خواطر من حرِّ نارِ الهوى تغلو
-
(1- 2)- عيدي يوم ألقاك
*
العيدُ هو ....
أن أصحوَّ من نومي على حنينِ صوتٍ يأتيني من جانب ِعشقكِ الأيمن ،
وأن أغمس رأس أشواقي بدفءِ صدرِكِ ،
وأن تغنيني من الأشعارِ ما رقَّ فتُطربي لي أذن سمعي واستمتاعي ،
وأفيقُ فأجدُني ....
طفلاً قد جَرَحَتْ خدَّهُ عَبرُةُ الفقد ،
وأوجَعَتْ صدرَهُ أنَّةُ الوجد ،
وأصبح كما أمسي مُكتئباً لا يعرفُ غيرَ أغنيةٍ واحدة تقول ؛
" اشتقتُ إليك فعلِّمني ألَّا أشتاق "
-
العيدُ هو ....
أن أفتح عيوني علي نور وجهك،
وأن أتعوَّدُ عليكِ لتصبحي عادتي اليومية ،
فأفيقُ وأجدُني ،
طفلاً باكياً يبحثُ عن أمِّه ،
ويطوفُ بأركان بيتِ الهوى علَّه يلقاها ،
ويُبعثِرُ أثاث داخِلهِ ويُفتِّشُ عنها في كلِّ مكان ،
ويسألُ هذه وتلك ويعودُ ليس كما راح باللهفةِ والشوقِ فحسب ؛
وإنما بحنِّةِ هائمٍ ،
وضجرٍ يهتكُ كلَّ أثوابِ صبرِه،
وأصابعٍ كادت تُمزِّقُ جبين فِكْرِه ،
والتي تجرُّهُ جرَّاً لمعاودةِ البحثِ ،
ومعاودة السؤال ،
ومعاودة وضعِ الافتراضات ،
علَّها تخرجُ لهُ من بين أحلامِ يقظته ،
أو تأتيه لتمسح عنه وحشة الفراق وتمسح فوق صدره ،
وتقرأ على رأسهِ المعوذتين وتعيدُ إليه السكون والسكن والسكينة.
-
العيدُ هو....
أن أرتدي جديد غَزَلي ،
وأتعطَّرُ بأنفاسكِ وأصبغُ وجهي بحُمرة الخجلِ ،
وأتزيَّنُ بكِ أمام الجميع ،
وأحاولُ بكافةِ الطُرقِ إظهار ذاتي ،
علَّني أكونُ على المستوي ،
فأفوزُ منكِ بنظرةِ أعجابٍ أو بسمةٍ ولو مُجامله ،
فــــ ....
تخذُلني كلماتي ،
وأبقي دون المُستوي ،
ودون النظر ،
ولا يشفعُ لي عشقي ولا عطوري ،
ويشمتُ بي الجميع ،وأموتُ من فرطِ محبَّتي ورجائي.
-
العيدُ هو ....
أن اُحنِّي شفاهي بترنيمةِ اسمك ،
وأُحلِّي أوقاتي بترديد حرفك ،
وأملأُ جيوب روحي بحلوي ودَّك ،
واُزيَّنُ ضلوع صدري برسوم عشقك ،
وأذوبُ وجداً حينما اسمعُ همسك ،
وأرشُّ على قلبي كريز هواك ،
واُحضِّرُه ليكون كعكة تقضميها على حين ودٍّ ولهفة ،
وأعودُ كـــ....
غريبٍ امتطي ظُلمة الليلِ ،
أشكو برد النوى وحُمَّى الشكِّ ،
خاويةً جيوب روحي ،
مخنوقةً شفاهي ،
وليس معي سوى تنهيدةٌ تحترق ،
وقلبي مفطورٌ من هولِ الموقف.
-
العيدُ هو ....
أن أتمادي في تزيين ذاتي ،
واقفُ طويلاً أمام مرآةِ عينيكِ ،
وأُبدِّلُ أثوابي بدفئك ،
ورابطةُ عُنقي بغِيرَتك ،
وأطرُقُ أبواب الحنين ،
وأستجدي صوت المحبَّة ،
وأرتجي منك الوسيلة ،
وأبتغي لديكِ الفضيلة ،
فلا ....
البابُ يفتحُ لي ،
ولا حتى يُنادي مَن خلف الباب أن اذهب ولا تعد
فأظلُّ واقفاً كمسكينٍ على بابِك الموصد ،
ومخنوقاً برباط الصدِّ ،
ومؤمِّلاً عليكِ ، ورافعاً كفَّ لهفتي ،
ومُستنداً على ما بيني وبينكِ ،
فتباغِتُني انكسارةٌ وعَبْرَه ،
وتجرَّني يدُ الخذلانِ ،
ونظرةُ اليُتمِ بعيني ،
وغصَّةُ القلبِ ؛
لأعود من حيثما جئت ،
وتجعَلُكِ هُناك ساكنةٌ حيثُ شئتِ وارتضيتِ .
-
العيدُ هو ....
أن أُمنِّيَّ نفسي بلقاء ،
وبرقصةِ على أثير هواكِ ،
وورقةِ شوقٍ تسطُرُها أناملكِ لحروف شفاهي ،
ومشاكَسَةٍ تُعانقي بها سحابات قلبي ،
فــ
يصعقني جليدُ الانتظار ،
ويعلو صوتُ النشاز ،
وتُرعبُني نظراتُ الامتعاض،
وأبقي عاشقاً حنَّ لأىِّ شيء ولم ينل أي شيء
-
العيدُ هو ....
أن ألتقيكِ على حينِ لا انتظار،
وأُمرِّرُ بصري ليخترق بؤبؤ العينين ،
وأُغازلكُ على مذهبي ،
فأهيمُ على وجهِ عشقي ،
وأسافرُ في دُنياكِ أنتِ ،
فأفقتُ من قبل ما أقف ،
ووجدتني ....
مفلوقةً رأسي من حرِّ الهجر،
وتائهاً في صحراء النوى ،
ولاعقاً غبار السراب ،
وكعابري السبيل أقضمُ خبز التمنِّي على حينِ انتظار ؛
وعلى أمل الرجوع.
-
العيدُ هو ....
هو أن أُعلنَ للجميعِ أنَّكِ أنتِ حبيبتي ،
وأنَّكِ مثلي تماماً تُبادليني الغرام ،
وأنَّني أنا جميعُ ما ترغبين ،
وأنت جميعُ ما أرغب ،
وأنَّك جوابُ سؤالي ،
وسؤالُكِ جوابهُ أنا ،
وأنَّني الوحيدُ صاحب الحقَّ في ؛
وضعِ أحمرِ الشفاهِ لكِ بشفاهي ،
وأنَّك الوحيدةُ الراقصةُ على وتر شعوري ،
وأفيقُ من كُلِّ هذا علي لألقي ....
أنَّ جميعً ما رأيتُ وتمنَّيت ليس إلاَّ
أضغاثُ أحلامٍ من فرطِ حُبِّي ورغبتي فيكِ.
-
العيدُ هو....
أن أسموَّ بكِ فوق مستوي الذات ،
وأجعلكِ المُفضلة لى من بين جميعِ الخلائق والعادات ،
وأرسمك بلونك المُفضَّل على زجاجِ قلبي ،
وأنقشُ ألوان حُبَّكِ على جدرانِ روحي ،
وأرجعُ من هذا وأجدنى ....
مخنوقاً بالعادات ،
ومحبوساً بالذات ،
ومجروحاً بزجاجِ القلبِ ،
وقتيلاً من أثرِ سقوط جدار روحي .
-
فيا من لا يأتي العيدُ عندي إلاَّ بعدما يتجلَّى هلالها على سمائي ،
ويا من بضحكتها تورق دُنيا يومي ،
وتدنو منِّي الفرحة ،
يا من جمَّعت شمل طموحاتي ،
وشملتِ جميع رغباتي ،
عودي ....
فعيدي يوم ألقاكِ
*
عمُّوري
2009