• عندما يخلو المنزل من العاطفة تصبح الحياة فيه بالية ولا معنى لها ,كثير من الأسر لا تلتفت إلى أهمية إحياء العواطف وتجديدها خاصة بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين والأبناء وتلك مصيبة عظمى تشير بشكل صريح إلى سيطرة الفراغ العاطفي على أفراد العائلة , ذلك الوباء الفتاك الذي لا يؤمن شره .
•عدم تأمين الاحتياجات الروحية يجعل المرء عرضة للبحث عنها خارج إطار الأسرة وأخص بالذكر الفتيات اللاتي لا يجدن من يقف معهن ويوجّه عواطفهن الوجهة الصحيحة بل ولا يجدن من آبائهن وقريباتهن و أهلهن الا الصدود والإهمال مما يدفعهن للتفكير في سلوكيات عديدة أبرزها الهروب من المنزل والانصياع للنزوات بشراهة.
• أخبار عديدة تكشف لنا استغلال الذئاب البشرية للفتيات وتهديدهن إما بمكالمة هاتفية أو بمجموعة من الصور المختلفة ومقاطع الفيديو حيث تعيش الفتاة في هذه الحالة مابين هم الفضيحة والخوف من الأهل والأقارب والمجتمع وبين استغلال الذئب البشري حتى ينتهي الأمر بتدخل مباشر من إحدى الجهات المعنية والقصص التي تسردها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كافية للدلالة على ذلك .
• التأخر في معالجة العديد من القضايا الاجتماعية كالعنوسة والبطالة وغيرها من الأمور ترتبط بشعور الشباب والفتيات بالفراغ العاطفي فهي سبب رئيسي لميلهم إلى العلاقات المحرمة بعد أن أصبح الطريق إلى الحلال غير ممكن لأغلبهم لضيق اليد وصعوبة الظروف المعيشية ولغياب ثقافة إنعاش العواطف داخل محيط البيوت .
• الفراغ العاطفي عبارة يجب أن تلغى من قاموس المتزوجين, ما الفائدة من الزواج إذا لم يحقق الغاية منه؟ , أعني بذلك الشعور بالمودة والرحمة وهما عمودا البيت الزوجي. مؤشرات هذا الفراغ تعرفها الزوجة التي تتمتع بالفطنة فهي عندما تشعر بأنها بدأت تبحث عن الحب في مكان آخر تعيد التوازن لنفسها حتى لا يحدث ما يحمد عقباه .
• يمكن للرجل الأب أو الزوج أن يشبع زوجته أو ابنته عاطفيا بالكلمة والبسمة المشجعة والهمسة اللطيفة, فكلمات الإطراء ضرورية وإبداء الإعجاب كذلك, وذلك هو سلوك نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها روت لنا في العديد من الأحاديث موقف الرسول عليه الصلاة والسلام معها, وكيف أنه كان يشرب من الإناء الذي شربت منه ويضع فمه على نفس المكان الذي وضعت عليه فمها, رغم أنها حائض.
• بعض الرجال يرى أن إطلاق كلمات الحب لزوجته أو أبنائه ينقص من رجولته وبعضهم يعتقد أن الرجولة لا تعني إلا " الجلافة" و" ثقل الدم " العديد من الزوجات يحلمن بكلمة فيها من العطف والحنان ما يساعدهن على القيام بالوجبات المنزلية ومتطلبات الزوج والأبناء لكنهن لا يجدن ذلك , بعضهن يصبن بالقشعريرة وهول الصدمة عندما تسمع كلمة حب وحنان من زوجها فالجفاف هو اللغة الأسمى التي اعتادت عليها من حرمها المصون .
• اللهث خلف المسلسلات التركية العاصفة بالعواطف الجياشة والمناسبات العاطفية كعيد الحب وأعياد الزواج وغيرها دليل صريح على أن الفراغ العاطفي شبح فتاك يبث سمومه في المجتمع وهو أمر لابد من السعي إلى معالجته في كل بيت بل إن ذلك من مسئولية الهيئات والجمعيات العاملة في النشاط الاجتماعي .
• إن من مسئولية الرجل الزوج والأخ والأب هي أن يقوم بدوره في إنعاش العاطفة داخل أسرته بأساليب عدة كالهدايا وكلمات المديح والثناء وغيرها من الأساليب التي بإمكانها أن تكون خير وقاية لأفراد الأسرة من الوقوع في مصائد الرذيلة والعيش في الهموم التي لأحصر ولا نهاية لطعهما المر . إن العودة الى إحصائيات الجرائم الأسرية والقضايا الأخلاقية لا تقودنا في النهاية إلا لمسار واحد وهو أن العنصر المشترك في تصاعد هذه القضايا هو الفراغ العاطفي الذي أصبح شبحا فتاكا يهتك استقرار الأسر ويدخلها في متاهات الألم والأنين .
خارج الحدود
•الكلمات تصنع في النفوس مالا تصنعه السيوف, كن حذرا في انتقاء كلماتك فكلمة بسيطة كفيلة بسقوطك في الهاوية, البنية النفسية لكل شخص منا هشة جدا حيث تسحره كلمة الثناء وتفتنه النظرة وتقض مضجعه كلمة.
•الفكرة الجديدة تستحق الاحتفال والابتهاج حتى وان كانت مثيرة للجدل فقد تكون سببا لحل المصاعب والمشاكل المستعصية.
•تكفيك ساعة واحدة للتفكير في توجهاتك واختياراتك في سائر أمور الحياة حتى تقرر بعدها تعديل المسار والانطلاق للإمام بخطوات واثقة.اختر تلك الساعة قبل فوات الأوان حتى لا تقع في مصيدة الندم .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 12/3/1431