرئيسية في هذا العمل، وهناك بعض من واجبات الزوج تجاه زوجته يمكنني ان الخصها في النقاط التالية:
* الواجب الأول هو المحبة
عليه أن يُحبها، بهذه البساطة فإن بغضها فالفراق يكون لازم الحصول.. مهما اختلفت ظروف الارتباط عند البدء بهذه الحياة الجديد على الزوج ان يكون واضحا مع نفسه ومعها وان كان هناك عائق او سبب يجعله يبغضها او ان تكون مشاعره تجاهها مقتضبة فعليه ألا يستمر بهذا الزواج قبل ان يأتي الاطفال ويكونوا ضحايا ليست لهم يد في تقرير مصيرهم.
* تقديم العناية والكفاية
أن يعتني بعائلته ويقدم لها ما يكفيها. في معظم القبائل البدائية تعمل المرأة بينما يعيش الرجل متكاسلاً. ولكن الاسلام فضل الرجل لكونه العائل وطبعا سيكون بالقدر الذي يستطيع عليه، فالبخل ابغض صفات الرجال وهناك من ابتُليَ بالانانية بحيث انه يصرف مايكسبه على ملذاته ويترك عائلته تتضور جوعاً وعوزاً، أما من كان رزقه بقدر بسيط فيجب وليس لا مانع يجب على الزوجة ان تساعد بقدر ماتستطيع.
* يوجّه العائلة روحياً
يجب أن يكون الزوج مثالاً حياً للحق، والعدل، والنقاوة، والمحبة، ولكل الصفات الحسنة التي نتمنى ان يتصف بها ابناؤنا.
فإن كان الزوج لا يقوم بهذا الدور من التوجيه الديني والتعليمي والتوجيهي فقد فشلت في علاقتك بالله وبعائلتك إذ أنك تقودها للهلاك، فلا يمكن ان ينهى الزوج ولده عما يراه الولد يعمله وحذار والإهمال في التربية فمهما كان الزوج او الاب مثالا للاخلاق والالتزام الديني ولم يكن يهتم بتربية وتوجيه اولاده لن ينفعهم حسن اخلاقه شيئاً.
أما الشريك الآخر وهي الزوجة فهي لا تقل اهمية لدورها في إنجاح هذه الشراكة عن الزوج وهناك بعض الواجبات المطلوبة منها وهي :
• الواجب الأول – أعتناؤها بنفسها
فاقد الشيء لا يعطيه فمن تترك رعاية نفسها والمحافظة على جمالية شكلها بأن تكون بأبهى حُلة دوماً لزوجها لن تستطيع رعاية اطفالها وزوجها فلو ادركت كل زوجة أهمية بقائها في اعلى درجات الجمال امام زوجها لما اهملت نفسها امرأة متزوجة، فالرجل له عينان واذنان ورغبات ينظر للتلفاز وفي الشارع وفي العمل فإن كان مايراه في زوجته نقيض مايتمنى ومايراه من هنَ أمامه عندها سيتغير نفسيا وشعورا مع زوجته وربما يبحث خارجاً عن من ترافقه ويستأنس بشكلها.
• الواجب الثاني – حسن تدبير المنزل
لا ضرر من الاستعانة بالخدم ولكن الضرر واخطر الضرر عندما تعتمد الزوجة على الخدم في كل شيء هنا سيشعر الزوج بان زوجته انفصلت عنه فما عادت تهتم بأموره الشخصية من تنظيف وترتيب، فحتى ترتيب السرير للزوج له اثر نفسي داخله لذا يجب على الزوجة ان تكون ملمة بأمور المنزل وان تحرص أن يكون طعام العائلة من صنعها وألا تدع الخدم يلمسون شيئا من ما يخص زوجها لكي تحافظ على مكانتها في حياته البيتية.
• الواجب الثالث – طاعة الزوج وحفظه
أجل عليها الطاعة فاستقلالية المرأة وحريتها لا تمس بهما طاعة زوجها بل تزيدها مكانة عند الله تعالى خاصة عندما يكون زوجها ملتزما دينيا وأخلاقياً اذ لن يأمرها الا بكل شيءٍ حَسنْ ويجب عليها حفظه في غيابه وهو أمر فرضه الله تعالى وديننا الحنيف على النساء فأن زادت ثقة الزوج بزوجته وعلمَ أنها تحفظه في غيابه وتحفظ اسمه يكون فخورا مختالاً بها أمام الآخرين وهذا يزيد من مكانتها الروحية عنده.
وبالتأكيد هناك أكثر مما أوردته ولكن هذه الواجبات بقايا المكونات الاساسية لإنجاح مؤسسة الزواج فعلى كل من كان مقبلا على الزواج أو تزوج ان يكون مدركا لواجباته قبل حقوقه لكي يعطي التوازن لهذه الشراكة ويجب ان يعلم الطرفان أنها فترة عُمر بأكمله وليست أياما أو سنين تمر.