أوليفر الموظّف المتقاعد من حديقة حيوان سان دييغو فمنذ عام 1972م في نفس العام شعر بوحشيّة جنسه في ذلك العام لم يشاهد المها العربيّ في بيئته! قضي عليه مما حدا بمسؤولي البلاد التي تحتضن بيئة ذلك الحيوان الأليف لطلب المساعدة من تلك الحديقة التي كانت تحتفظ في سجونها عددا من ذلك الحيوان ليتمّ إعادة توطينها ربّما ليصطادها أبناؤهم بالمستقبل القريب!
اعتاد على السفر للغابات ليشاهد الحيوانات على طبيعتها واكتسب شيئا من طبيعة الغابات الفطريّة بشكلٍ جعله يبدو كالساذج والمعتوه بالنسبة لطبيعته البشريّة المتحضّرة المكتظّة بالإسمنت! كان دائما يصف نفسه بساعي البريد كان يوهم نفسه _ربّما لم يكن واهما على كلّ حال_ بأنّه ساعي يوصل رسائل الحيوانات الأليفة والموجودة بالحديقة لأقربائهم في بلدانهم!
سافر إلى سيبيريا ليرى النمر السيبيري وليوصل رسالة استلمها من نمرٍ حبيس في سان دييغو,تحمّل البرد القارس هناك وحرص على تدفئة الرسالة أكثر من جسده! كان يصل إلى أماكن متهوّر من يأتيها برفقة عقله!! كان يصوّر النمور ويوصل الرسائل من بعيد لكنّه شاهد نمرا شعر بأنّه لم يتعرّف على رسالته وبكلّ سذاجة همّ بالإقتراب منه أكثر فأكثر ليسأله عن اسمه كان وهمه متسلّطا أكثر من البرد القارس حوله ليجد نفسه فجأة أمام نمر ضخمٍ مفترس! عادت عادته البشريّة ليهمّ بالهرب !!
ويقول لنفسه :"ماأغباني!"
ويزيد على ذلك :" كيف وصلت إلى هنا وبقدمي؟"
انقضّ عليه النمر تذكّر حياته وأناسه الساخرين وغير الساخرين وتمنّى لو يكون مثلهم قاسيا متعجرفا كما وصفهم فقط ليكون في موضع أمانٍ ولتذهب المخلوقات إلى الجحيم! , حاول أن يتظاهر بالموت لكن الموت فزع وهرب على مايبدو! , أحسّ بحرارة جوف النمر تنبعث من فمه وكم أفزعه خياله الذي صوّر قبره الأخير في جوف النمر الدافئ !
انتظر وانتظر لازال البرد قارسا ولازالت الحياة تنبض في داخله وبعدها أصيب بالإغماء من هول الفزع وبعد مدّة عادت إليه الحياة تأمّل حوله رأى النمر من بعيد وبعد نظرة أخيرة رحل بعيدا وإلى الأبد
عاد إلى بلاده لم يستوعب ذلك إلا على مكتب بيته تذكّر النمر الصغير الذي اعتنى به قبل سنين!!
حكى ماحدث لأصحابه ولم يحكي إلا الجانب البشريّ من القصّة نمرٌ همّ بأكله لكنّه تركه ورحل ! وغير ذلك من أمور يفهمها البشر وحدهم لكنّ الجانب الآخر من القصّة ظلّ حبيس ذاكرته إلا من أقرب أقربائه
تساءل عن هول الحروب التي ابتلعت سعاة البريد الأبرياء بواسطة أخيه الإنسان لم يحترم الإنسان قانون السلام الفطريّ ساعي البريد محايد ساعي الوريد هو وريد يصل بين قلبين!
مات وبقي سؤالٌ عالقٌ في مخيّلته
هل تركه النمر احتراما لذلك القانون أم عرفانا بالجميل؟؟
لكنّه كتب في مذكّراته جملة تقول:"للحيوانات لغة قد نفهمها في يومٍ ما"