(2)
الضبع تاباكي مُختبئ خلف أشجار السرو القريبة و حدث أن أحدث زمزمة ليلتفت عليه العميل القرد الأبيض و يعض شفتيه بإيحاء أنْ احترس
فقد يفتك بك الدب المستشار المرتكي على الشجرة ذاتها فهو لا يجيد إلاّ النوم وَ أكل " المفاطيح " و حينها لنْ تُمسي إلا " بسجن الحاير "
قطع الصمت و الترقب نحنحة ملك الغاب بعد أن بدأ يُتمتم : الكُل في مملكتي سواسية كأسنان المُشط لا فضل لأحد على أحد إلا بمقدار ما يأتي لنا بكمية من صيد ،
و بناء على وفرة صيد آل نمرود فأننا نحطيكم علماً أنَّ شُبل بن آيل آل نمرود تم تعيينه كرئيس أعلى لملاحقة المجرمين و العملاء و المناؤيين للمعارضين من مملكة الذئاب المجاورة حولنا ..
و كل من كان ذو علاقة بسلالة نمرود بن أسد فأنه مِنْ المبشريّن بقربي و عوني و الآن انصرفوا ..
الشيطان و قد تبدى بحلته ذاتها و أطلق قهقهته بصوت رج أعماق المواطنين من جمع حيوانات غابة أسد بن نمرود
إلا أنَّه حدث أن أخرسته البلهاء الزرافة : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشياطين و أن يحضرون .. سأدحرك أيها المدحور .. !
قهقه القرد العميل بشكل مستفز : قلت مسبقاً أنك مصابة بشيزوفيرينيا و لم يصدقني شيخي الغورلا العضو في مجلس الشورى
بل قال بورعه المعتاد أن هذه من سمات التقى أن يكون الحيوان حتمي بحياته ..
بإستعلاء حقرته الزرافة ... لتلتم حوله جموع الثعالب مستفسرة ..؟
أجابها القرد أن هذا الملك المستبد لا يُعنى إلا بأبناء قبيلته و سلالته ممن يظنون أنهم ذوي دماء زرقاء ...
و الحق أن نثور و نعمل مظاهرات لنحظى بإنتخابات نقرر على أثرها ملك عادل لهذه الغابة التي لا تمنح بركاتها إلا لـ السلالة النمرودية دون غيرها ...
باقيرا بعد أن قفز على الشجر و سمع حماس القرد العميل و هو يحدّث الثعالب ،
نزل عليه و جرح عينيه ليلقنه درساً : لا تتطاول على أسيادك يا قُرد ..
فنحن وحدّنا هذه الغابة و طردنا البشر أحفاد الديناصورات و أنت هنا تؤلب الحيوانات النمرودية علينا .. لتمت أيها الحقير الدميم الخلقة..
كاد أن يختنق القرد بعد أن نفذت الثعالب بجلدها و لم تساعد القرد بعد أن قطعت له الوعود بالوقوف لجانبه ..
القرد بإختناق يردد : يا سيدي أعدك أن نسقط عمك أسد بن نمرود كي تُحظى بحكم والدك لكن امنحني فرصة للعيش أرجوك ...
تبدى الشيطان لباقيرا " أعطه فرصة فهذا من سلالة عُرفت بالذكاء وَ الدهاء استفد منه و اقتله كما قتل أبو جعفر المنصور أبو مسلم الخراساني بعد أن استفاد منه في فتح خراسان .."
رفع مخالبه و قال : اتبعني يا قرد ...
تحسس القرد أثر المخالب وَ قال بغصّةٍ في نفسه " قايل أنا يا نفسي لا تبيعي البيض على سلاقينه " ..
من أعالي تلك الأشجار المزوّدة بأفخر الورق و بعد أن قرعوا الكؤوس نطق باقيرا في فقدٍ : بصحة خطتنا ، كأسك أيها القرد يا شبيه الإنسان هههه ...
القرد بإمتعاض و قد فقد تماماً : لو سمحت " طال عمرك " صداقتنا شيء و أنك تشبهني بالإنسان الحقير شيء آخر .. كما أن شيخي الغورلا أصدر فتوى
مؤخراً تحرّم تشبيه الحيوان بالإنسان ..
ضحك باقيرا بن نمرود : حتى و أنت ثمل تحذو فتاوى شيوخك هههه ـ رفع الكأس ـ نخب السماء إذاً ..
القرد بعد أن تذكر أمراً : آل ثعالب و آل ثيران و آل زراف أيضاً عملوا منك طوطم و تعبدوا بأسمك و تعمدوا عقائدك لإتقاء شرك فماذا أنت فاعل بهم بعد هذا ..؟
باقيرا بعد أن تباهى و رفع كأسه عالياً : طالما خلقوا من هيئتي طوطم لإتقاء الشر فلن أخيّب مسعاهم ،
طالما حدثتني جدتي رحمها الله عن أمها عن جدة أبيها عن قداسة الطوطم و كيف تخشاه الحيوانات ..
القرد بدهائه المعتاد : أيضاً في أطراف الغاب هنالك رجل من البشر بلحية كثة وَ صوت رخيم سمعتهم في القرية يتباركون به
يُدعى قس أو راهب و له معبد تجمع به جميلات البشر أزهار النرجس لتصفيفه فيْ معبده ..
حنق باقيرا وَ أعاد قبضة عنق القرد العميل ليتمتم بصوت مخنوق : هذا ما سمعته أيها الطوطم ...
باقيرا يزأر : سأفرّغ فيك جُل غضبي وَ حنقي ... قس بشري يغزو أطراف المملكة و لمْ تخبرنا إلا الآن أيها الوضيع
القرد : هكذا قال شيخي الغورلا ....
باقيرا : سحقاً لك و له ذلك البدين الأسمر صاحب اللحية المختلطة بالبياض ، سألحقه لعناتي طالما جُعلت رمزاً مقدساً في هذه الغابة ..
لنكمل الهرطقة يالهنوف وَ نغزل من الهراء فلسفة : ) .. احبتس