.".
كَمْ مِن رِسالةٍ رَتَّبتُها فِي صندوقكِ
كم مِنَ العمرِ قَضيتُ فِي حُجرتكِ , وَ الزمنُ من خَلفِي لا يُسعفُ الروحَ سِوى بِكتمانِ البوحِ , مَا حزنتُ عَلى المتكئينَ على أرصفةِ الانتظَارِ دُونَ أنْ أحْزنَ عَلى طَائرٍ ضَمَّ عُمرهُ فِي مَصيرِ الشتَاء , لأكتبَ لكِ عنٍ طَقسٍ وَ رَائحةِ الليمُون وَ مُلامسةِ الخَريف وَ تَقلُبَّاتِ الورق وَ ثَنيةٍ كَبيرةٍ مِن المَساء , كُلُّ ذلكَ أفتقدُكِ يَا زهرةً أمامَ بُستانِي وَ لمْ أمِسَّ بكِ سِوى جَريانِ المَاء وَ أنا ذَاكَ العَاجِزُ عن كِتابةِ اسمكِ فِي أماكنِ الصَيف , ثُمَّ إنني بحثتُ عن قَلبكِ النَابض بِالأنين خَشيةً أنْ يَنسابَ إلى أُذني , أيتُها المرأة : قدْ عبثَ الشتَاء فِي أحداقِي وَ لمْ أتأمَّل النظرَ إليكِ جَيِّداً , ثُمَّ مِن الشيءِ مَسستُ لَيلكِ لأطربَ مَثلاً بِصوتكِ وَ لأغدُو بكِ كَأمنيةٍ تَلوذُ من قَلبي كَحمامةٍ هديلُها أنتِ , ألمْ تَصِل إليكِ رَسائلِي عندَ الظَهيرة ؟! , ألمْ أسحب مِن جَيبكِ وَقتَ الشوق حتَّى أشتريَ بهِ طَوقاً لِعُنقكِ ؟!