قرأتُ هذا الشتاء من زمن ..
ولكن أحببت أن أكون فيه الآن .. فضلاً عن أي وقتِ أخر ..
وجدتكِ هنا يا بثينة زاهية الحرف ، والفكر معا ..
ممتعة في أسلوبكِ النثري ..
فقد حمل طابع السلاسة الذي أحبه
أحب الشتاء لأنه يشبهني، تصفعه الريح
يتجول فوق المقابر والتلال، يراود نوافذ العوائل في الأعياد
لربما ما أتى بعد جملة ( أحب الشتاء لأنه يُشبهني ..)
كان مبرراً لمدى التشابه بينكما ..
ووضع جملة ( تصفعه الريح ) في نفس السطر مع جملة ( أحب الشتاء .. )
أعطى المعنى قلقاً في نفس القارىء .. ولكن هذا القلق ، هو ما يجذب القارىء لأن يكمل ما يأتي فيما بعد
فما أجملها حينما أتت ( أحب الشتاء لأنه يشبهني، تصفعه الريح )
يهز شعور الحب لوهلة.. ليختبره!
وحيد، غريب، لكنه ينثر من المعنى مالا غنى عنه..
ساخر جدا.. يرحل دون وداع؛ بشكل يصدم البعض الذي يعتبره من المسلمات..
ذو كبرياء شديد لا يقتل إلا نفسه..
لا يرتدي إلا معطفا مبتسما، ثقيلا ليخفي كل الثلوج..
كم أحبه.. قد يكون هو الوحيد من الفصول الذي يستطيع ان يفهمني..
ولأنه يُشبهكِ .. كان الوصف دقيقاً ،
متمازجاً مع الحب الذي يتوافق مع وجهات الغيم والمطر ،
وجميلٌ أن أتيتِ بمفردات شتوية كـ ( المعطف ، والثلوج ) ..
قلبي متعب..
هناك شلل غريب ينتاب اطرافه..
أقف ولا أستطيع رؤيتي..
من أنا؟
ماهي تفاصيل وجهي؟ جسدي؟ قلبي؟ روحي؟ لا أعرف!
هناك نوع من التقلص ينتاب عضلاتي
و آخر يغمر أوردتي..
الشعور؟ غدا كذبة!
من أنا من جديد؟؟
حمامة؟ أرنب؟ مهرج؟
شلال كبير يقطعني عن البشرية..
بدأ الإضطراب في النفس الكتابه ..
حالة من التيه ، الذي سببها مدى التمازج مع الشتاء ،
وما يفعله بنا ..
لا يهم..
..
..
وهنا آتى الإستدراك الذي لابد منه ..
فكان الحب :
لأني أحب الشتاء..
لكني لم أعرف بأن الحب مميت إلا الآن..
بثينة .. أفتقدكِ