الشِعر حمّال أوجه , ولأنه كذلك فهو يحاكي وعيّ القارئ ومدى عمق فكره وثقافته .
فلنأخذ جانب على باب المثال البسيط والمتواضع :
تخيّل معي أنك تنظر لصورة , حسناً الصورة ثابته لن تغيّر فيها شيء .
التغيير الحقيقي هو العنصر غير الثابت والمتغيّر ماأعنيه تماماً هو أنت وأنا وهو وهي .
إذ أننا نقول : الصورة صوّرت وأنتهى الأمر , ولكن الحديث عن قرأتك للصورة وتأويل مافيها بحسب رؤاك ووعيك .
تختلف العقليات وتتفاوت , وتختلف النفسيات , وتختلف التجارب والمكتسبات الحياتية التي داخل كل شخص , وتختلف الثقافات والدرجات العلميّة , وباإختلافها يكمن السر الحقيقي مابين قراءة هذا وذاك , إلا ماكان واضحاً جداً ولايحتاج للتأمل والجهد الذهني الذي من خلاله نستشف مدى رحابة الفكر من ضيق إتساعها .
تماماً وكمالاً نربط هذا المثال المتواضع بالشعر .
.
.
وعليه نقول أيضاً : النص الشعري هو الصورة الواضحة للمتذوق عن الشاعر لاأعني مايخص [ شخص ] الشاعر لأني أجد هذا الربط ليس جيّداً , ببساطة لأن الشاعر يتمقص الشخصيات في أحايين كثيرة وغالباً يكون دوره إيصال رسالة , ولكنني أقول قصيدتك هي الصورة التي يرى من خلالها المتذوق مدى جمال مقدرتك الشعريّة أو قبحها .
حاول أن يكون إنطباع المتذوق أو القارئ عن هذه الصورة جميلاً لن أقول لكي يُسر بذلك ولكني سأقول لأنك تحب أن تكون بصورة حسنة أمام نفسك قبل غيرك .
.
.
رؤية شخصيّه [ سعيد موسى ]