من يحميهم في مكة المكرمة؟

[شيخه الجابري]

.
.
.

لن يكونا جاسم وريم آخر الأطفال الذين يُفقدون في مكة المكرمة،كما لن تكون الحسرة التي تعتمل في قلب الوالدين آخر حسرة ستحل وتنزل في قلب أم وأب على مر الأيام،فالناس لاينقطعون عن أداء العبادات،كما لاينقطعون أو يتأخرون عن اصطحاب أطفالهم الصغار إلى هناك،وهذا هو الخطأ الأول في المشكلة الأخيرة هذه.

جاسم وريم طفلين قطريين في عمر الورد فُقدوا في مكة المكرمة وهم بصحبة والدتهم أثناء تأديتها للصلاة،ومنذ 8 أيام والبحث مازال جاريا عن الطفلين ولكن لا أثر لهما.
اليوم شاهدت صورهما تتناقلها وكالات الأنباء ولو أعرف تقنية إرفاق الصور لوضعتها لكم هنا،لكن أختكم كل الذي تعرفه من هذا العالم تنسيق موضوع وتسجيل خروج فقط.

شاهدت جاسم وريم ومنذ أن وقع بصري عليهما ودمعتي ما وقّفت ودعائي لم ينقطع بأن يجمعهما الله تعالى مع والديهما ،وأشقائهما وعائلتهما الكريمة،وأن يجبر الله تعالى وهو العظيم الجبار كسر الأم التي تعاني ما تعاني جراء فقد فلذتي كبدها،يا الله إن كان هذا حالي وأنا لا أعرفهم فكيف بحال الوالدين،أكاد لا أصدق ما شاهدت صورهما وهما داخل الحرم المكي الشريف،ثم اختفائهما في ذات المكان.

ترى من المسئول عن فقدان الأطفال هناك؟وكيف يضيع طفلين في أعمارهما يبدو أنهما يعرفان التمييز بين أهلهم وغير الأهل؟هل هناك أفراد منظمون يمتهنون سرقة الأطفال مثلا نسبة إلى أن هذا الحادث ليس الأول؟ ،وربما لن يكون الأخير فنحن نشاهد ونسمع عن الكثير من هذه القضايا عندما نزور الحرم الشريف،وكم شاهدنا أطفالا يبكون،وينتحبون،في المرة الأخيرة التي كنتها هناك قبل شهور وجدت طفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات تائهة عند صلاة الظهر في الحرم،بكيت لحالها ،أخذتها بيدي وبحثنا معها أنا وشقيقتي عن أمها وسط المئات من النساء ولم نجدها،وكيف نجدها في ذاك الوضع،وكان اليوم جمعة ولكم أن تتخيلوا المشهد في الحرم المكي في ذاك الوقت،وبعد أن فشلنا في الوصول إلى أمها اصطحبناها إلى الشرطي عند إحدى البوابات واستودعناها الله لأننا كنّا على سفر ولا أدري هل التقت أمها أم لا؟

هؤلاء الصغار لمَ يتم اصطحابهم إلى أماكن مزدحمة بعشرات ،لا بل بمئات الألوف من البشر؟ ألا يجب على وسائل الإعلام أن تقوم بحملة توعية للأسر بأن لاتصطحب الأبناء وهم لم يبلغوا الحلم بعد في العمرة والحج نظرا لما يشكله ذلك من خطر على حياتهم.؟

إن كانت الحكومات اليوم تدرس تخفيض أعداد الحجاج هذا العام بسبب مرض الخنازير اللي صدعوا روسنا به ،من باب أولى والحج هو الركن الأعظم أن لايُقلّص عدد الحجيج ولكن أن يُمنع سفر الأطفال إلى هناك وهم صغار مهما كانت الظروف،فإن كانت الأسرة غير قادرة على فهم هذا الأمر وحماية أطفالها ، فإن على الحكومات أن تتخذ قرارا مثل هذا،ذلك أن الطفل لايعرف بعد ما تداعيات ما سيحدث له،وهو لايستطيع حماية نفسه أمام أي عدوان،أو هجوم،كما أنه لايستطيع التمييز في سني عمره الأولى ،لذا تجب حمايته وفق كل المواثيق والمعايير والقوانين والدساتير الدولية.

موضوع جاسم وريم خطير جدا،هو ينم عن أشياء كثيرة،ويطرح من الأسئلة ما يُعجزنا عن الإجابة ،طفلان بريئان يُفقدان من أمام بصر أمهما وهما يؤديان الصلاة في مكة المكرمة، يا الله ما هذا الذي يحدث؟
يارب ،يارب البيت العتيق ،سلمهما لوالديهما،وأعدهما إليهما سالمين غانمين يارب العالمين، ووفّق اللهم السلطات المختصة بالبحث عنهما في الوصول إليهما فهما طفلان صغيران لاحول لهما ولاقوة ،اللهمّ ارعاهم بعينك التي لا تنام .. واحفظهم بحفظك ياخير الحافظين , ياذا الجلال والإكرام ..اللهمّ يامن رددت يوسف ليعقوب .. عليهما السلام .. ردّهم لأمهم ولأهليهم سالمين .. اللهم ردّهم لأمهم .. وقرّ عينها .. وعين والدهم برؤياهم يا أرحم الراحمين ..
اللهمّ آآمين ’’