العربية نت
بدأ في السنوات الاخيرة ظهور نوع جديد من الزواج في السعودية يدعى "زواج الوناسة"، وتتلخص فكرته بحسب أحد المأوذنيين الشرعيين بارتباط رجل كبير في السن بامرأة في كامل صحتها ونشاطها لتعتني به، بشرط تنازلها عن حقها في المعاشرة الزوجية، غير أنها تتمتع بكامل حقوقها الأخرى، مثل المهر والإنفاق والسكن، إضافة إلى "المعاملة الحسنة" التي يستوجبها أي عقد نكاح.
ويعتبر هذا النوع من الزواج أحد الانماط من الارتباط التي باتت معروفة في السعودية وتثير جدلا بين مؤيد ومعارض لها مثل زواج المسيار، الزواج الموسمي " المصياف" ، وزواج "المحارم".
وعزا كثير من خبراء الاجتماعيين وعلماء الدين ظــهور تلك الأنماط من الزواج إلى تغير نمط الحياة، واختلاف الظروف المعـــيشية، إضافة إلى زيادة نسبة الطلاق والعنوسة في السعودية بشكل مثير للقلق لدى كثيرين، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية الأحد 15-6-2008.
ودان المأذون أحمد العبي الممارسات الخاطئة التي تحصل تحت مسمى زواج المسيار، على رغم أنه "حلال" بقرار من هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي، وقال: "إنه زواج عادي مكتمل الشروط من دون إقامة عرس، ما لم يحمل غرراً، أي من دون استغلال الرجل للمرأة وتركها بعد مدة قصيرة لأسباب تافهة"، ولا يرى في تنازل المرأة أو الرجل عن بعض حقوقهما في "المسيـــار"، مثل السكن والزيارات في أوقات معينة، سبباً لتحريمه، لأن ذلك يتم بموافقتهما.
ويؤكد أن المسيار "يعالج ظـــروفاً موقتة، مثل انشغال المرأة بالدراسة، وعدم قدرتها على الاعتناء بمنزل الزوجية، إضافة إلى وجود مطلقات أو أرامل لديهن أطفال لا يستطيعون تركهم للزواج من رجل آخر، وبذلك تحدد له المرأة مواعـــيد لزيارتها، لافتاً إلى أن المسيار عــادة ينـتهي بإنجاب الطفل الأول، فيتحول إلى زواج "عادي".
واعتبر المعبي أن الزواج الذي يتم بنية طلاق "تشوبه الحرمة"، مشيراً إلى أن الزواج الموسمي (المصياف) يعتبر "متعة جسدية بغطاء شرعي"، وذلك عندما يتزوج الرجل بفتاة لمدة معينة عند سفره في الصيف أو في مواسم أخرى.
ويعرف المعبي زواج "الإنجاب"، بقوله إنه يتحدد "عندما لا تقدر المرأة على معاشرة الرجل، بسبب ظروف مرضية أو معيشية معينة، لكنها في الوقت نفسه تريد ممارسة حقها في الإنجاب، فيتم عقد القران واستخدام التلقيح الاصطناعي"، مشيراً إلى حرمة التلقيح الاصطناعي من دون أن يكونا متزوجين، لكنه يتم باتفاق بين الطرفين، الأمر الذي يجعله حلالاً، في مقابل مبلغ من المال تدفعه المرأة للرجل.
وعن زواج "المحارم"، أوضح المعـبي أنه يحصل عندما تريد الفتاة السفر للدراسة في الخارج، وتحتاج بذلك مَحْرِماً للسفر معه"، مضـــيفا أنها "تتزوج لهذا الغرض من دون أن تكون بينهــــما علاقة شرعية، في مقــابل مبلغ من المال"، وحـــذر من أن هـذا الزواج "تعتــريه الحرمة إذا كان محدداً بفترة زمنية".
وأكد المعبي أن زواج "الفريند" يعتبر زواجاً عادياً، بشرط أن لا يكون مــــحدداً بفتــــرة زمنية معينة، موضحا أنهذا النوع من الزواج منتشر بين شريحة الطلاب والطالبات في الخارج، الذين تربطهم علاقة عاطفية بعضهم ببعض ولا يريدون أن " يقعوا في الحرام".