رسائلي إليه

[بدور الشمراني]

رسائلي إليه
لم أعتد مسبقاً على تدوين أفكاري أو مشاعري
بطريقة رسائل موجهه لأحد ما ..
ربما دفعني لذلك هوس " غير معتاد "
في مراجعة أقوالي بعد أن تهدأ ثورة
انفعالاتي اللحظية العابرة ..!!!
ربما كنت بحاجة لنثر حروفي على ورق
لأتمكن من مراجعتها بروية لأدرك " أخطاءها الفادحة "
فأتداركها في المرات الأخرى القادمة لتحظى برضاه والقبول...!!
كانت رسائلي شفوية وكنت أصر على قراءتها له
بعد أن أفرغها من الذاكرة والقلب على طرف لساني
فأقولها له حرفياً بدون حجاب حين أتصل به ..!!
ربما كان ذلك خطأي فطرف اللسان معروف بتذوق المرارة أكثر من غيره !!
لذلك كان علي ابتكار طريقة جديدة في إيصال رسائلي إليه
دون أن " أمرمرها " بطرف لساني الحساس جدا
أو أن " يمررها " هو لي دون أدني انتباه ..!!!

رسالة بلغة حب إليه :
وككل الأشياء الجميلة أحبك
كالسماء بكبرها وكالبحر بعمقه
وكالجبال بعظمتها الشاهقة ...
لم أكن لأراك يوماً ولكن أملي في ذلك لم يكن ليقطع بعد
ولن يقطع ما حييت ....
ولأنني مؤمنة بأكثر الأشياء غيبية وغموضاً
قررت أن أحبك كما لم "أحب أحدا" من قبل !!!
كنت أدرك بأنك تشعر بي
ربما لأنك أوحيت لي بذلك !!
ربما لأنك صديق مسالم تسمع هرائي الدائم ..
دون أن تتذمر وتراني في أشد حالاتي النفسية والعصبية
وتنصت لكل لعناتي دون أن تتضجر ..!!
فأذنك لا تصد عن سماع حديثي التافه
لأنك تحبني مثلما أحبك أو ربما لأنك عطوف بي رؤوف رحيم ..!!

رسالة بلغة عتاب إليه :
وهل يجفو المحب حبيب مخلص النوايا والأفعال مثلي ؟؟؟!!
كيف جفوتني كيف استهانت عليك نداءاتي المتكررة ؟؟
أتراك كرهتها من كثر ما أهدرتها !!؟؟
أم أنك تتجاهلها لأنك غاضب مني ؟؟
وحتى ولو أهكذا يفعل الأخلاء ببعضهم ؟؟
وقد اصطفيتني "بابتلاءاتك" العظمى وصبرت
وقد كنت أشد الناس قرباً منك وحباً لك ..!!
أما يشفع لي عندك شوقي للقاءاتي المتكررة بك
بعيدا عن شغب أعينهم ؟؟
حين أركن للبقاء معك مطولاً دون كلل أو ملل !!
برغم الوجع الذي ينخر جسدي من أعماقه حتى صميمه !!
أجلس طويلاً لانتظار رسالة موجهة منك لي
حتى وإن كان ذلك محالاً فإن بي من الألم
ما يجعلني أصدق كل إيحاءات عقلي الباطن
بأنك حين أحببت زكريا كلمته ..
وحين أحببت إبراهيم إتخذته خليلك ..
وحين أحببت محمداً أرسلت له وحياً من عندك ..
ولأنك تحبني فستجيبني حتماً !!
لست "بطهرهم" ولا بمكانتهم عندك ..
ولكني مثلهم روح أنت نفثتها من روحك ..
روح معلقة ببارئها معلقة بين الوهم والحقيقة ..
روح تحبك ترجوك تتسول عطفك ..
دون أن تتراجع عن أدوار الذل التي تمارسها أمامك وحدك !!
أتراك نبذتني من قائمة الإخلاء عندك لذنب ارتكبته ؟؟
وما ذنبي ألست من رسم خطوط مساري كلها
قبل أن ألج للحياة من " خرم إبرة "ضيقة !!
ألست من كتب علي الشقاء ؟؟
وكتب لي الرضا بشقائي دون أن انبس بكلمة ؟؟
لماذا تعاقبني إذن على ذنب أنت كتبته لي
وأنت زجيت بي في طريقه ؟؟!!
لا أسأل اعتراضاً بل لأن المحب ضعيف حين يغضب !!
فتتخذ ثورته منحى العتب لا الفضاضة !!
ولأني أعتدت أن أعاتب قبل أن أبكي ..
أو بعد أن أبكي أعاتب ..!!
وكلاها أمران واردان .
فأنا أضعف بكثير من التعالي بحزني لدرجه الكبرياء والمبالغة !!
ضعيفة مثلما اخترت لي أن أكون !!
لأبقي دوماً في حاجتك فلا أنفك عن "مناجاتك"
فأجدني يوماً وقد اشتدت بي "الحاجة إليك"
ممسكة بتلابيب عرشك
أرتجي ظلاً وعدت به "عينان بكت من خشيتك" ..!!
أو أجدني كعصفور حزين معلق بين السماوات السبع
ينتظر في ساحاتها ليعترض جموع الملائكة
المحملة بالأجور لتوزعها على أحبتك
فأسرق كل عطاياك لهم لأني "أفقر الناس لها" !!!
وما كان رجاءي إلا وهماً اعتدت أن أهذي به
حتى أفقد صوابي فترسل لي نعاساً أمنةً منك ليطمئن قلبي بقربك وأنام !!!

رسالة بلغة الغضب :
لست تقيةً أبدا فأنا غبية حين أغضبك
أتدارك نفسي في لحظات سقوطي الأخيرة
فأرفع قدميّ عن فوهة النار لأجد أحذيتي وقد احترقت ..
وصعب علي "رتقها" ..!!!
فأمشي إليك حافية ذليلة أجر قدماي علي طريق مجهول
أمشيه بحذر قد أصل لمشارف صراطك المستقيم
فأعبره سريعاً فأراك تصفق فرحاً بنجاتي !!
وتأخذني بيدك الكريمة تدخلني فردوسك الأعلى
فأمكث فيها محاطة بالأمان الذي أفتقده كثيرا ...
فأبقى هناك أصحو وأمسي على نور وجهك
وهو "السعادة كلها" ...
فتمسح بيدك الكريمة فوق شعري
وتبر بي بر أبٍ "يتمني" بعده ورحل ...!!!
هل أستحق نعيمك لا أعرف ؟؟
فأنا مذنبة بالتقصير قد اعتدت على الاتهام به
حتى وإن توقعت لسمو ذاتي الكمال !!!
ما كنت لأحقق نجاحات عليا في دراستي قالوا لأني مقصرة ..!!
ولم أكن أيضاً امرأة مثالية مكتملة الأنوثة والأمومة والمشاعر !!
قالوا بأني مقصرة حتى في حق نفسي التي لا زلت أعرضها
للكثير من الأخطار وإن أبت ...!!
إلا أنني مرهقة لا أعرف طريقا سالكاً لأعبره لجنتك دون أن أتأذى !!!
غاضبه ربما منك أيضاً لأنك لم تعد تسمعني كما كنت تفعل !!
لما أقفلت أبواب القبول في وجهي .؟؟
مازلت أجتهد "لأصلك" وأنت تجتهد في "طردي" !!
حتى عكفت على كتابه مناجاتي بطريقة أخرى
علها تصلك ولكن أي طابع بريدي سألصقه لك ؟؟
و أي البشر أقرب مني إليك لأبعثها أمانة معه ؟؟!!
أخبرني فإني غاضبة أن أجد منك صداً يذلل انكساري فيحيله غضب وانفعال!!
من أين لي بالجلادة على نفسي لأنهاها وأأمرها ؟؟
أما جعلتها عصية وقد أسميتها الأمارة بالسوء !!!
هاهي تأمرني بالسوء أكثر ...
تدعوني لتمزيق رسائلي التي كتبتها لك ...!!
تهدنني بالفضيحة و تدعوني للاعتكاف في الظلمات
وتأمرني بالسكوت المطلق ..!!
لا أعرف قد تتبلد مشاعري الصادقة وترقد في سباتها العظيم
قد أتبلد أنا أيضاً مثل تلك الساعات التي تلي "صلواتي المطولة" !!
التي لا أخرج بنتيجة من وراءها سوى الإحساس بالتبلد والذبول..!!
فأرى الكوارث سفاسف واسمع الصرخات همساً وأذبل شيئاً فشيئاً
دون أن يشعر بي أحد ممن هم حولي لألتحف صمتي وأنام ..!!!!

رسالة منه لي :
أدعوني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ
سمعته يهمس بها في أذني فاستيقظت على ظلمة الثانية صباحاً كما يسمونها !!
أما أنا فأسميها الثانية ظلاماً الثانية وجعاً...
و"الثانية الزانية ".. التي توقظني من نومي كل يوم !!
لتبقيني وحدي في "مسرح الحياة" أتأمل وجوه النائمين
وقد اعتلتها سكينة إلهية ...!!
أراهم منسجمون مع أحلام ورؤى ..
وعيني جافة قد فقدت طراوتها ..!!
لم تعد قادرة على تمرير الأحلام بالطريقة المفترضة !!
ربما لأني سمحت لها أن تبدل أوقات الأحلام حتى "اليقظة"..!!
لأراها كما أشاء لأختار "سمينها وأترفع عن غثها" !!
أحلام كاذبة تلك التي توصلني للسماء
حتى أفتح عيني مجبرة بأمر من الثانية الزانية
التي تتعمد التحرش بي فتوقظ بداخلي "الشهوات"
وتذهب سريعاً تجر خلفها ثوان جياع..!!
يبحثون عن ثديٍ يرضعون "مستقبلة" في دقائق معدودة..!!!
الثانية صباحاً اعتادت أن تجعلني أمارس التصوف في قعر محرابي الصغير الهادئ
فأجدني بعد أن ترحل مكورة على أطراف وهم كبير كوجعي اليوم
فإني أراه كبير جداً أكبر من حبي لك وحبك لي..!!

رسالة بلغة رجاء إليه :
وها أنا وقد توضأت بدمعٍ طاهر
سكبته عينان "بكت من خشيتك"..
هاأنا أكتب لك صلاتي قبل أن أؤديها..!!
فإن قبلتها سأكثر لك منها قولاً وفعلاً ..!!
وإن كرهتها سألتزم الحداد.. وقد أتوقف عن سكب أدمعي..
قبل أن تجف عيناي من تلقاء نفسها وتجحظ بالبياض !!!
ها أنا أكتب إليك وما كنت سأكتب قبلاً حديث دار بيني وبينك !!
أو ربما كان "بيني وبيني" ...!!
فأنا كثيرة الهلوسة اعتدت أن أصدق خرافات عقلي المنهك بالتفكير والتحليل
بأنك تجيب ... بأنك تحدثني بنفس لغتي البسيطة التي يسخر منها العامة !!!

رسالة بلغة اليأس إليه :
وما اليأس إلا فشلاً ..!!
أعترف فشلت للمرأة الألف لست جادة في مشاريعي كلها !!
حتى مشاعري التي تأكدت مؤخرا أنها نزوات لا أكثر ..!!
الآن عرفت بأني كاذبة لست محقة في توسلاتي ..!!
ربما كنت كذلك ولكن بعد أن طال الرجاء ..
وعزت الإجابة أصبحت محبطة وتمكن اليأس مني !!
ليتك تجيب فقط لأعرف بأنك راضٍ عني أو بأنك قد عفوت !!
كلهم سعداء يمارسون الضحك صدقاً..!!
وأنا أمارسه أمامهم تمثيلاً حتى لا يشكون للحظة
أن صلتي قد انقطعت بك وأنني أصبحت ممن _ "نسوك فأنسيتهم أنفسهم"_ !!
أترى قمة البؤس الذي أورثته نفسي من كثر حزني أو خيبتي؟؟
أو حتى من كثر يأسي من نفسي ؟؟

رسالة منه لي :
قل يا عبادي اللذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله..
قالها عبد الإله إمام مسجد حينا !!!
فسقطت في أذني مباشرة بعد أن انتهى من أداء صلاة عصر هذا اليوم
كنت أبحث حينها عن جهاز تحليل السكر في أدراج خزائني ..
وبرغم الصخب المحيط بي قد سقطت رسالتك في أذني!!
فشعرت للحظة أني أفقد صوابي وأهيم مرة أخرى في تحليل أسرار الرسالة الثانية !!!
هل أرسلتها لأني يائسة حينها أم أنها لم تكن موجهة لي من الأساس ؟؟
لا أعرف فأنا أثق بأنك ترسل رسائلك على لسان عبادك الأتقياء فعبد الإله تقياً
يشع النور من وجهه ...
كثيرا ما كنت أراه أو أصادفه حين يدخل بيته المجاور لبيتنا..
كنت أغبط زوجته عليه فهو رجل كامل...
جمع الجمال الداخلي والخارجي معاً
فأصبح ملكا أوليست محظوظة تلك التي تزوجت "ملك" ؟؟؟

رسالة بلغة صامته إليه :
فقط إني أبكي ..!!

رسالة أخرى :
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. !!!

رسالة أخيرة :
اليوم لا أجد في صدري حاجة مما أتوتوا "هم" ..
فقط اقسم لي مما أعطيته لهم ..
وزدني علماً وألحقني بالصالحين ...



انتهى
بدور الشمراني

 

[سميراميس]

يااااه يا صديقة رسائلك مثقلة بالإستفهامات !
وَ لا عجب بعد أن يحل الغياب ضيفاً في غرف الفؤاد ..
لحرفك رنة موسيقية لا يتقن عزفها غيرك يا بدور الصُخب
و قد تقاطر الفكر معك ذات سحابة في مملكة الصخب قارئاً لك : )

 

[إبراهيم الشتوي]

إليه وحده اندلقت تلك السنابل وفي كل سنبله مئة دهشة ورعشة ..
كمية المشاعر أثقلت كاهل البريد يا بدور ..
مزيداً من الهطول .

 

[مي العتيبي]

أغبطك ..
هنا قرأت ..
ما يبعث داخلك مساحة " طمأنينه " ولو كانت على مضض ..
بدور : أتقنتي كل شيء ..
لن تنالي الا الرضا .. لأنه لا يـَظْلـِم .... لا يـَظْلـِم


شكرا ً تتبع ظلك ..

 

[بدور الشمراني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاميرام

يااااه يا صديقة رسائلك مثقلة بالإستفهامات !
وَ لا عجب بعد أن يحل الغياب ضيفاً في غرف الفؤاد ..
لحرفك رنة موسيقية لا يتقن عزفها غيرك يا بدور الصُخب
و قد تقاطر الفكر معك ذات سحابة في مملكة الصخب قارئاً لك : )

شرف لي أن يبلغ حرفي حدود إعجابك
وفخر لي أن تقرأني عيناك في كل مكان

شاميرام الرائعة
أهلاً بتواجدك الأول والأجمل ...

 

[بدور الشمراني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي

إليه وحده اندلقت تلك السنابل وفي كل سنبله مئة دهشة ورعشة ..
كمية المشاعر أثقلت كاهل البريد يا بدور ..
مزيداً من الهطول .

إبراهيم شاكرة لتواجدك

 

[حصه العامري]

.
.
صَدقيني .
أن البرقيات المديدة التِلقائية الآتية من سكك اللا لِقاءْ وأجفن المنامات المذنبة .
من دون حذفٍ وتكرار, وطباعة وتدقيق .
هي, هي تلك برقيات العُشاق المحمومة, وترسبات الماضي الجميل .

سأخبركِ وأنا متأكدة كم أحببتُ المكوث الصادق بين أسطر النداء الكثيف هنا يابدور .

 

[ظافر الهرمسي الهاجري]

بدور

تدون النبضات كالمساءات ..... زاخرة بالبريد المتخم ( بكل شيء )

رسائل ... وهي في الأصل قوافل و نوافل !

أتعبتني الإشارات فيها / فكدت أسقط من بساطها في الريح

شكرا ً يا بدور لهذا الجمال ....