شق فجرك ظلامي وانجلت عتمتي

[عبدالناصر السديري]

لكل نص شعري من وجهه نظري هاله تحيط بالنص سوا كان ركيك أو جميل ولـ كل هاله لونها الخاص, تستطيع أن تتخيل من محتوى القصيدة لون هالته. وهنا أقحم نفسي في تخيل هاله نص الحجري( شق فجرك ظلامي وانجلت عتمتي ) أجدها هالة ناصعة البياض شديدة السطوع تحيط بـ النص وتشي بتفرده و اختلافه وطرحة المغاير بلا شك ..
. يأخذنا حمود إلى عمق بعيد وجديد من أعماق القصيدة وهو ( السرد الشعري ) لا شك في أن الموروث التاريخي الكبير والقديم لشعر سوا كان شعرا فصيح او نبط الذي يمتد منذ العصور الجاهلية يشكل عبء على الشاعر وعليه أن يتخلص من الرتابة والتكرار , علية أن يجد ويطور أدواته الخاصة في الابتكار والتخيل كي يقول ما قيل بأسلوب جديد وملفت دون أن يبتعد عن الشعر في مفهومه الشامل .. نجد أن حمود يبحر بنا بـ لغه راقية جميلة أخاذة و تراكيب جديدة وعذبة غير مسبوقة ولا مطروقة
وهناك جوانب أخرى جميلة في نصه إلا ان السرد الشعري هو ما دعاني للكتابة ربما لأنة عمق يـ طرقة القيل و يجيده القلة من طارقيه .. التداخل الحذق بين السرد والشعر حيث أن النص لم يتبنى عناصر السرد الكاملة ( الزمن والمكان و المنظور الشخصيات , الأحداث) ولكن نجدها على شكل خيوط متقطعه في النص وذلك لـ الطبيعة الشعرية لـ النص التي لم تتح له التصاعد مع هذه العناصر بل أنحصر على ان يكون موحي الى حكاية ما, تارك للقاري الحذق تخيل الحكاية وهذا ما يسمي بـ السرد الخيالي .. قصيدة الحجري تأخذ شكلا أخر لـ السرد وهو السرد الحكائي الذي يتضح ملامحه في مقاطع كثيرة من نصه مثل ( الشخصيات ) حيث أشار حمود الى شخصيات بعينها في نصه مثال ( الى ع .ح , الى جمعه سعيد .. معلم القرآن .. أمي... الخ ) كذلك للمكان حضوره الكبيرة في اغلب مقاطع النص المتمثل في الحارة و سكيكها و مزارعها وفي بعض المواقع يحددها بـ الإسم(انتي الظاهر
بيوت وناس
رحتي انتي
راحت الظاهر
) وهي قرية جميلة في ولاية بدية .. كذلك نجد بناء النص على طريقه الروايه الحدثية في فصول مرقمه تارك بعدها القاري ان يأخذ النص الشعري بخياله الى الأبعد الأبعد من السرد وان يجمع كل هذه المقاطع والحكايات في ذهنه لتتشكل القصه القصيدة ولا نغفل الطريقة الأختزالية الجميلة جدا لسرد حمود الشعري في اغلب المقاطع . ما اجده غائب من عناصر السرد هو الزمن الذي يظهر في خلفية النص بعد ان تتشكل قصه النص في ذهن القاري على انها القرية من عين الشاعر السارد بشخوصها وأمكنتها وإحداثها في ازمنه منفصلة لكنها ليست بعيدة عن بعضها البعض ليتشكل المدى الزماني للقصه الشعرية الحديث يطول بي في هذه الكيبوردية السريعة التي لن تفي بالنص حقة أخيرا أعتذر من أستاذي حمود وشكرا