مَسكُونَة نَوَافِذ أحلاَمِي
بِالآف الأشبَاح
الَّتِي تَسكُن عُتمَة الرُّوح
وَتُلقِي بِي فِي غَيَاهِب الخَوف
فَمَا زَالَت أوجَاعِي
تُمطِر خَرِيفاً عَقِيما
مِن السَّعَادَة فِي دَمِي
يُسَافِر بِرُوحِي كُلّ مَسَاء
إلَى مُدِن الأحزَان / ألأشبَاح
أيّ فَرَاغ قَاتِم هَذَا
يَحتَوي رُوحِي وَأنفَاسِي ....
لكَ أنْ تَعلَم ..
أنَّنِي لا زِلْت..
امرَأة عَلَى قَيد أوجَاعِي
مَا بَين الخَوف وَالرَّجَاء
ألْف عِبَارَة ( تَرفَّق بِقَلبِي )
يَا أنْتَ
أتَدرِي مَن أنَا..؟!
أَنَا الأمَل الضَّائِع
فِي سَمَاء الأحزَان
الحُب الذِي خَثُرَت دِمَاءُه
عَلَى شُطآن الغَدر وَالخِيانَة
أنَا رُوح أتِيَةٌ مِن زَمَن بَعِيد
رَاحِلَة بَلا رِحلَة أو عُنوَان
بَين أحلاَم مَمنُوعَة مِن الصَّرف
وَأُخرَى طُوِيَتْ فِي ثَنَايَا الحِرمَان
أُصِيبَت بِفُقدَان الهَوِيَّة كَـ أَنَا
تَشتَد عُتمَة الرُّوح بَرداً وَظَلاَما
يَلُفُّنِي بِوِشَاح مِن الجُمُود
يَا أَنتَ
مَا زِلْت أذبَح كُلّ لَيْلَة
الحُلُم فِي زَمَن رَدِيء
يَأبَى لِـ أحلاَمِي أَن تَكُون
يَا أَنتَ
مَا زِلت فِي المِقعَد المُوَاجِه لِلغِياب
أُرَتِّب الفُوضَى فِي كَيَانِي
أُحصِى الْلَحَظَات المُمِيتَة وَهِي تَمُرأمَامِي
فِي مَوكِب الْلَيْل الحَزِين
بَارِدَة هِي الْلَيَالِي مِن دُونُك
أرتَشِف الحُزن شَرَاباً مُرّ المَذَاق
يَسرِي فِي أوصَالِي سُمٌ يَقتِلُنِي بِبُطء
مَا زِلت أبحَث عَنك بَين ثَنَايَا الحُلُم المَوْؤُد
رَبَمَا أَجِد رُفَاتِي مَعَك فَأنتَشِلُنِي
مِن بَرَاثِن أوجَاعِي الَّتِي تَفتَرِسُنِي كُلِّي
يَا أَنتَ
مَا زِلْت أتَدَثَّر بِدُمُوعِي وَأسبَح فِي نَهر أحزَانِي
أَنتَ الحُلُم السَّاكِن فِيّ
القَابِع بَين حَنَايَا الرُّوح
أنتّ طِفلِي الذِي لَم يُولَد بَعد
قَصِيدَتِي الَّتِي لَم أكتُبُهَا
أنشُودَة حُلُم ضَائِع
فِي صَحرَاء التِّيه وَالحِرمَان
يَا أَنتَ
دَعنِي أسكُن أهدَابَك
أغفُو فِي دُمُوعِك
أسكُن كُلّ تَفَاصِيلِك
أصبِح كُلّ أوطَانِك
أصبِح نَافِذَة الحُلُم لَك
دَعنِي
أصرَخ
أصرَخ
أصرَخ
فَمَا زَال الحُلُم بَعِيداً بَعِيداً
وَالجَرح يَمتَلِكُنِي
وَلَم يَبقَ فِي نَهر الفَرَح
إِلاَّ بَعض الطِّين وَبَعض الصَّخر
لَم يَبقَ إلاَّ جَفَافٌ سَكَن الرُّوح
وَالجَفَاف لاَ يُبقِي ولاَ يَذَر
دَعنِي أنظُر فِي عَينَيكَ
فَمَا زَال بِهِم مُتَّسعاً لـ، الحُلُم
مَا زِلت أتَنَفَّس بَعضاً مِنك
حِينَمَا يَزُور الرَّبِيع مَلاَمِحك
حِينَمَا يُمطِر الشِّتَاء مِن ثَغرِك
قُبُلاَت شِتوِيَّة تُدَفِّئُنِي بِك
دَعنِي كِي أكُون أنَا أنتَ
فَأوجَاعِي أثقَلَتنِي
وَأنت لاَ زِلت تَمتَلِكُنِي
إِيمَان السَّعِيد