جلست في تلك الليلة استمع للهدوء ، وانظر لكل ما يحيط بي وأتذكر تلك السنين التي قضيتها من أجله ، ابتسمت وضحكت لحكاياتي ومن ثم انهرت في بكاء مرير ، وضرب لكل تلك الذكريات ، وبدأت بالصراخ لماذا ؟ ما الذي فعلته لكي اجني خيانته العظمة ... خيانة لحبي الطاهر .. وقلب لم يطلب منه شي ، لا اعرف كيف غفيت ونمت على الأرض بنفس الوضعية طيلة الليلة قد يكون هذا بسبب ما مررت به من حزن وألم .
استيقظت قبل بزوغ الشمس لأجد حالتي يرثى لها ، الأنف المحمر والعيون التعبة من كثر البكاء وخطوط الإرهاق رسمت على وجهي الملائكي ، ضحكت نعم كان يقول عن وجهي بأنه ملائكي ، بدأت يدي تتلمس هذا الوجه وتتسأل ما الذي ينقصه وتلمست موطن الحب والطيبة التي أدت لمأساتي ، وضعت يدي على قلبي فوجدته يتألم ويصرخ يرغب بأن يخرج ليخبر ذاك الحبيب بأنه أحبه بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى .
ماذا أفعل هل أقوم بالاتصال به أو اكتفي بإرسال رسالة تحكي له خيبة أملي ولكن هل هذا سيفي بالغرض هل سيحطمه كما فعل بي ؟
جلست لساعات أفكر كيف خدعت به ؟ كيف استطاع رسم البراءة المطلقة في أفعاله وهو خائن مستبد ..
هل كان يغازلها كما كان يغازلني ؟ هل أمسك بيدها وقبلها برقة وطلب منها العفو على أخطائه وتقصيره ؟هل نظر إلى عينيها وأخبرها بأنها سحرته ؟ هل أخبرها بأنه يحبها ؟ وهل .. وهل..
أسأل ليس له مبرر الآن فقط حصل ما حصل .. والمميت بأنه يأتي بكل تسلط ليخبرني بخيانته راجيا مني العفو كما كنت أفعل دائما عندما يغيب لعدة أشهر بحجة واهية وكنت بكل سذاجة أصدقه فأعفو عنه بل أحبه أكثر واشتاق له أكثر ..
(غبية ).. في هذه اللحظات فتح الباب لتدخل علي والدتي فتحتضني بدفء الأمومة وتهمس لي بأن علي أن أصلي الفجر .
ابتسمت لها ، وخرجت بصمت كأنها تعلم بما يجري لي من ألم ولكنها فضلت الصمت كم هي رائعة بصبرها فها هي مثال التضحية أحبت والدي بعمق وفي نهاية العمر ذهب تاركها لغيرها أصغر وأجمل وكما قال لها بأنه يريد أن يحيا حياة جديدة فالتغير مطلوب .. ومع هذا فها هي صمدت وقاومت وربت أطفالها وربتني إلى أن أصبحنا نعتمد على أنفسنا ونتحكم بقراراتنا وأن كانت خاطئة.. مثلما أخطأت أنا في قراري وفي اتباع قلبي .. قمت وتوضأت وصليت الفجر ورفعت يدي راجية من الله أن يهديني ويثبتني ( اللهم أجعل القرآن ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي ) .