من رواية المقتول بالماء

[خالد الداودي]

ثمة عابر غرس روحه في الطين لتنمو حتى حصاده

هز النخيــــل الباسقـــــات تبسمـــــــّن
وانــداح له غصن يغيض الزعفــــران

لو طاب له عمــــرٍ مضى فوق الزمن
حافي طعنــــه القيض ثأر عن رهــان

مرن سنينـــــــــه سلّـــم وما سلمــــنّ
يحفظــه ربي عن تقاسيــــــم الهــوان

قــدّت لحـــونه شفــــاه لو ما تكلمــن
يهمـــس لهن قلبه ولا ينطق لســــان

قـــد ما تســـاقــــط من حنين مرتهــن
في الارض يغـرس بسمته روح لكيان

مد الضحــــــى له صـــورة ثم افـتتن
بأعــــواد يتثنـــى ربيــــــع الخيزران

مـــرّن على حلق الفلــج وتمضمضن
نســوة من اطراف المدينة والزمــان

سقــــى لهن مجهـــول يومه واستقـن
ما غض عينـــه عن فروع البيلســان

هن سولفن ثم سولفـن ثم حصحصن
للبنت عن حق المشيب بعنفــــــــوان

وتبرجت فيها المبـــــاهج وارتمـــن
غصــــونها جنب الفلـــج والقحويان

قالت زرعنــــــاه ونبت قبــل بوطن
ثم مات من يسقيـــه من نبع الحنـان

وفلّت زوابع جيـــــدها حتى امتطن
خيـــول لهفتهــا بلا سرج لعنـــــان

وتعلّمــت لغــــة حروف استنطــقن
شعورها بقلبه ولا يعــرف رطــــان

ثم غيّبـت من بعــــدها ثم انشــــدن
تأخذهن الحيرة من سكون المكــان

يا ماي وين اللي خبرناه وسكـــــن
ياأرض من فينا رحل من قبل اوان

هــذا بشـــر بن غائبين او ابن جن
ماله اثر ماله بيـــــان ولا دخــــان

وتأبطــــن عن رجفـــــة وتبخّـــرن
شيء من الصمغ بتعـــاويذ اللبــان

واستيقضن فجـــر برفاته ووقــفن
عليه هامـــد ما يحــــرك له بنــان

يا موت قل للباسقـــــات تجمـــلن
باكر يصادف بنت من غيد حسـان