تَهَتَّكتْ ذَرائِعُ الخَفق نافِقَة وتَبَشَّرَ الطَريقُ بـ حَدٍّ أثيمْ
واللُّغَة مَوبوءَة انقَطَع جَريَانُها على شَفتيّْ
حتّى استَظلّ السَّقفُ بـ تَقشُّرٍ ملؤه دَخانْ
سَماءْ
تَحمِلُ الآهةَ زُرْقَة غُروبْ مَطليُّ بـ نَجوى إرْتحالْ
صاحَ بِها الغَدرُ زَمنا ً كَوَّمَ العِظامْ رُفاتا ً
ليأتيَ المَوتُ جَميلا ً يؤدِّ وَسْوَسَة الأخذْ بلا حُرْقَة
ويَضيعُ الجَسَدُ غَريبا ً في أرْضٍ مُنتَحِبَة ثَوتَ بـ أمراضِ الخَوف قاتِمَة
لتُنحَر الخَطيئَة على رَصيفٍ فَقيرْ نَكصَ عَنهُ الخَيرْ
جَهَشَ المَطرُ عُريَّ أضلع باتَ الخَرابُ حَليفها
فـ سَقَطتْ الحَبّاتُ كـ دَمعْ بَلّلَ الدَمَ بـ سَوادْ
ورَفرَفتِ السًّحبُ شاهِقَة الارْتفاعْ تَنقُشُ بلاءَ البَعثَرةْ
تَزَمُّتْ رُكوعْ
غائرٌ حُسنُ بَقاءِه طينَ الأديمْ
كَواهُ الضّوءْ ذاتَ عَتمَة فأبتْ الخُيوط أنْ تَرسِمَ لَهُ مَلامِحْ
سَجَدتِ الشّوارِعُ مُكتَحلَة بـ صَفيرْ إحتِضارْ تَثملُ نافِرَة عَين الوَقعْ
وسِجنُ الذّاتِ قاحِلٌ سَرْمَديّة اللاطَريقْ
عَمَشٌ يَقتربُ مِنْ نافِذَة القَلبْ
ووَخزٌ يَدقُّ بابَ الأنا بـ افْتِعالْ
لـ يَبقى الرَجمُ يَغزو الجُثمانَ صِفَة حَياه
أمسَكَ شَوكَ الزَّمنْ كـ تَغذيَة لـ فناءه
حينَ لاحَ الصَوتُ يَنقَطعُ أنينْ
ماءْ
لا طَعمَ لـ ترياقٍ يُدثّرُه بـ ارتواءْ
بلا لَونٍ يَمضيْ , يَزفرْ , يِْشْهَقُ يَباسا ً
تَلومُه الارضْ وتُحدٌُّقُ السّماءُ في لُبّ قَدَره
ليَشْربَ نَخبَ التَقوقُعِ على قَبرْ
ويُشعل شَمعة البؤسْ في مِدرارِ الجَوَى النازِفْ
امَّحى الرّشْفُ مِنْ قِنّينَة الخُلودْ
فـ انقَطعَ يَسكُبُ بَقاياه في هَجَعة هُدوءْ قاتِلَة
ألقَت بـ فِكْرِه مَناطِقَ التّيه
وتَبعثَرَ الماءُ دُونَه
وَهَربَت البِحارْ
إلى مَوطِنٍ غُيِّبَ فيه الحُضورْ
بِذْرَة البَقاءْ
حَواهُ الضّبابُ الأبيَضْ ..يُداعِبُ إلتفاتَه لـ العَناءْ
يَربتُ على كَتفه الغُرابْ ويَنعق أمدَ صَمته
هَزيلةٌ أمامَه الدُّنيا
أنهاهَا بـ قَلمِ كَسيرْ لَحظة رَميِه خَلفَ الشّمسْ
وأردفَ بـ أطرافِ الوَرقْ يَكتُبْ إرْتفاعَه
بجنون يَتطايرُ مِنْ حَوله
وَهذيان يَلتفُّ على عُنِقِه
فـ بَلَغَ النِداءْ بـ نُقطَة رَجاءْ
وتَقَشَّعَ المَضمونُ بعزاءْ ذي غَلَبه
صَوت السّرابِ إنِ اسْتَقامَ صَمتا ً
بُحَّة
سادرٌ في صَميمِ العَمَى
لم يَحنْ لَهُ الجُلوسْ بـ ارْتياحْ
ولم تُزجهِ الحُروفْ ما دامَ الخَفقُ يَتضاربْ هَوسا ً بلا سُكونْ
سأمرُّ على الأضْرِحَة ملوّحا ً بـ وشاحِ ِ القُربْ
أرسُم بَسْمَة المَوت بخدرٍ على الرّوحْ
وأتناسَى مَوطنا ً سَكنتُه ذاتَ يومْ فـ أثقَل سُروريَ بـ خطابِ بُعدْ
ولَن تَتَحرّكَ الشّفاه ثانيَة .....!
بلا صَوتٍ إنتهى ..!