على حافة قبر !!

[د. منال عبدالرحمن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباحكم أمل ومساؤكم خير !

وإذا أحببتم قلت لكم " غود مورنينج " أو " هاي " أو " بونجور " وربما " بونسوار ".. فهذا هو الشائع اليوم ..
يتصل بك أحدهم فيقول " هاي " وعندما يغلق السماعة يقول " باي " وبين الـ " هاي " والـ " باي " كميات من الـ " ووردس " ( بالعربي الكلمات ) الكافية ليتجول سمعك في جميع أنحاء العالم !!

تنزل إلى الشارع وإلى الأسواق لتجد نفسك في " سوق عالمية حرة " تتسابق فيها المتاجر في اللغات فكأنك في سوق عكاظ عالمي فتجد هنا " اليجانت " وهناك " هابي لاند " وعلى الطرف الآخر " داون تاون " مقابل الـ " مارينا مول "

واذا اشتريت سيارة فأنت ترغب بأن تكون " فول اوبشن " واذا خسر فريقك تقول لهم " هارد لك " واذا قدم لك أحدهم شيئا قلت " مرسي بوكو" وربما قلت " ثانكس " أما إذا أردت شراء شيء فأنت تشتري إما " كاش " أو بالـ " كريديت " وأما اذا شاهدت حادثا فستقول " دونت ووري سيأتي البوليس حالا " وأمّا الكلمة الأكثر شيوعا والتي سنجدها قريبا في معاجم لغتنا فهي كلمة " اوكي " !!

قال الحسن البصري - رحمه الله- في المبتدعة :" أهلكتهم العجمة" .

وربما اذا قرأ بعضنا نصا كهذا تبادر إلى ذهنه ألف سؤال ولجأ إلى أمهات الكتب باحثا ومدققا وممحصا !!

عنعن الراوي على ذمته " بعد الغُطاط ذرَّت الشمس هناك حيث كان الصفيف معلقا على الحبال وحيث كان المَصُوص راقدا في اناء ينتظر امرأة الدار الحَصان لتضع لمساتها الأخيرة عليه كما تعلمت من جارتها اللِطلِط , كانت كلما انبلج الصبح تناولت الغرَّافة ورقرقت الماء على يديها ونضحت وجهها ثم قامت لتؤدي واجباتها في بيتها قبل أن يشتد الأوار .. كانت امرأة عَروبا عَيطلا صَناع تكره البِطنة والكِظّة والهَذَر ونصب الأحابيل .. حكمتها في الحياة " بئس الردف .. لا بعد نعم " .. "
( ملاحظة : النص من تأليفي جمعت فيه فقط بعض الكلمات العربية الفصحى .. فلا تؤاخذوا خطأي أو زلتي )

لغتنا العربية بحرٌ واسعٌ مليءٌ باللآلئ .. كلما غُصنا أكثر في أعماقه اكتشفنا الجمال الذي فيه أكثر وأكثر ..

دعونا نترك " التلفزيون " ونشاهد " الرائي " نقول " أناسا رفيعو المستوى " بدلا من "ناس هاي كلاس " ونأكل الـ " مثلجات " بدلا من الـ " آيس كريم "

من منا تبحّر في مفردات القرآن وأدرك عظمة هذه اللغة ..

من منا يعرف الفرق بين " أتى " و" جاء " ؟

ومن منا لا يعرف قصيدة حافظ ابراهيم

رَجَـعْتُ لـنفسي فـاتَّهَمْتُ حَـصـَاتي

*************************ونـاديتُ قَـوْمي فـاحْتَسَبْتُ حَـيَاتي

رَمَـوْني بـعُقْمٍ فـي الشَّبَابِ وليتني

**************************عَـقُمْتُ فـلم أَجْـزَعْ لـقَوْلِ عُدَاتي

وَلَـــدْتُ ولـمّا لـم أَجِـدْ لـــعَرَائسي

**************************رِجَـــالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَـنــَـاتي

وَسِـعْتُ كِـتَابَ الله لَـفْظَاً وغَـايــَة

*************************وَمَـا ضِـقْتُ عَـنْ آيٍ بـهِ وَ عِظِاتِ

فـكيفَ أَضِـيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ

************************وتـنـسيقِ أَسْـمَـاءٍ لـمُخْتَرَعـَات

أنـا البحرُ فـي أحشائِهِ الدرُّ كَـامِنٌ

**********************فَهَلْ سأَلُواالغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

فـيا وَيْـحَكُمْ أَبْـلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني

*********************وَمِـنْكُم وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أُسَـاتي

فــــلا تَـكـِـلُوني لـلزَّمَانِ فـإنَّني

*********************أَخَــــافُ عَـلَيْكُمْ أنْ تَـحِينَ وَفَــاتي

أَرَى لــرِجــَالِ الـغَرْبِ عِـزَّاً وَمِـنْعَةً

************************وَكــَــمْ عَــزَّ أَقْــوَامٌ بـعِزِّ لُـغَاتِ

أَتَـــــوا أَهْـلَهُمْ بـالمُعْجزَاتِ تَـفَنُّنَا

**********************فَـيَـا لَـيْـتَكُمْ تَـأْتُونَ بـالكَلِمَـــــاتِ

أَيُـطْرِبُكُمْ مِـنْ جَـانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ

***********************يُـنَادِي بـوَأْدِي فـي رَبـيعِ حَـيَاتي

أَرَى كُــلَّ يَـوْمٍ بـالجَرَائِدِ مَـزْلَقَاً

**********************مِــنَ الـقَبْرِ يُـدْنيني بـغَيْرِ أَنَـاةِ

إِلَـى مَـعْشَرِ الـكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ

***********************بَـسَطْتُ رَجَـائي بَـعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

فـإمَّا حَـيَاةٌ تَـبْعَثُ المَيْتَ في البلَى

***********************وَتُـنْبتُ فـي تِـلْكَ الـرُّمُوسِ رُفَاتي

وَإِمَّــا مَـمَـاتٌ لا قِـيَامَةَ بَـعْدَهُ

********************مَـمَاتٌ لَـعَمْرِي لَـمْ يُـقَسْ بمَمَاتِ

وكم نخشى هذا الموت على ألسنتنا !!

قال ابن تيمية " إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "

أما الامام الشافعي فيقول:
" ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "

فماذا لو سمع الامام الشافعي - رحمه الله- نشرات الأخبار والأخطاء اللغوية الفادحة وماذا لو قرأ نصا شعريا مستحدثا او سمع مناظرة أدبية على الطريقة المعاصرة أو ربما لو سمع اللهجات العربية التي ما أنزل الله بها من سلطان تتحدث الفرنسية والانكليزية والايطالية واللاتينية بطلاقة واذا قلت لهم كلمة عربية قالوا عنك " مجنون يعيش في عالم الخيال واللامنطق !!"

دعوة لتعريب ألسنتنا فهل من مجيب ؟؟!!

" سوري " ان أطلت عليكم

و " تشاو " لا تضاهيها " سي يو لايتر "

ومنكم المعذرة !

 

[بدر الحربي]

.
.
.





ثقافة الغرب طغت على
كل شيء اللغة والأكل
والملبس والهيئة

هذا نحن مهما كابرنا
ومهما غسلنا ونظفنا
رداء الحضارة المُرتدى

لم نرتدي من الحضارة
سوى عاراً نسلمه لأبنائنا
بعد "قبلة فرنسية"..
حتى القبلة..!
لم تسلم من حضارتنا الزائفة
حتى القبلة
ندعي الحضارة فيها
ونسميها كما يسمونها
دون إدراك أو حتى تفكير
بأنه يجب أن نكون:
نحن!
لا هم..!

ندعي أننا وصلنا
قمة الأرستقراطية
والبرستيج..

" برستيج"..!
أيوه برستيج..
فهو يجب أن يتفلسف
أمامك بنطق بعض
الكلمات الأجنبية متباهيا
وماله.. برستيج.. برستيج!
حضارة زائفة أخرى
نعاني من نهم مفرط لها


وحتى لو حاولت
أن تهرب من واقعهم
وتبقى متحضراً مثالياً
تتقيد بسلوك وأخلاقيات
ثقافتك العربية الأصيلة
ستفاجيء بأن حضارة
الغرب قد سادت هنا
ويجب عليك لبس رداءها
تخرج للشارع فتفاجيء
بحرف M الأصفر مرتفعاً
"ماكدونالدز"..!
بريق آخر من الزيف
نظن بأنه سينقلنا للأعلي
نظن تناول مايقدمه
من وجبات فاسدة القيمة
هو نوع من عصرية الحضارة
وتوسع الوعي الثقافي

غرقنا وانغمسنا في تفاصيل
هامشية من الحضارة الغربية
حتى طغت على كل شيء
في حياتنا المهزوزة
تدخل مجمع (.....) في مدينة (....)
فتشعر وكأنك في
مجمع تجاري غربي
"تغريب"
في اللبس والشعر والهيئة
وحتى اللكنة
يمارس طقوسه شبابنا


"تغريب"
حتى في الأغاني
ولو لم يفهم معانيها
لكن الرغبة بكل ماهو غربي
تطغى على كل شيء في حياته
تقف عند إشارة ما فتسمع
أنريك أجاليسيس منادياً:
"California is calling 20 miles to go"
وكأنك في تقاطع مرور في مانهاتن

هذا حالنا
وهذا حال نظرتنا
للحضارة والثقافة

بينما هم
من نحن متيمون بحضارتهم
مقبلون عليها
يتمسكون بثقافتهم ولا يتخلون عنها
ولايستخدموا ثقافتنا
وحضارتنا إلا في دراسة واقعنا
من خلال الإستشراق
المستشرقون عرفوا كل شيء عنا
وعن بلادنا
أراضينا
عاداتنا
قهوتنا العربية
قيمنا
كلها تحت مجهرهم
يدرسونها دراسة واعية
ليستخلصوا منها
كيف يفكر هذا العربي
الذي كان يوما ما
الموت القادم من الشرق
العربي
الذي كان يرفع راية الجهاد
فلا يقهر بإذن الله
كيف يعيش يومه
وما سر قوته
وكيف نوهنها
ونهدم بأسه

وفي نهاية الدراسة
تعلو ضحكاتهم على
واقعنا المطمئن لهم:
فيتحدث كبيرهم مبتسماً..
مادام هذا العربي مستمتعا
بوجبته في "لاس فيجاس"
أقصد
ماكدونالدز الرياض
فتمنوا له نوماً هانئاً
هيّا ارفعوا كؤوسكم
ولنشرب نخب:
"Good Night Arabs"





~•¤© ~~ نوافذ أخرى ~~ ©¤•~

(1)
في فرنسا :
يعرف الفرنسيون بأنهم من أكثر الشعوب تعصبا
وحفاظا على ثقافتهم ونبذ كل دخيل
حيث يعتزون بلغتهم ولايخاطبون السياح إلا بها
خصوصا كبار السن منهم حيث تجد صعوبة
في تقبلهم للحديث معك بأي لغة عدا الفرنسية..!


(2)
في المانيا :
كان مجموعة من الشباب الألماني يسيرون
في شارع حيوي يغنون أغنية أجنبية
بكلماتها الأجنبية
قد يكون أمرا عاديا في عالمنا الثالث
لكن في ألمانيا تم عقد إجتماع طاريء
لأكبر مجلس إستشاري في البلاد
لمناقشة هذه الظاهرة ومعالجتها سريعا
حيث اعتبروها خطرا قادما يهدد لغتهم وثقافتهم


(3)
هنا:
نتفاخر بالديرتي جنز
وحشر كلمات أجنبية
لنملأ فراغ النقص المتزايد..!




~•¤© ~~ فاصلة أخيرة ~~ ©¤•~

في فترة الخطوبة
طلبت منه خطيبته أن يقبلها
French Kiss
أجابها حبيب القلب:
لا أعرف سوى القبلة البدوية العربية
فانتهى الأمر..
بفسخ الخطوبة...!!
،
قلت في نفسي:
ياحرام مالقى أحد يثقفه مثلها





أختي الفاضلة..
أعتذر عن طول الخربشة
لكن موضوعك ممتع ويلامس
واقعاً نعيشه كل يوم

كل الشكر على عمق الطرح وجماله





خالص الود والتقدير

 

[ريم علي]

غيمة عطر

موضوعك هام جدا...وكثيرون قد يتأثرون بما كتبتِ لكن بالنهاية سيواصلون عربيزتهم..!!
لان هؤلاء الفئة يتفاخرون بذلك ويستحقرون مفرداتهم (الام)....(لغة القران) اعظم كتاب
سماوي.

يستثقلون القاء التحيه عليك بـــ (السلام عليكم ) فتحية الاسلام لاتوازي (هاي او هااايات)...فاالاخيره اكثر تطورا وعصرية.

الكثير منا يعتقد ان التحدث بلغات اخرى هي قمة الثقافة...ويشعرون بانهم في مرتبة
ثقافية وفكريه هامة بينما اذا شاهدوا مثلا برنامجا اذاعيا او تلفزيونيا يتحدث ضيفه باعذب
وارقى واجمل المفردات العربية ...يقولون : وش هالتخلف هذا..!!!

نعم ....كثيرون يعتقدون اجادة اللغة العربية نوعا من انواع التخلف للاسف.

انتشار المفردات الانجليزيه في مجتمعنا العربي ...خاصة في اعلانات مكتوبة او اسماء محال وغير ذلك....هو بسبب غياب المسؤول.

سأذكر مثالا على ذلك :

عندما تريد ان تفتتح مكتبا خاصا بامور الترجمة في المملكة من شروط ترخيصها ان
يكون اسم المكتب عربي خالص...ولايمكن ان يتم انهاء الترخيص بخلاف ذلك.
هنا المسؤول كان له دور حيث عطل انتشار اللغات الدخيلة بالامور الرسمية..فلو كان
مثلا هناك قرارا رسميا بذلك....او اجتهد مسؤول في تعطيل انتشار اللغات الغربيه في مجتمعنا على الاقل في المحال والمعارض وخلافه..لااصبح الوضع افضل مما هو عليه.

لااعلم حقا لماذا لدى البعض مفهوم غريب تجاه لغتنا العربيه...على انها ليست جميلة
او مملة او لاتدل على ثقافة معينة...بالعكس انا اقول حاول ان تتقرب من اللغة العربيه
حيث ستشعر بقيمتها الحقيقة وستسقط كل لغات العالم لعينيها..!!

لايحب ان تتعدى اللغات الاجنبيه حدود تواجدها...لنقنن ذلك باستخدامها اما للتخاطب بها مع اهلها..او لضروريات اخرى.

هذا ولك التحيه

 

[سلطان ربيع]

لغتنا محفوظة
بـ إذن الله إلى يوم الدين
فقد تعهد رب العالمين بحفظ كتابة ( القرأن الكريم )
ودوامه من دوامها .

حال اللغة متردي وتردي حالها يفقدنا الهوية أو القلق من فقدانها
وخصوصاً في الحقبة الأخيرة وربما كان ذلك لـ إزدياد تصاعد مؤشرات العولمة
ومحاولة تقليص المسافات بين الشعوب وخلق تناسق جديد
جعلنا نهمل بمفردانا رغم أهميتها وإحتوائها مالاتستطيع إحتواءه أي لغة كانت
والإستعانة بمفردات دخيلة على مجتمعاتنا
فالبعض يراها تقدماً والبعض تميزاً
متجاهلين لغة القرأن !!

غيمة عطر
شكراً لكِ ودمتِ بخير .

 

[حمد الرحيمي]

غيمة عطر ...

أهلاً بكِ أختي الكريمة ...



بإشارتكِ إلى هذا الهم -الأكبر - وبكتابة أعضاءٍ كُثر عن هذا (الألم ) وما أسميته في طرحٍ مشابه لهذا بـ ( التغنج اللغوي ) إشارةٌ إلى أن في أبناء هذه الأمة من يتحسس مواضع الاعوجاج / الخلل ...

و إشارةٌ لإدراك أبناء هذه اللغة العظيمة أبعاد الخطر و تصورٍ واعٍ لخطورته ...



تشابك الثقافات وتداخلها ينبغي أن يواجه بتعليم موازٍ له يسير معه ولا يصطدم به ليحفظ لنا هويتنا و ثقافتنا ...

أخشى ما أخشاه أن تتحقق أهداف سلامة موسى دون جهدٍ منه ...




غيمة عطر ...


طرحٌ نبيل يستحق معه الإشادة والثناء ...

شكراً لكِ على هذه القولة الهادفة وهذه المؤلفة الظريفة ....



مودتي ...

 

[د. منال عبدالرحمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الحربي

.
.
.





ثقافة الغرب طغت على
كل شيء اللغة والأكل
والملبس والهيئة

هذا نحن مهما كابرنا
ومهما غسلنا ونظفنا
رداء الحضارة المُرتدى

لم نرتدي من الحضارة
سوى عاراً نسلمه لأبنائنا
بعد "قبلة فرنسية"..
حتى القبلة..!
لم تسلم من حضارتنا الزائفة
حتى القبلة
ندعي الحضارة فيها
ونسميها كما يسمونها
دون إدراك أو حتى تفكير
بأنه يجب أن نكون:
نحن!
لا هم..!

ندعي أننا وصلنا
قمة الأرستقراطية
والبرستيج..

" برستيج"..!
أيوه برستيج..
فهو يجب أن يتفلسف
أمامك بنطق بعض
الكلمات الأجنبية متباهيا
وماله.. برستيج.. برستيج!
حضارة زائفة أخرى
نعاني من نهم مفرط لها


وحتى لو حاولت
أن تهرب من واقعهم
وتبقى متحضراً مثالياً
تتقيد بسلوك وأخلاقيات
ثقافتك العربية الأصيلة
ستفاجيء بأن حضارة
الغرب قد سادت هنا
ويجب عليك لبس رداءها
تخرج للشارع فتفاجيء
بحرف M الأصفر مرتفعاً
"ماكدونالدز"..!
بريق آخر من الزيف
نظن بأنه سينقلنا للأعلي
نظن تناول مايقدمه
من وجبات فاسدة القيمة
هو نوع من عصرية الحضارة
وتوسع الوعي الثقافي

غرقنا وانغمسنا في تفاصيل
هامشية من الحضارة الغربية
حتى طغت على كل شيء
في حياتنا المهزوزة
تدخل مجمع (.....) في مدينة (....)
فتشعر وكأنك في
مجمع تجاري غربي
"تغريب"
في اللبس والشعر والهيئة
وحتى اللكنة
يمارس طقوسه شبابنا


"تغريب"
حتى في الأغاني
ولو لم يفهم معانيها
لكن الرغبة بكل ماهو غربي
تطغى على كل شيء في حياته
تقف عند إشارة ما فتسمع
أنريك أجاليسيس منادياً:
"California is calling 20 miles to go"
وكأنك في تقاطع مرور في مانهاتن

هذا حالنا
وهذا حال نظرتنا
للحضارة والثقافة

بينما هم
من نحن متيمون بحضارتهم
مقبلون عليها
يتمسكون بثقافتهم ولا يتخلون عنها
ولايستخدموا ثقافتنا
وحضارتنا إلا في دراسة واقعنا
من خلال الإستشراق
المستشرقون عرفوا كل شيء عنا
وعن بلادنا
أراضينا
عاداتنا
قهوتنا العربية
قيمنا
كلها تحت مجهرهم
يدرسونها دراسة واعية
ليستخلصوا منها
كيف يفكر هذا العربي
الذي كان يوما ما
الموت القادم من الشرق
العربي
الذي كان يرفع راية الجهاد
فلا يقهر بإذن الله
كيف يعيش يومه
وما سر قوته
وكيف نوهنها
ونهدم بأسه

وفي نهاية الدراسة
تعلو ضحكاتهم على
واقعنا المطمئن لهم:
فيتحدث كبيرهم مبتسماً..
مادام هذا العربي مستمتعا
بوجبته في "لاس فيجاس"
أقصد
ماكدونالدز الرياض
فتمنوا له نوماً هانئاً
هيّا ارفعوا كؤوسكم
ولنشرب نخب:
"Good Night Arabs"





~•¤© ~~ نوافذ أخرى ~~ ©¤•~

(1)
في فرنسا :
يعرف الفرنسيون بأنهم من أكثر الشعوب تعصبا
وحفاظا على ثقافتهم ونبذ كل دخيل
حيث يعتزون بلغتهم ولايخاطبون السياح إلا بها
خصوصا كبار السن منهم حيث تجد صعوبة
في تقبلهم للحديث معك بأي لغة عدا الفرنسية..!


(2)
في المانيا :
كان مجموعة من الشباب الألماني يسيرون
في شارع حيوي يغنون أغنية أجنبية
بكلماتها الأجنبية
قد يكون أمرا عاديا في عالمنا الثالث
لكن في ألمانيا تم عقد إجتماع طاريء
لأكبر مجلس إستشاري في البلاد
لمناقشة هذه الظاهرة ومعالجتها سريعا
حيث اعتبروها خطرا قادما يهدد لغتهم وثقافتهم


(3)
هنا:
نتفاخر بالديرتي جنز
وحشر كلمات أجنبية
لنملأ فراغ النقص المتزايد..!




~•¤© ~~ فاصلة أخيرة ~~ ©¤•~

في فترة الخطوبة
طلبت منه خطيبته أن يقبلها
French Kiss
أجابها حبيب القلب:
لا أعرف سوى القبلة البدوية العربية
فانتهى الأمر..
بفسخ الخطوبة...!!
،
قلت في نفسي:
ياحرام مالقى أحد يثقفه مثلها





أختي الفاضلة..
أعتذر عن طول الخربشة
لكن موضوعك ممتع ويلامس
واقعاً نعيشه كل يوم

كل الشكر على عمق الطرح وجماله





خالص الود والتقدير

الأخ بدر الحربي

صباحك خير !


للأسف كما أسلفت فإن الغرب بتاريخه الحَدَث مقارنة مع تاريخ توالى على مئات السنين مليء بالثقافة و النور هو ( وربما قد نسى البعض ) " تاريخنا " ..
المشكلة فقط أننا ظننا الحضارة وجبة سريعة وبيبسي و " باي " تعبر عن كل ما يعتري دواخلنا من تناقضات !
ناهيكَ عن ثقافة اللاحياء التي ارتداها الكثيرون بحجة الانفتاح !!

وان حاولت يوما أن تجيبهم بلغة التاريخ والثقافة والأدب على سؤال بهيئة مسخ " هاي , هاو آر يو ؟ " قالو لك " بليز خليك مودرن " !!

ينقصنا فقط .. قراءة أُمّة أنجبتنا !



بدر الحربي

شكرا لهذا المرور وهذه الاضافات المتميزة !

كل التقديــــــــــر

 

[د. منال عبدالرحمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم علي

غيمة عطر

موضوعك هام جدا...وكثيرون قد يتأثرون بما كتبتِ لكن بالنهاية سيواصلون عربيزتهم..!!
لان هؤلاء الفئة يتفاخرون بذلك ويستحقرون مفرداتهم (الام)....(لغة القران) اعظم كتاب
سماوي.

يستثقلون القاء التحيه عليك بـــ (السلام عليكم ) فتحية الاسلام لاتوازي (هاي او هااايات)...فاالاخيره اكثر تطورا وعصرية.

الكثير منا يعتقد ان التحدث بلغات اخرى هي قمة الثقافة...ويشعرون بانهم في مرتبة
ثقافية وفكريه هامة بينما اذا شاهدوا مثلا برنامجا اذاعيا او تلفزيونيا يتحدث ضيفه باعذب
وارقى واجمل المفردات العربية ...يقولون : وش هالتخلف هذا..!!!

نعم ....كثيرون يعتقدون اجادة اللغة العربية نوعا من انواع التخلف للاسف.

انتشار المفردات الانجليزيه في مجتمعنا العربي ...خاصة في اعلانات مكتوبة او اسماء محال وغير ذلك....هو بسبب غياب المسؤول.

سأذكر مثالا على ذلك :

عندما تريد ان تفتتح مكتبا خاصا بامور الترجمة في المملكة من شروط ترخيصها ان
يكون اسم المكتب عربي خالص...ولايمكن ان يتم انهاء الترخيص بخلاف ذلك.
هنا المسؤول كان له دور حيث عطل انتشار اللغات الدخيلة بالامور الرسمية..فلو كان
مثلا هناك قرارا رسميا بذلك....او اجتهد مسؤول في تعطيل انتشار اللغات الغربيه في مجتمعنا على الاقل في المحال والمعارض وخلافه..لااصبح الوضع افضل مما هو عليه.

لااعلم حقا لماذا لدى البعض مفهوم غريب تجاه لغتنا العربيه...على انها ليست جميلة
او مملة او لاتدل على ثقافة معينة...بالعكس انا اقول حاول ان تتقرب من اللغة العربيه
حيث ستشعر بقيمتها الحقيقة وستسقط كل لغات العالم لعينيها..!!

لايحب ان تتعدى اللغات الاجنبيه حدود تواجدها...لنقنن ذلك باستخدامها اما للتخاطب بها مع اهلها..او لضروريات اخرى.

هذا ولك التحيه

نعم لنتقن اللغات الأجنبية لنتواصل مع أهلها لنفهم ثقافتهم وننقل لهم ثقافتنا ونغير صورتنا المشوهة في أعينهم ..

ولكن لنحفظ لغتنا العربية الأم .. لنتحدث بها في الشارع في البيت في المدرسة والجامعة وفي العمل ..
ألا تستحق تلك اللغة الخالدة منا الاهتمام والتقدير و والعناية !!

فعلا لو حاول كل منا أن يستكشف كنور هذه اللغة لرأى عالما مدهشا من الجواهر المكنونة !!



العزيزة ريم علي ..

ومرور غني مميز كعادتكِ ..

شكرا بحجم رُقيّ حرفكِ !

 

[محمد مهاوش الظفيري]

الأمم العظيمة , هي التي تعتز بلغاتها

كل أمة تمارس لغتها القومية في التخاطب والكتابة


اليهود الصهاينة أحيوا العبرية الميتة منذ ألفين سنة , وبعثوها من ظلمات المعابد ومجاهل التاريخ


وكما قال ابن خبدون في المقدمة , المغلوب يقلد الغالب

موضوع أكثر من رائع

ولا لم أكن مرهقًا هذذ الأيام , لاستفضت في الحديث