ا لعد ل - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 2 - )           »          قطوف من قراءاتي (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 42 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75178 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 512 - )           »          هذا الوهم ! (الكاتـب : عبدالعزيز الرميحي - مشاركات : 10 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 18 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 422 - )           »          أغنية منسية.. (الكاتـب : سهيل العلي - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 5 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 394 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2015, 07:37 AM   #1
عبدالله باسودان
( شاعر وكاتب )

افتراضي ا لعد ل


ا لــعــد ل

أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل ، قال تعالى: [ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ] "النحل : 90 "
العدل ميزان الله في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي والمحق من المبطل ., قال: صلى الله عليه وآله وسلم [ ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل , والصائم حتى يفطر, ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ] .
ويقال : عدل ا لسلطان أنفع من خصب الزمان .
وسأل الإسكندر حكماء أهل بابل , أيما أبلغ عندكم , الشجاعة أم العدل ؟ قالوا: إذااستعملنا العدل استغنينا عن الشجاعة .
ويقال : إن الحاصل من خراج العراق زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مائة ألف ألف وسبعة وثلاثين ألف ألف ,فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشرة ألف ألف .
فلما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ارتفع في السنة الأولى إلى ثلاثين ألف ألف , وفي السنة الثالثة إلى ستين ألف ألف , وقيل أكثر , وقال إن عشت لأبلغنه إلـى مـا كـان في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
مات بعض الأكاسرة فوجدوا له سفطاَ , ففتح فوجد فيه حبة رمان كأكبر ما تكون من النوى ، معه رقعة مكتوب فيها " هذه من حب رمان عمل في خراجه بالعدل " .
عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن ملكاَ من الملوك خرج يسير في مملكته متنكراَ فنزل على رجل له بقرة تحلب قدر ثلاث بقرات , فتعجب من ذلك وحدثته نفسه بأخذها , فلما كان من الغد حلبت له النصف مما حلبت بالأمس ,
فقال له الملك : ما بال حليبها نقص أرعت في غير مرعاها بالأمس ؟ فقال : لا ولكن أظن أن الملك رآها أو وصله خبرها فهم بأخذها , فنقص لبنها , فإن الملك إذا ظلم أو هم بالظلم ذهبت البركة .
وقيل : الناس على دين ملوكهم , وروى أصحاب التواريخ والسيّر في كتبهم قالوا كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجاج يتسألون إذا تلاقوا من قتل البارحة ومن صلب ومن جلد ومن قطع رأسه وما أشبه ذلك .
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع واتخاذ مصانع فكان الناس يتسألون في زمانه عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبد الملك وكان صاحب طعام ونكاح فكان الناس يتحدثون ويتسألون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ويعمرون مجالسهم بذكر ذلك .
ولما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان الناس يتسألون كم تحفظ من القرآن وكم وردك كل ليلة وكم يحفظ فلان وكم يصوم وما أشبه ذلك , ولهذا قيل : إن مثله كمثل السحاب التي يرسلها الله تعالى بشراَ بين يدي رحمته فيسوق بها السحاب ويجعلها لقاحاَ للثمرات وروحاَ للعباد .
كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة إلى ابن أبي الحسن البصري , أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل , فكتب إليه
:

اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف , ونصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف.
الإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي , ويزودها عن المراتع المهلكة ويحميها من السباع ويكنفها من أذى الحر والقر.
الإمام العادل كالأب الحاني على ولده , يسعى لهم صغاراَ , ويعلمهم كباراَ , يكسب لهم في حياته ويدخر لهم بعد مماته .

الإمام العادل ياأمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرقيقة على ولدها حملته كرهاَ ووضعته كرهاَ وربته طفلاَ , تسهر بسهره وتسكن بسكونه , ترضعه تارة , وتفطمه أخرى , وتفرح بعافيته , وتغتم بشاكيته .

الإمام العادل يا أمير المؤمنين , وصي اليتامى وخازن المساكين , يربي صغيرهم ويمّون كبيرهم.

الإمام العادل يا أمير المؤمنين , كالقلب بين الجوانح , تصلح بصلاحه وتفسد بفساده .

الإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده , يسمع كلام الله ويُسمعهم, وينظر إلى الله ويريهم , وينقاد إلى الله ويقودهم , فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال ,فأفقر أهله وفرق ماله.

عن الفضيل بن عياض كان يقول : إذا كان لي دعوة عن الله مستجابة سأجعلها للحكام: قالوا له إجعلها لنفسك، لماذا تجعلها للحكام ؟ قال : إن الحاكم إذا صلح صلحت الرعية، والناس على دين حكامها.

بتصرف من كتابنا : سياحة في عالم الفكر والأدب.

 

عبدالله باسودان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.