للمَوتِ
طعمٌ ورائحةٌ ووجود
تشعرُ بِه وهو يَقتربُ
لا يختار الا إياك
وأنتَ وكَأنكَ تنْتظُره
تبذلُ كلَ أشياءك
قوتُك ..تنتهي
روحُك تُقهر
ونفسُك تتشتتُ
وجسدُك لا يقوى على أنْ يتحملَ ثقلَ قلبك المثقوبِ مراراً
تفردُ ذراعيك له
تقول له:
كنتُ أنتظرك .. تَأخرت !!
وكأنه يريدُ أن يجعلَ التقاؤكما مميز
يحتضنُك لزمنٍ
طويلْ .. طويلْ
يسكنُ كلَ أشياءك
يصاحبُك لــ عمرٍ قادم
وكُلما رأى الحياةَ تصافِحُك
قطعَ أحدَ أصابعك .. لــ تختفي
ويُخجلك منـ يدِك ـها
ويهمسُ لك:
كان أصبعا زائدا
ويأخذك لـ مساحاتٍ أضيق
تختنقُ فيها
وتَبحثُ عن أحدٍ تتمسكُ به
ولا تجد إلا غيره
مازال القريبَ مِنك
يحتضنُك هذه المرة بقوةٍ أكبر
يعتصرُ جسدَك .. قلبَك
ويَلمسُ روحَك كـ صقيع الشتاء
لتشعرَ أنكَ تموتُ لمراتٍ أخرى تتجدد .. تتكاثر .. تكبر
لتنزوي أنتَ في حضنِه
وتقولُ لَه بهدوءِ من فقدَ كلَ قوةٍ كانت لديه:
كم أنتَ وفي
لا تُغادر أبداً
وتبقى رغم كلِ شئ
ومازلت قادراً على منحي الاحتضان
هكذا وبهدوءٍ تستسلمُ له
ليكون رفيقَك .. أصابعَك .. فرحَك .. وحضورَك
وأنت تنزوي داخلَه
.
.
الموت
زائرٌ يَختارُ مَواسِمَ الفرحْ
ليُزهر زنابقَ سوداءاً تليقُ للاحتواءِ .. بهِ
تنبتُ بنا / فينا
تكبرُ .. تَتبَرعمُ
لــ تََتفتحُ
زنبقةٌ سوداءْ
كئيبةٌ كـ حزن
نادرةٌ كـ فرح
تحتَوينا كزوايا الانكسارِ بِنا
نتشبَعُ بها .. نَنزَوي داخِلَها
يمنحُ لونُها خواتيمَ أحْلامِنا
تكبرُ .. ونكبرُ داخلها
نتَوهَمُ أن الحلمَ يكبُرُ بنا .. لنا
نصحو على اختناقٍ يتسللُ إلينا
أوراقُها الكبيرة مسافاتُ عُمرٍ أسْود
يحتضننا كــ قبر
رحيم .. رحيم
يَخافُ حَقيقةُ الفِراق كــ حقيقة فِراقِهم
يتشَبعُ بنا كـ حُلم سكنَ مساحاتَ العمرِ
ننَزوي داخلها
الالتِفافُ يَزدادُ كـ رَقصة جُنونٍ
تنتهي بـ سقوطٍ مؤكدٍ
.
.
لم يتغير
مازال يُخيفني
يتسللُ إلي من حيثُ لا أراهُ
يرسلهُ حلمُ وهمٍ
ويُحيه فرحٌ كَاذب
وينعشُه غدرُ رُوح
لم يتغير
مازال يلملمُ الفرحَ وينثرَه للريحِ في لحظةِ فجرٍ
يتلبسُ الصدقَ ويَستمرءُ الوفاءَ ويداهمُ الودَ
ويهمسُ لي:
لقاؤنا ســ يطول !!
لم يتغير
مازال كلما هَممتُ بــ..نصفِ ابتسامة
دسَ نصفَها الثاني عني في جُيوبِه
وأهداني شِفاه تَرسمُها ابتسامةٌ:
الجَفافُ ألوانُها
لم يتغير
مازال يَحتفي بي أكثرُ الجميعِ
ويفي بوعودِه
ولا يخلف مَواعيدَه معي
ويأتي لي وَحده
كـــ..فرح فقدَ غلالتَهُ البيضاءَ في لحظةِ مَطر
فتلونت بــ..السَوادِ
كذباً
لم يتغير
مازال مؤلمٌ
جداً