.. (( شغف )) ..

[أنسام]

أمسكتها بيدين مرتعشتين.. تأملت صفاءها.. تلك الورقة البيضاء.. كرهت أن يلونها حبري الأزرق لــ وهلة... "ليتها تدوم بنفس الشفافية... بنفس النقاء"
"بل إني أغبطها على ارتسام حبرك عليها... " .. وأكمل وهو يرنو بــ بصره " تمنيت أن أكون بدل هذه الورقة إن كان حبرك هو من سوف يزينها ... " و قهقه ضاحكا ...
.. تخيلته كــ ورقة.. إلا أني نفضت الفكرة من رأسي سريعا لــ هول الصورة التي تشكلت أمام ناظري " ورقة مليئة بــ التجاعيد الدميمة.. تكون الكتابة عليها من أصعب ما يكون ..! بل حتى حبر القلم ينفر منها..!"

علت الابتسامة وجهي و أنا أقطع الضاحية.. كان الموقف مسيطرا على كل إحساسي.. امتدت ابتسامتي حتى أعماقي لــ فكرته .. أشفقت عليه في البدايه.. "كيف يكون لدينا هذا الكم من الشغف حتى لنتمنى أن نكون ورقة باليه.. تمر عليها عوامل الزمن.. الحبر السقيم...الخط غير المتناسق.. تعبث بها أي يد... أو ترمى بــ إهمال..." ومن ثمّ.. دارت بــ رأسي الأفكار وأسقطتني في دوامتها.. لــ تفترسني ذكريات شغفي الأول..
"عذرا ســ أعود لــ الذكريات.. إذ أن حياتي ليست إلا كومة من الذكريات...!"

"نافذتي الصغيرة".. شغفي الأول.. صندوق حكاياتي لــ عرائسي المدللة..
كم قضيت من الليالي ملتصقة بها.. وكــ أن حياتي لا شيء بــ غير وجودها..
لاحظت وجودها منذ الرابعه..
أسرتني .. امتلكت عقلي الغض... وبصيرتي البرئية...
رغم اني لم أكن أستطيع الوصول لــ حدها الأسفل.. إلا اني كنت أرتقي أي علوٍ كي أصلها.. كان عالما مغايرا لما أظنه.. ما بين غاد ورائح.. ما بين وجوه مشرقةٍ رغم ارتسام الهم بــ محاجرها..والشقاء الذي طُبع على تقاسيمها... ووجوه تتلهف لــ اصطيادِ أي قادمٍ جديد .. بــ لهفةٍ تستطلع أخباره...!

حين المساء ..!
كنت أجمع عرائسي وأقص لهن ما أراه.. "جارنا أحمد خرج اليوم مبتسما كــ عادته.. إلا أن خبر وفاته نُقل الى أهله بعدها بــ ساعتين فقط.. مسكين.. لقد كان طيبا معي فـ قد أهداني يوما لوحا من الشوكولا..."

" أغلقي النافذه" صرخة مدويه خرقت أذناي..
كان صوت أمي.. دُهشت في البداية لــ تلك الحده..
تساءلت بعينيّ البريئتين.. وسألت.. وظل سؤالا معلقا بلا إجابه...

حتى ذلك اليوم... "لقد كبرتِ".. أتاني الجواب...
لم ألحظ حينها أي شيء قد كبر إلا مريول مدرستي.. بــ مربعاته الصغيرة ذات اللون الكئيب.. ضفائري التي استثقلت حملها.. .. وشغفي الملح بــ الانزواء تحت هذه النافذة .. فقط!

صرت أتسلل خلسة.. أراقب الخارج بعين ملهوفة.. ألمس تضاريس الخارج بــ كل انثناءاته.. تعرجاته.. وديانه... أو حتى هضابه...

" ما وقوفكِ في الخارج؟"
وجه صارم.. عينان ملؤهما الغضب.. وصفعة اقتلعتني من مكان وقوفي..
تلك اليد... اختزلت كل آلامي .. اصابتني بــ شيء من عدم الاكتراث...
لم أستطع أن أرتد عن شغفي..
مارسته رغم صفعاتهم..
صراخهم..
كلماتهم التي تنهار كــ سيوفٍ مسلولة...

علمت حينها أن "نافذتي الصغيرة" منطقة محرمه..
و ظلي محرم أيضا..!

حديث الذكريات عن شغفي الذي لم ينتهِ..
مارسته طقسًا من طقوس عقيدتي.. بيني وبين طيفي...
رصيفأ تمتد عليه شطآن الجمال .. و اللحظات المتخمة بــ السرور...

من يوم تلك الصفعه..
صار شغفي مكتنزا بــ داخلي..
لم أعلنه لــ الملأ..
صرت أستمد أملي بـصيصًا من النور الذي تمتد أشعته لــ تغمرهم.. ولا أطال الا فتاته...
"آهٍ أيها النور.. حجبوك عني.. غمروني بــ ديجورٍ لا نهاية له.. ولكنك سكنت روحي.. وتغلغلت الى أعمق اعماقي..."

نظرت الى الورقة ثانية ما بين يديّ...
وجدتها احتضنت "نافذتي الصغيرة" بــ كل تفاصيلها...

حينها...؟
هدأت روحي... لــ أن حبري صار امتدادًا لــ شغفي.



على الود نلتقي.

 

[صُبـــح]

لا غرابة في الإنزواء بعيداً حين حلّت ضفائرها .. !

في ركنٍ قصي حيث القلب المرعوش يسأل : الى أين ؟!


أنسام ...
سخونة المشهد تلفح جزءاً مني قبل أت تحلّ ضفائري !


مودتي ..


صُبــح

 

[هدب]

أنسام ...

عبق حرفك وشذى فكرك

احاط المكان بجمال لحظاتك

فأتيت الى هنا استنشق روعة

الحرف وسمو الفكر ......

وقد اجدتي وتميزتي ....


لكِ كل الود

 

[عبدالعزيز رشيد]

من غرفة الانسجام جلبنا الكرسيّ الى هنا
لـ نقرأ بكلّ تأمّل وانسجام ونرى كيف تنساب الكلمات بـ جمال وانسجام الينا
اختي \ انسام
قصّة تلملم مانثر من حروف
ألف شكر لك

 

[قايـد الحربي]

أنسام
ـــــــــ
* * *

شغفٌ و عزفٌ على أوتار الذاكرة
وبلغةٍ تنساب كانسيابها
تتهادى الحروف هنا بلونها البُنيّ الأقرب
للماضي والأعذب من حاضر .

شكراً أنسام
كما الغَمَام .

 

[طلال محمد]

ما أجمل هذا الصباح
بصحبة هذا الحرف

شكرا لك