العلاقة بين الإنسان والفن
مما لاشك فيه أن العلاقة بين الإنسان والفن علاقة قديمة وضرورية ، وتتحكم طبيعة الفن ومفهومه في بعض الأمور التي لاتنفك عنه(( لأن طبيعة الفن ليست قاصرة على العمل الفني في حد ذاته فحسب ، ولكنها مرتبطة أيضاً بشخصية الفنان المبدع له ، وهي كذلك ذات اتصال وثيق بالمجتمع الذي من أجله قام الفنان بإبداع وابتكار هذا الفن
.ونستطيع تلخيص ما سبق في الآتي
01 فنان
2. عمل فني
3. مجتمع
رؤية من زاوية أخرى
1. مرسل
2. رسالة
3. مستقبل
ومهما يكن من أمر فإن الفن لا يخرج عن كونه وسيلة من وسائل التعبير عن انفعالات الإنسان وعواطفه ، وخبراته ، واستثاراته في الحياة ، في قالب تشكيلي تحسب فيه العلاقات بين الخطوط ،والمساحات والألوان وبين أنواع التوافق والتباين والإنزان ، والشكل هو الأساس المحوري الذي يبرز فيه جمال الفن ، ونستطيع القول أن إدراك دقائقه أو تفاصيله يتم بواسطة الحواس، ففي الشكل الخارجي تظهر الخصوصية ، وفيه يظهر الجمال الذي هو غاية الفن ، وبشكله تتحدد قيمته الفنية ، وتتمايز الأشكال ، فأفضل الأعمال الفنية أحسنها شكلا ، كما يقول قدماء النقاد ومن تبعهم من نقاد الشعر ، وأمام هذه المقولة أتوقف كثيراً ، فالشعر العمودي أصيب بنكسة شديدة ، فأصبح كل من نظم قصيدة (نظم) أي أستوفى شرط اللغة والميزان العروضي فأصبح شاعراً ينتسب إلى هذا الفن وهو نظام لاشاعر،
وهنا بعض المقاييس الفنية ،وكنتت قد طرحت سؤالا في الدراسات الأدبية منذ فترة ليست بالوجيزة ,عن القصيدة العمودية وأردت به استقراء فهم البعض لكني لم أجد بغيتي, كان طرح السؤال نتيجة مشاهدتي لبرنامج تلفزيوني في التلفزيون الجزائري وقد قدم البرنامج شاعرا نثروي أو نثعوري , وأشار مقدم البرنامج أن الشاعر يجد في القصيدة النثروية, فضاء أرحب للتعبير عن مكنون النفس برغم تمكنه من كتابة القصيدة العمودية بشكل يجعل النابغة الذبياني والمراقسة جميعا ومن على شاكلتهم في ذهول من عبقريته ,وكانت الطامة عندما ألقى الشاعر قصيدة من البحرالبسيط عدد أبياتها قرابة عشرة أبيات تقريبا,, ليسقط في خلل الوزن في أربعة أبيات,ناهيك عن خلوها من شرف المعنى فقد كانت بلاشرف ,وهنا أقول أن كثيرا من الشعراء ممن يجيدون القفز فوق المألوف يأتون بالطامة الكبرى عندما يظنون كل تجديد جميل , ويغفلون المقاييس الفنية عند كتابة نص شعري ، حتى وهم يظنون أن القصيدة العمودية هي التي تلتزم بحرا واحدا من بحور الخليل وهذا فهم قاصر للقصيدة العمودية ,فالقصيدة العمودية لها قواعد فنية وهي كالتالي:
01شرف المعنى وصحته
02جزالة اللفظ واستقامته
03الإصابة في الوصف
04المقاربة في التشبيه
05التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن
06مقاربة المستعار للمستعار له وشدة اقتضائهما للقافية حتى لامنافرة بينهما
وعندما خرج أبو تمام وأبونواس عن هذه القواعد الستة أشار النقاد لذلك وقد يكون في الخروج عن المألوف جمال لكن الإفراط في ذلك قد يقلب السحر على الساحر, يقول البعض من حذاق الشعر الحديث ، الشعر كائن حي ينمو ويتطور, ونقول له لابأس لكن إن لم يكن هذا الكائن الشعري شريفا فلاخير في نموه , وكم من قصيدة بلاشرف للمعنى, لكن لانستغرب في ظل سقوط الشرف العربي في عصرنا الراهن ,فسقوط كل شيء أصبح تجديدا. وللحديث بقية