"
سننشد معَكـ حزن الأكواز يا عبدالعزيز
سنؤذن في الذاكرة بصوت العيد، ونرتب خلاخل بنتٍ تجيء قبل الأضاحي بطعنتها الخالدة.
لك وللقلة الهائلة.. سلام الشعر يا حارس الأرصفة..
:
إن التقاطع بين العمود والتفاعيل لدى أغلب الشعراء يأتي وليد رغبة تطوير الشكل الفني للقصيدة، أو للتحدي الذي يؤمّن به الكاتب شخصيته الخلاقة الابتكارية شكلاً على حساب المضمون. ونحن أمام النوايا الشكلية لن ننبهر بعمل كهذا طالما جاء وليد رغبة غير ذاتية. تفرغ الشاعر / الكاتب بواسطتها لإنتاج مادةٍ شعرية تطورت هيئتها لتعاكس شكل البناء الطبيعي الكلاسيكي للنص المتوارث لا لأكثر من ذلك. أما هنا فنحن نتوقف أمام نص يحمل تقاطعات الأصوات الشعرية التي أنجبته على صيغته النهائية دون تدخل مسبقٍ من الشاعر، ذلك أن الذاكرة (وهي أساس الفكرة) جاءت تجذب ما فيها وما عليها من أوقات وعلاقات، وانثالت تفاصيل الزمن ومحطاته كيفما شاءت لا كيفما أراد الشاعر، وهذا ما يجعل عبدالعزيز العميري في كذبة القمح هذي مبتعد أيما ابتعادٍ عن نية صنع الشكل وتطوير بناه الخارجية أو الداخلية، وذلك أننا من البدء وحتى الخاتمة عشنا مخنوقي الانفاس ونحن ننقل حناجرنا من مقطوعةٍ لأخرى أثناء القراءة، وما هذا التماسك والتراص إلا وليد توحد الشاعر بذاكرته القديمة أولاً، ولانشغاله ثانياً بتطويع لحظة الكتابة كلاقطٍ ومستخلصٍ لكل شاردة وواردة.. وتسخير اللحظة لشرح الفكرة لا من أجل تأسيس بنائها الشكلي المغاير.
"
أهلاً بك في أبعاد أيها المسجون في طين الحارة، ونخل الذاكرة
.