القصيدة بين الجمال الذاتي وعمليات التجميل

[علي الحسني]

لاشك أن لما يسمى بالشيلات ، دوراً كبيراً في إبراز أغلب القصائد ، وبالتالي إبراز أصحابها، فلا يختلف اثنان على مدى تأثير الصوت الجميل ووقعه على السامع ، فكم من القصائد التي تفتقر إلى أهم عناصر الشعر الجمالية ، ومع ذلك أصبحت مقبولة لدى المتلقي ، بسبب أداء صاحب الصوت العذب الذي لولاه لما التفت إليها أحد، وبالمقابل فكم من قصيدة في غاية الجمال ، بمجرد إلقائها المعتاد تسلب الألباب ، وتطرب القلوب فهي ذاتية الموسيقى والألحان وإن لم ترددها الأصوات الجميلة ، وفي ظل اختلال المعايير ، فقد غيب عن الوسائل الإعلامية ، بمختلف ألوانها ، من مرئية ومسموعة ومكتوبة،
رسمية كانت أم تجارية ، الكثير من الشعراء المبدعين ، وظهر الكثير ممن لايستحق الظهور، فلم تعد جودة الإنتاج الشعري هي المعيار للإختيار ، بل المطلوب في أغلب مانرى ، ذلكم الكم الهائل من الألفاظ المبتذلة ، التي لاتمت للشعر بصلة ، ولولا وجود وسائل التواصل الإجتماعي ، من منتديات وغيرها، لغاب عنا ماوصل إلينا من روائع أغنت الذئقة السليمة، ورغم ماسبق ذكره من سلبيات ، إلا أن الزمن كفيل بإنصاف من يستحق الإشادة ، ولن يطول الوقت حتى يحتل المبدعون الساحة الشعرية ، وتطوى صفحة الهياط والمحسوبيات ، تلبية لرغبة المتلقي المثقف الواعي ، فالبقاء للأجمل