حين تسكَبُ الحروفُ من مدادِ القلب؛, وتنبضُ القصيدةُ بجراحِ وطنٍ وأملِ بعثٍ
نقفُ أمام نصٍّ كـ"فارسِ الخلود" طقسًا من الطهرِ واليقين.. يبعثُ فينا ما خمد من جذوةٍ
ويوقظُ في الذاكرةِ عهدَ الدمِ المُضيءِ في العتمات.
نداءُ قيامٍ في زمنِ السقوط.. وعَقدُ عُروةٍ مع الخلودِ حين تُباعُ الأرواحُ بثمنِ الخوف.
"فارسُ الخلود" نبيُّ فكرة وسادنُ المعنى حين يُغتالُ
ينفُضُ صَدأَ العجز ويُرمّمُ الشروخَ.
كوميضِ برقٍ في سماءِ الغيب؛، تكشفُ المسارَ حين تضيعُ البوصلة.
بوحٌ لم يكتفِ برسمِ الملامح.. زرعتَ توقًا إلى حياةٍ تُعاشُ بالكرامةِ
لا بالرغيفِ المسروق من مائدةِ الذل.
فيا جهاد..
قد صدَحتَ وأوجعتَ؛ أيقظتَ سكونَ الضمير..
فإن كان "فارسُ الخلود" قد عادَ يومًا إلى فرسِه
فقصيدتُك عادتْ بنا إلى جوهرِ القضية.. وخلعتْ عن اللغةِ عباءةَ المجازِ لتلبسَها دمَ الحقيقة.
"فارسُ الخلود: دماءٌ على صهيلِ العودة!" ملحمة متكاملة مكتوبة بنفسٍ بطوليّ عميق
وقلبًا نابضًا بالرسالة.. وسيفًا مصلطًا على جراح الأمة.
لغتها مشحونة متينة.. والأسلوب متماسك عالٍ والطرح جريء
يُجسّد فكرة المقاومة والبعث، والفداء من أجل الحقّ، والخلود من بوابة الاستشهاد
والفارس حاملُ رسالة وشاهدٌ.. وباعثُ أملٍ لمستقبلٍ يولد من الرماد.
أ. جهاد غريب.
حرفك لا يُهادن وصوتك جعلنا نؤمن أن الفروسية لم تَمُت
بل تنتظرُ نداءَ العودة.
دمتَ مبدعًا تُجيدُ شدَّ الأوتار الصامتة.. وتُحييها بنبضِ الإيمان.
عُمق