لنريق دم الورق ...
نذبح ألف قصيدة قرباناً لضريح وزر النوايا ..
نكتب على تابوت الاحتمالات آخر أمنية تمنيننا أن لا تتحقق ...!
تلك التي أودعها شيخ القرية بصندوق البياض الذي لا يشبه إلا قلبكِ ..!
أكتبي بمذكراتكِ الصغيرة ...
هذا الشرقي غير قابل للكسر ...
وإن حاولتم تحطيم ساق خاطرة بسيوفكم الصدئة ..!
دوني خلف تلك الصورة تاريخ إفصاحك بهطول غيثه بأرضكِ . ..!
أرسمي بجدران الضياء تقاسيم وجهه ..
ولا تتوقفي عن الغناء ..!
***
كم مسار إليكِ ..؟
وقدماي متعثرة برهبة المسافات ..
أ آتيكِ تاركاً أجنحة اللهفة تعبث بها رياح الحيرة..!
ربما يجب أن انتعل وجه الصمت كي تنطق بي جوارحكِ الخرساء حتى الآن ..!
***
كل الأشياء حولي ...
تمارس صخب الوجود إلا أنتِ ...!
يتأرجح بداخلي طفل يتيم في تقاسيم ضحكته لعنات العزلة ..!
سيكبر يوماً ليدرك بأن كل أوراق الخريف تعلن لمرايا الرحيل ويلات النهايات ...!
حينها لن ينمو ربيع قلبكِ فالفصول الأربعة تموت دفعة واحدة في عيون الضرير ..!
***
لا تبكي ...
فالبكاء مشهد للضعفاء ...
كأنه استمطار للشفقة من قلوب مزجت بنهر القسوة ...
تجري دمعاتكِ كقافلة يحترق آخرها بنحيب أولها والحصاد نزف أوردتكِ ...!
ستسمع نبضاتكِ صهيل أحقادهم .. وقع خطواتهم بحثاً عن عقد انكساركِ ...!
فلا تمنحي قطّاع السعادة قلائد روحكِ ...!
***
كأنه أنا ...
لون الغربة الشاحب ...
صوت القلق المسجون وراء قضبان الفقد ...!
يملأ أفق الكتابة بسحب التساؤلات المبتورة فلا يرتد إلا صدى الجدب ..!
أعلم تماماً أنه يشبهني هذا الحبر كدمٍ مسفوك على أرصفة الإفصاح بالخيبة ..!
قطراته توحي بأن وراء ضجيج السكون جريمة موشومة بالكتمان ..
كان القاتل فيها مجهول الإنسانية ..
والمقتول يقال : أنه أنا ..!؟
***
كأنه أنا ...
هذا المساء الداكن ..
أجمع بجيوب معطفي نجوم الأمنيات ..
لأنثرها بعيد ميلادك الممتد لجذور الفرح ...
لتكوني أنثى الضوء والحكايات العتيقة التي ما زالت تهديكِ أنا ..!
أ رأيتِ كل الاتجاهات مبتورة لم يبق إلا طريق واحد يعيدنا لوطن البوح ..
حيث كنّا نلهو باللغة على قارعة السطور ...!
كم كنتِ طائشة لدرجة الفوضى العالقة بي الآن ...!
وكم كنتُ بكِ مبتهجاً ...؟
ولكن ..!!
هل ترين الظلال ...؟
كيف تتلاشى بأوقات الغروب ..؟
هذا الظل يا سيدتي ذابلٌ أرهقه غيابكِ كأنه أنا ...!!
بتاريخ : 21/ 7/1430هـ
الساعة السادسة مساءً