وللرمل غطسة عميقة فليعذرني العروضيون لتجاوزاتي
لم تعُدْ لي رغبةٌ في الانتظارِ
لم تعُدْ لي دمعةٌ للاحتضارِ
كُلَّما وجهّتُ وجهي عن حبيبي
وسوستْ روحي لعقلي بانكساري
يا أنا يا ألف أُنثى تحتويني
يا أنا يا مَنْ جعلتُ الحُبَّ ثاري
اسألوني عَنْ حبيبي .. اسألوني
إنّما لا تسألوني عَنْ قراري
اسألوني هل أنا مَنْ كُنْتُ قيداً ؟
أم أنا مَنْ كُنْتُ في قيدِ الحصار ؟
هل سقاني كُلّ قهرٍ عَنْ غباءٍ ؟
أم سقاني كي يُسلِّيهِ انهياري ؟
اسألوني .. واسألوني .. واسألوني
مَنْ أنا ما كُلُّ حُزني وانصهاري ؟
أذرفي يا دمعَ عيني واتركيني
واتركيهِ صاحبَ الفكرِ اليساري
غرّغرتْ في صدرهِ روحي وروحي
غرّغرتْ مِنْ صمتهِ والصمتُ جاري
ليتَ لي عَنْ مُجملِ الحُبِّ انصرافٌ
يا حبيباً لا يرى في الحُبِّ ناري
كُنْ مزاراً أيُّها القلبُ المُعنّى
كُنْ ( زِراراً ) في جلابيبِ النهارِ
كُلُّ شيءٍ لا يُمّنيني بشيءٍ
مِنْكَ مِنْ صمتٍ نفاني عَنْ مساري
لن ترى مثلي فتاةً في التّمني
في التّغني في التّجني في الدوار
في دهاليز الهوى في سرِّ حُبٍّ
في مواويلٍ سرت في كُلِّ دار
غنِّني حتَّى تغنِّي لي الطيورُ
وانتزعني مِنْ خماري مِنْ دثاري
كم تُمنّيني .. وكم قلبي تمنّى
كم وكم مِنْ قلبك القاسي أُجاري
يا وحيدَ الحُبِّ في حُبٍّ وحيدٍ
يا بخيلَ القولِ في وصف الجواري
يا سعيداً عندما تبقى بعيداً
يا كئيباً عندما تأتي لداري
لا تقُلْ لي أنّني عِشقٌ مُثيرٌ
أنّني بدرٌ مُنيرٌ في الديارِ
أنّني وردٌ أُرى في كُلِّ أرضٍ
أنّني أرضٌ حَوَتْ كُلّ الثمارِ
كُلَّما طبطبتَ قلبي في حِوارٍ
زاد قهري زاد غيضي في حِواري
فانهوى قلبي يُجاري كُلَّ قلبٍ
هكذا أمضي إلى ردِّ اعتباري !!
هكذا تمضي جروحي في انتقامٍ
هكذا ردِّي على كفِّ انشطاري
إنِّما والحقُّ حقٌّ يا حبيبي
لم نجدْ فيمنْ نُداري ما نُداري
عِشقنا أمراً قضاهُ الله فينا
ما لأمرِ اللهِ فينا مِنْ خَيارِ
فاتخذني في الأماني كنز حُبٍّ
واستعدني .. أو أعِدني في مداري
يا حبيبي ألف حُبٍّ لا يقيني
مِنكَ مِنْ حُبٍّ دعاني للشجارِ
إنْ أنا أمعنتُ في صدٍّ وهجرٍ
أو أنا أطفئتُ بالأحقادِ ناري
مَنْ أنا إن كُنتَ عَنْ قلبي بعيداً
يا أنا يا روحَ روحي واختياري