قوارير من ورق.. وضمير في معلبات
(1)
لـ.. الذاكرة نزف بحلاوة المرارة..
نتذوقها في فنجان من القهوة
هكذا..
تتحرر الأعضاء فينا.. دون مقاومة
ربما.. لترتّب أبجديات الحركة، رغم العوم قسراً..
وسط أمواج من صخب..
أو ربما.. بسبب شعلة من لهب..
ينضج به التفكير أحياناً.. أو قد يحترق..
في أحايين أخرى.
(2)
الصغيرة..
تجهل أن لـ.. الحمام..وظائف أخرى..
غير سقوط الماء.. من فم " الدش"!.
لا يهم مصدر الخرير!
المهم.. ما بعد حين.
(3)
المشاجرات الودّية.. في مرحلة نعومة الأظافر..
تصبح ذكريات لزجة.. لا تجف!
إذ الذاكرة تتغني بها.. أنشودة البراءة
واللحن.. طيف في عنق الأيام..
يعج بالضحك
ويتكلل بالابتسامة.. على الدوام
وتمضي الأعوام.
والمحطة ذكريات.. تُشعل فتيلها الأقلام.
(4)
قد يكون الغناء والطرب.. وسيلة للبوح
المشاعر فيها.. تلعب الدور الأهم
والأهم هو.. الحالة المزاجية..
أما اليوم.. فالنظرية تطورت..
حتى بلغ المزاج.. شباك التذاكر
وإن كنتَ لا تملك الوقت.. فعليك النظر إلى قنوات التلفزة..
لتحصد المزيد.. من أكياس المزاج.. المعبأة في بلاستيك!
أراه وقد " لطّخَ " القلب بلون العمى..
فـ بالرغم من أن العين تبصره..
من خلال بلور يحتفظ بالطاقة والكهرباء
في صندوق متحرك!... لكنه ثابت في مكانه
تتحكم به.. نقرة أصبع واحدة فقط.
(5)
الخالة آمنة.. تجيد حياكة العقل
فهي أنبل من كومة مجانين.. يقفون في طابور الجمعية
يتزلفون دائماً.. للحصول على المزيد.. من التموين
دون مراعاة.. إلى مبدأ الحصص
بينما الحق - كما يتفوهون به - أن يأتيهم التموين
- قدر الحاجة أو يزيد-.. بـ..المجان،
ولكن! السارقون.. يمارسون الأنظمة
أما صناعة الطوابير فهي.. لـ..
المجانين فقط!.
(6)
قد يرفض أحدهم.. الصوم في غير رمضان
إلا من: اثنين وخميس وعاشورة ويوم الوقوف بعرفة و..
عند عدم القدرة على الزواج! هذا المشروع الضخم.. ولكن!..
هل هو بائة أم آفة؟ لا أدري!
من يعلم.. عليه أن يخبرني.. حتى لا أموت جوعاً
لأن.. أيامنا على مداد السنة.. بحاجة إلى صوم مكثف
أما.. علاقة الرحمة والمودة بين الشريكين..
باتت معدومة غالباً.. وبالتالي..
أضحى الهدف من العفاف.. نزوة
يا الله.. هذا الهدف.. أخذ يرحل مع الغروب
يبقى المساء.. حبل غسيل.. طووووويل
على سطوح الذاكرة
حينئذ.. لا نستطيع أن نفعل شيئاً
ربما نحسن فقط.. تشبيك الأصابع
كما فعلت الصغيرة..
إذ رفعت قدميها على حائط بجوار السرير..
ليس للاسترخاء أنما..
لمد الحائط بحرارة الجسد الملتهب بـ.. الذاكرة
وعند تفريغ الذاكرة / الحرارة.. تشعر الصغيرة برعشة برد!
فتقرر مستسلمة.. أن تندس وحيدة.. تحت الغطاء
لـ.. تواجه مع الشروق.. يوم آخر
بنفس حالة.. مزاجية الذاكرة المجهدة و..
مرارة.. لا تشبه مرارة القهوة!.
(7)
السن الذهبي لدى الخالة آمنة.. لا يخفي عيباً
ربما كان إرثاً.. يضفي على الجمال.. وشاحاً
لـ.. لمعة مؤقتة أو لـ.. دمعة دائمة تذكّرها بـ.. السن المخلوع
ربما كانت ريشة الذاكرة تبحث عن مصدر آخر.. تموّل به..
حبر النضارة.. ولكن!..
هو الغبار الذي.. عدم للرؤية عافيتها
وأخذ يلتف.. حول قناديل صغيرة.. لا تستطيع الطيران!
يبقى السن الذهبي واضح المعالم.. حتى إشعار لم يحين موعده بعد!
ربما حضر في أيام زيارة الضباب إلى الأرض
أو قد يكون الإعلان.. وسط دخان المجالس
أو في عطش.. رصّع ذيل الغيوم.. بـ الملوحة!
لـ.. يتساقط فوق أرصفة.. تسكنها العتمة!، ويضيئها..
سن الخالة آمنة الذهبي.
(8)
قشعرة الجسد..
ليست بالضرورة شكوى.. من برد الطقس
قد يكون مناخ الأُنس.. حافي القدمين
وقد يشتد ظلام المساء.. كلما غاب قمر الوجدان
أو كلما.. انطفأ الوصال بين شريكين
حتى بات الشجن بينهما في معزل عن الحضن ( مصنع الدفء )
وقتئذ.. ستصل القشعريرة إلى أوج عنفوانها..
وسيبقى السرير يشكو غياب الظالمين..
أحدهم جعل الاثنين.. واحد، و..
سحب الغطاء معه.. ثم رحل إلى دنيا أخرى!
لقد ترك بعض الدموع على الوسادة.. فقط
لـ آخر مظلوم بالوحدة!.
ستشهد الدموع على جريمته، ولكن..
على الآخر الاستمرار في دفع أكواب الهواء.. إلى الرئة
حتى.. لا يضطر جسده للضمور.. ولا يقف الظلم أمامه
استعداداً لـ.. بناء جدار خامس في الغرفة
واضعاً بين لبناته.. نزف الذاكرة.
(9)
الخالة آمنة والصغيرة والذاكرة..
أطراف.. فوق حلبة مصارعة حرّة
المشهد ينبأ عن مطارحة الوجدان.. ونزف مرير لـ.. الذاكرة
تتجلى المشاهد بها.. أما الجمهور..
فهم عناصر الجيوش العربية
حيث يحسب الواحد فيهم لآخر الشهر الميلادي..
ألف حساب.
أمّا مشكلة الفواتير.. فستبقى معلّقة في عنق الشعب
قد يسددونها يوماً ما..من دمائهم
لا يهم!!.. المهم أن يبقى كرسي المسؤول.. يدور
هو لا يعلم أن للحرب مساحات أخرى.. في أفق الفرد
كيف يعالجها ؟.. والكرسي بجسده يدور
والأرض من حوله مجرّد.. قطعة قماش!
تخبأ العفن.. في حفنة تقصير منه.. لمسؤولياته الأولى.
(10)
الفقر والثياب الممزقة والتموين والعرس والسن الذهبي، و..
كل مظاهر الثانويات.. إنما هي فكرة
لـ.. مشروع مبادرة سلام مع الذات.. ومصالحة مع النفس
تنبع من الطفولة.. حتى آخر موسم
لجمع الرحيق.. من زهور العمر
في مواجهة حرّة .. لـ.. نهاية إنسان في مقبرة.
:
أخيراً ..
قد نصنع من الحروف.. جيوشاً مسلحة بالإيمان
فحافظ عليها.. لـ.. مزيدٍ من الأمن والأمان
في زمن بات يُعلب الضمير.. في قوارير من ورق!.
:
جهاد غريب