وَقَفْتْ عَلَىْ بَابٍ صَنَعْوُهـْ مِنْ خَشَبْ الشَجّرْ لِتَرْوُيَ قِصَةْ المَطَرّ لِضَوُءْ القَمَرْ:
قَبْلَ أعْوَآمٍ إِنْقَطَعَ المَطَرّ عَنْ قَوُمٍ عَاشُوْا عُمْقَ الصَحْرَاءْ فَتَوَجَهُوْا نَحْوَ العَرَآءْ وَعَزَمُوْا عَلَىْ أَدَاءِ صَلاَةْ الإِسْتِسْقَاءْ لَعْلَ رَبُ السَمَاءِ يُغْيِثَ أَرْضَهُمْ الجَدّبَاءْ ،وَكَانَ بِرِفْقَتِهُمْ شَاعِرْ فَمَنَعُهُ النَاسَ مِنْ صَلاَةْ المَشَاعِرْ خَوُفَاً مِنْ المَخَاطِرْ ، قَالَوُا أَنْتَ فِيْنَا عِرّبْيدْ وَصَلاَتَكَ نَحُوَ الله لاَتُفْيِدْ وَأَنْتَ عَآشْقُ النِسَاءُ الشَدّيْدّ إِرْحَلْ بَعْيدْ ، فَعَادَ بِقَدَمَيِهْ وَتَرْتَعِدُ مِنْ الحُزْنَ شَفَتيْه وَالدَمْعُ يَشْتَعِلُ فْي عَيْنَيِهْ مُحَاوِلاً تَكْذيْبَ أُذُنَيِةْ ، فَشَاهَدَهـُ الأَطْفَالَ وَهْوَ رّثْ الحَالْ كَأَنَهُ رَجُلاً عَبَرَ كَوُمَةِ أَهْوَالْ بَيْنَ سِلْسِلَةْ جِبَالْ ، فَقَالَ يَاأَطْفَالْ بَعُضُ الرِجَالْ تَهُزُ عَرْشَ أَفْئِدَتُهُمْ أَقْوَالْ ،لَقْدْ خَذَلَنْي قَوُمْي حِيْنَ رَدَّدَّتْ النِسَاءُ شِعْرِي ، مَاذَنْبُ قَلْبْيَ حِيْنَ غَنّتْ فَتَاتِي عَلَىْ لِسَانْي قِصَةُ حُبْي زَعَمُوْا أَنَ دَعْوَتْي مَعَهُمْ سَتَحْجُبُ فَضّلَ رَبْي ،حِيْنَ يَفْرُغُ قَوْمْي مِنْ صَلاَتَهُمْ وَتَنْتَهِي دَعَوَاتَهُمْ ،إِجّمَعُوْا لِيْ غَنَمِي وَإِجّتَمِعُوْا أَمَامَ خِيَامِي ، فَمَآ أَنْ عَادَ قَوُمَهُ تَوَجّهَتْ أَنْظَارَهُمْ لِعَالِيَ السَمَاءْ ، فَإِذَا هِيَ عَلَىْ حَالِهَا فِيْ غَايَةُ الصَفَاءْ،فَأَنْطَلَقَ الأَطْفَالَ يَجْمَعْوُنَ لَهُ الأَغْنَامْ أَمَامْ الخِيَامْ فَوَقَفَ أَمَامَهُمْ وَنَظّمَ صُفُوْفَهُمْ ثُمَ كَبَرَ كَإِمَامْ وَتَلَى الدَعَوَاتْ وَالأَطْفَالَ خَلْفَهُ يُطْلِقْوُنْ الضَحِكَاتْ ، فَأَطَآلَ فِيْ الصَلاَةْ فَأَهْتَزّتْ لِدَعَوَاتِهْ السَمَوُاتْ ، حَتَىْ وَقَعَتْ عَلَى كَفِهِ القَطَرَاتْ فَسَجَدَ لِرَبّ النَبَاتَاتْ لَقَدْ أَغَاثَهَا الله بِالخَيْرَاتْ وَأَبْدَلَ الغِمّةَ بِغَيْمَةْ ،حِيْنَ سَقَطّ المَطّرْ كَذَّبَهُمْ الله بِقَوُلِهِمْ لَهْ : إِنْ صَلاَتَكَ لاَتُفِيْد يَاعِرّبْيدْ , وَكَانْ الله لِعَبِيْدهـْ خَيْرَ مُجّيْبْ.
لِمَآ يَاضَوْء القَمَرْ لاَنُتْقِنَ النَظَرْ وَنُسْيءَ لِلِبَشَرْ ؟
فَهَبَطَ القَمَرْ فِيْ عَيْنَيِهَا وَحِيْنَ إِتّسَعَ النُوْرَ مِنْ بَيِنَ يَدَيِهَا هَمَسَ فِيْ أُذُنَيِهَا :
قَبْلَ قُرُوْنٍ مَدِيْدَةْ كَانَتْ حَوُلَ الكَعْبَة أَصْنَامٌ عَدّيْدَةْ،فَبَعَثَ الله لَهَا رَحْمَةَ سَلاَمْ فِيْ هَيْئَةَ إِنْسَانْ [اللَهُمَ صَلِيْ وَسَلِمْ عَلَىْ عَبْدِكَ وَنَبْيِكَ مُحَمْد] فَخَذَلوُهـْ وَأمْتَطّوُا دَرّبْ الشَيِطَانْ .
خَلاَ بِـهِ يَوُمَاً أَشْجّعَ الشُجّعَانْ يُقَالَ لَهُ رِكَانَهْ قَوُياً بِنَانَهْ ، فَنَادَى أَمَامَهُ أَنْ تَعَالْ أَيِهُا الشَجَّرْ فَأَجَآبَهُ وَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَأَخْر ،فَهَرَبَ رِكَانَهْ وَكَفَرَ فَقَالَ لِقَوُمِهْ : فَتَىَ قُرَيِشٍ أَجَادَ السِحّرْ .
قَالَ تَعَالَى كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
تَـتَسَآئَلِينَ لِمَا البَشَرَ لاَيُتّقِنَ النَظّرْ ؟!
لِكُلِ قِصَةٍ عِنْوَانْ .. وَالقُرْآنْ مَدّخَلْ لِكُلِ إِنْسَانْ فَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يَهْبِطَ إِلاَ عَلَىْ أَجّمَلَ إِنْسَانْ إِفْتَحِيْ نَافِذَتُكِ نَحْوَ القَمْر وَتَذَكَرْي كَلاَمُ الله ., هُوَ السَلاَمُ مِنْ كُلَ ظَلاَمْ وَفْيِهْ لَذَّةٌ لِقُلُوْبْ البَشَرْ ..
فَهْلْ مِنْ مُعْتَبِرْ !؟,
وَقَبْلَ بِزُوْغّ الفَجّرْ وَدَعَهَا القَمَرْ عَلَىْ عَجَّلْ وَرَحَلْ .....
فَنَادَتْ مِنْ خِلاَلَ نَافِذَتُهَا بِصَوُتِهَا
يـَـاأَهْلَ الحَيْ !
يـَـاأَهْلَ الحَيْ !
يـَـاأَهْلَ الحَيْ !
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كَفَــاكُمَ غـَّـيْ ..
..