هل تعرفُ ما معنى عدل ؟
فإن كنتَ تعرفُ . . فلا تذهبْ أبداً . .
لكتابةِ العدل . .
فستلعنُ من كذبَ عليكَ . .
في بادئ الأمرِ . . بمعنى عدلْ !
ثم بعد تقديرٍ و تفكير . .
ستستغفرُ . . وكأي رجلٍ عاقلٍ . .
ستكتبُ المعنى الجديدَ . .
للعدلِ . .
وفي المرجعِ ستخُطُّ . .
كِتابةُ العدلْ !
هل رأيتَ كيف ازدحمَ الموظفونَ . .
بعد أن جعلوا من المطبخ ِ . . مكتباً لهم ؟
هل رأيتَ كيف كنتَ تمشي في رهبةٍ . .
وترقبٍ خشيةَ أن تقابلَ . .
امرأةَ الدارِ . .
تلك المرأة التي ترتدي جلاّبيةً غامقة الألوان . .
و رائحةُ البخورِ تفوحُ منها . . ولُبانةً تمطِقها . . وأساورٌ مصطكة . .
وتصرخُ ولدها : ( الله يخزيك . .
قمْ صلْ جعلك الضربة اللي تضربكْ ! )
هل رأيتَ كيفَ يمكنُ أن يقال على جماعةٍ من الرجال . .
قَطِيع خِرافْ ؟
إن شذَّ واحدٌ منهم . .
برفعِ صوتِه . . حرقةً لحَقِه . . وإنتصاراً لإنتظارهِ الطويل . .
قامَ الراعي بضربهِ بالنظام . . ضربةً واحدة . .
فسلبَ مِنهُ يومهُ . . كشربةِ ماءٍ !
هل رأيتَ رجالَ الكنيسة في كتابةِ العدل ؟
أولئكَ الذين أعادوا حقبةَ القرون الوسطى . . للقرنِ العشرين . .
بشماغ ٍ و ثوبٍ قصيرٍ . . وشيءٍ من بخورٍ . .
وعود . . ولهجةٍ عربيّة !
هل رأيتَ كيفَ يخرجُ الشيخُ بأمرهِ ويُغادرُ قبل انتهاءِ الدوامْ ؟
أليس يُعذرُ . . إذ اختاروا لهُ . .غرفةَ الأحلامِ . .
مكتباً له !
هل رأيتَ كيفَ يسوطُكَ الموظفُ . .
بكلِّ شئٍ . . ويستفزّكَ بأي شئِ . . فلا يردَ حتى السلامْ ؟
هل رأيتَ كيفَ اجتازكَ من كان خلفكَ . .
وكأنهُ ما أتى . . وكأنكَ . .
لم تكنْ واقفاً هناك !
هل رأيتَ أنّكَ مخطئ إذ ظلمتَ نفسكَ طويلاً . .
فلم تعرفْ كيفَ يُكتَبْ العدل . .
بلغةِ كِتابةِ العدل !
أحمد الحريث