لا يستيقظ دفعة و احده ..
.
يفتح عينيه ، ثم يتأهب لحل لغز أطرافه التي تكورت على بعضها ، يمد يده تحت وسادته متحسسًا رنين منبه الجوال ..!!
ايقاف !!
يتنفس بعمق وَ ينشئ رسالة قصيرة ..
( نبضُكِ بخير ، وَ صباحي لك ذكرى ) !!
و ينتظر برهة لـ يتم تسليم ( شعوره ) ، و لا يتم !!
.
دقائق يقظة على السرير ..
فيقظة الأطراف وحدها ليست كفيلة ليقف على قلبه !!
نعم .. نواياه ( بيضاء ) لا تقف على جرثومة الأرض .. لذا لا يجد لها ( موطأ و لا وطنًا ) إلا قلبه ...!!
فمشاهد الحياة كملحمة يرتعد فيها قلبه / فلا يجد سبيلا للصمود إلا بالوقوف عليه !!
يغتسل بالماء حتى يزداد بياضه طُهرًا ، و يشعل قلبه بكثير من الأمنيات الباردة ..
فيبحث عن رفقته الصالحة ..!!!
رفقته مجموعة السكاكر تلك ، تضفي على مذاق القهوة المر كثيرًا من اللذة !!
يآآآآآآآآآآه .. كم يدين لهم .. بل إنهم قد فاقوا عطاء رفقته العاتية !!
.
يخطف النظر لعقرب الساعة الثامنة .. مازال متسع من الوقت ..
يجلب جريدة الصباح ..ليشتم رائحة شواء اللحوم في مهرجان صفحاتها الرياضية !!
و قبل أن يتبسم لكاريكاتير الصفحة الأخيرة ، يختنق بصفحة الحوادث في ذات الجريدة
فهي صفحة كفيلة بأن ( تسيل الدموع لتحرق صدعيه )!!
فيقدم النوايا : ( ليتني أملك و أعطيكم !! صحةً أو مالاً أو حتى ولد .. فالحب لا يرويهم دون عطاءٍ ملموس ) !!
يطّبِقُ الجريدة و يتكئ على راحة يديه ليسند قوامه و يستعين ياااااااااربْ !!
.
يااااااااارب
فما زالت طقوس الصباح تُجدد - في ذاكرته - ذكراها ، رغم أنه استخدم كل مضاد لينحر أيامها.. إلا أن ذاكرته أبت أن تستجيب !!
و ما زال يواظب على تلحين ذكراها مع كلخفقات الصباح ، لذا ما استطاع لنسيانها سبيلا !!
كان كلا منهما يهدهد الآخر ..
كان لها سند الحياة و ربح الأيام و مكسب دنياها !!
لمْ تكن له فاكهة مثيرة ، لم يرها نصف الفراولة الأملس ..
و لا غواية التوتْ المحمر ..
و لا عناقيد العنب الشهية ..
.
كانت تفاحته ..
آآآآآآه .. تفاحته التي أوصاه بها طبيب قلبه ..
تفاحته .. التي قطفها الله في موسمها !!
من أعلى غصنٍ في قلبه إلى تراب الأرض !!
.
في كل صباح يسلك طريقًا لذكراها ..
حبرًا ، جمرًا ، أو حتى خمرًا ...!!
كمعتوه ، دخل المتاهة فأصابه فزع ، فازدادت خطواته انفراجًا .. و نبضاته اضطرابًا ...!!
باحثا عن فتيل شعلتيهما ..
....................... التي كادت أن تطفئها فاجعة ( ضمورها ) !!
حتى إذا وجدها .. بين زوايا الحنين و مناجاة القدر ..
أيقظ على ضوئها .. شيئا من الذكرى بحبر الأمنيات الصادقة !!
.................................................. ...... البيضاء !!
.................................................. ...... الخالصة !!
.................................................. ...... المنتظرة !!
فيكتب لروحها :
صباحك تفاح .. يتخبط بي الأمل .. و يقيني أنك بخير
لذا لمْ أسأل الله أن يردك لهم .. فقد تولى الوقت أمرهم
لكنني أسأله أن ياخذني إليك .. فلن يتولى أمري إلا هو ....!!